آراء

صديق المصلحة يتغير والصديق الحقيقي باقٍ

لا شك ان الصداقة مفهومها واسع، وكل إنسان يراها بالصورة التي تتناسب مع أفكاره وطريقة تعايشه في الحياة وفي التعامل مع البشر ومع من حوله، فمنهم من يرى أن جاره بمنزلة الصديق، ومنهم من يرى ان زميله في العمل صديق ويعتقد ان كل من يعرفه صديق له، وهذا غير صحيح لأن الصداقة الحقيقية يجب ان تصاحبها العديد من الصفات، وهي الاهتمام المتبادل بين الطرفين والتواصل والسؤال المستمر عن بعضهم بعضا وتقديم النصح والفائدة للطرف الآخر، بمعنى ان الصــديق الحقيقي هو الذي لا يتخلى عنك في جميع الظروف والمحن فتجده امامك قبل ان تطلبه لأنه يشعر بما تعانيه قبل ان تخبره، ويفرح لما تفرح به. وعادة ما يكون أقرب لنفسك حتى من الأخ وباقي الأقرباء، اما الناس الآخرون الذين تجمعك معهم الوظيفة أو الدراسة ربما تخرج بواحد منهم أو اثنين على الأكثر يتحليان بصفات الصديق، اما الباقي فسوف تجرفهم أمور الحياة وينشغلون عنك او تجد آخرين يتواصلون معك، اذا كنت مثلا في وظيفة معينة من اجل ان ينجز معاملاته،

وتجده يتودد لك في هذه الفترة، وعندما تترك هذه الوظيفة او تنتقل إلى مكان آخر تجده ينساك ويهجرك، وربما اذا رأيته او صادفته في الطريق لا يتعرف عليك لأن حاجته ومصلحته انتهت، نحن هنا لا نعمم بالطبع فهناك الكثير من الأشخاص الذين يقدرون خدمة الأشخاص لهم ويعترفون بالفضل، والجحود والنكران ليسا في قواميسهم، الا انه بالنهاية يبقى الصديق الحقيقي هو ذلك الإنسان الذي لا تغيره السنوات والأحداث والظروف ولا يريد منك مصلحة بل يتواصل معك حتى لو كان بعيدا عنك أو يعيش في بلد آخر، دائما فكره وعقله معك. ربما يرى بعضنا ان الصداقة لم تعد موجودة كالسابق وان عصر السرعة الذي نعيش فيه اختزل واختصر الكثير من الأمور من خلال الوسائل الحديثة الا ان الحقيقة لا تدل على هذا الشيء لأن الصديق الحقيقي لا يتغير ولا يتلون ولا يتبدل مهما كانت الظروف، ومازال الكثير منهم يعيشون بيننا حتى مع ندرتهم او قلة عددهم ومن عنده صديق فإنها نعمة من الله يجب ان يحافظ عليها لأن الصديق الحقيقي هو بمنزلة الموجه والمرشد والناصح والمعين لك في هذه الحياة.

زبن البذال – الأنباء الكويتية

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى