آراء

” صديقى ” الذى لم أعثر عليه !!

كنت دائمًا أدعو وأعتقد بأن الصديق هو أغلى شىء يمكن أن يحصل عليه الإنسان، فالصديق خير من ( المال والبنون ) حيث لا يربطك بهذا(الصديق)إن وجد، إلا الشعور بالصدق دون مصالح متبادلة أو منفعة، وحتى أن وجدت، فإنه زخر للحياة، وأيضًا رصيد لك بعد مماتك، حيث يمكن أن يؤتمن على ما تتركه من المال أو بنون، وهذا شىء خيالى، لا يمكن أن نصدقه فى هذا الزمن الردىء، وأن كان هناك بعض القصص حول أصدقاء، من الله عليهم بهذه الشعيرة، وجعلها صافية، ورائعة، يجب علينا أن نسلط الضوء عليها، ربما يكون لذلك مغزى أن يتعلم أحد أو ( يمرض ) أحد بهذه الخاصية الإنسانية الرائعة ، فالنجاح يمكن نقله ( كعدوى ) بين البشر، والفشل أيضًا ( عدوى ) يمكن نقلها وكذلك ( الندالة والخساسة ) مرض يمكن نقله كعدوى بين الناس، فلنسلط الضوء على أحلامنا روئانا لمعنى الصديق !! نعمة من الله عز وجل أن يكون للإنسان أصدقاء فالصداقة شيىء جميل وعظيم وأصبح من النادر تكوين الصداقات الحقيقية والتي تحمل بين طيات علاقتها المودة والمصادقة وتفضيل ما للنفس للصديق والتضحية والعمل على إزالة العوائق من أمام صديقك والإحساس بما يعانيه أو بما يسعده وبمشاركته السراء والضراء.
الأصدقاء أنواع فهناك صداقة دراسة وصداقة من جيرة وصداقة من خدمة فى الجيش أو فى العمل سويًا وهناك صداقة المصلحة لا تنقطع منافعها المتبادلة والأهم هى الصداقة فى فكر وطنى أو دينى أو حتى فى تلاقى الأفكار والخواطر ومن الأصدقاء تأتى كل الإنفعالات بالراحة أو بيسر الحياة وأيضًا بالقلق أو تعثر الحياة.
وفى الثانية النكبة الكبرى أو ما يسمى بالأثار السلبية للصداقة.

وحينما تتسلط الصداقة على العلاقة الثنائية وتشتد أواصرها، فبجانب أنها شيىء جميل،وشيىء نخاف عليه،وشعور يجب حمايته، لندرة هذه العلاقة خاصة فى زمن أصبحت وتيرته المصالح الشخصية، والمنافع الخاصة، والمتبادلة بين أطراف “سادها النفاق والرياء” وإزدواجية المصالح وضيق الأفق وإظهار عكس ما يبطن من مشاعر حينما تسود تلك المشاعر السيئية علاقة ما فلا يمكن أبدًا تسميتها بصداقة أو زمالة.فهذه العلاقة لها إسم واحد ” ترانزيت حتى إشعار أخر” والحياة علمتنا ورأينا الكثير من المنافقين وللأسف تتغير مواقفهم فى أيام “ولا كسوف ولا خجل” بأن ترى الوجه الأسمر أصبح أصفر ثم أحمر ثم أزرق فالألوان جاهزة فى ” البورتوفوليو” يمكن إخراجها مثل ” البيزنس كارد” فى ثانية من الزمن.

يارب حافظ لى على صديقى ولا تهدر وقتى الذى ضاع من عمرى فى تكوين تلك العلاقة الطيبة فلا يوجد وقت فى حياتنا لتكوين علاقة جديدة ولا يوجد فى العمر وقت أخر لعمل تجارب على هذه الشعيرة الجميلة وهى شعيرة الصداقة.
فالصديق هو زخر الحياة … وهو لسان حالى بعد مماتى … وهو السجل الذى أسطر فيه تاريخى وكذلك أحلامى…

أستاذ دكتور مهندس/ حماد عبد الله حماد – بوابة الفجر

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى