آراء

الشرف المفقود بين السياسة والإعلام

خاضت مصر خلال الأسبوع الماضي واحدة من أهم معاركها (الناعمة)، وحققت نصرًا لافتًا يستأهل تسليط الأضواء عليه، باعتباره علامة فارقة في منهج تعامل الدولة الوطنية المصرية، مع الأكاذيب التي اعتادت وسائل الإعلام الغربية ترويجها في كل حدث يتعلق بالدول العربية بشكلٍ عام، ومصر على وجه الخصوص.

تصدت مصر للتقرير الكاذب الذي نشرته شبكة «سي إن إن» الذي ادعت خلاله أنها غيّرت شروط صفقة وقف إطلاق النار في غزة، وعلى الفور خرج ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، وقال إن التقرير الذي نشرته الشبكة الأمريكية هو في حقيقته «محض ادعاءات خالية من أي معلومات أوحقائق، ولا يرتكز إلى أي مصادر صحفية يعتد بها وفق القواعد المهنية الصحفية المتعارف عليها عالميًا».

وتحدى «رشوان» أن تنسب «سي إن إن» الادعاءات التي نشرتها إلى مصادرها سواء كانت أمريكية أوإسرائيلية بصورة محددة، وأن تتحرى الدقة فيما تنشره عن مثل هذه القضايا شديدة الحساسية، وألا تستند في نشر بعض الادعاءات على مصادر مجهلة تطلق عليها مصادر مطلعة.

اللافت أن هيئة الاستعلامات وجهت خطابًا رسميًا لموقع «سي إن إن»، متضمنًا الرد المصري، وطالب بنشره فورًا، واستجاب الموقع ونشر الرد.

المتغير الذي احدثته مصر عبر قوتها الناعمة متمثلة في هيئة الاستعلامات، وإعلامها الذي تتصدره بكفاءة فضائية «القاهرة الإخبارية»، أنها كشفت الوهم الكبير الذي صدره الإعلام الغربي والأمريكي لسنوات وسنوات، حول التزامه بالمهنية والموضوعية والحياد في نقل الأحداث.

سقطت ورقة التوت لتكشف عورة هذا الإعلام الكاذب، الذي يقوم بدوره الوظيفي (الحقيقي) في خدمة القرار السياسي المناوئ للعرب. وفقد شرفه المهني بين تحكمات السياسة ومصداقية الإعلام.

كشف العدوان الإسرائيلي الهمجي على غزة، حجم الانحياز الإعلامي الأمريكي الممنهج، بما يتعارض مع معايير المهنية والموضوعية.. والإنسانية أيضًا.

وهذا الانحياز الأعمى للسردية الصهيونية وتأييدها علنًا، وضع مؤسسات الإعلام الأمريكية والغربية في مأزق امام جمهورها نفسه، الذي أصبح يوجه الانتقادات القوية لها بعد صدمته في أدائها المهني والأخلاقي، منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وهذا السقوط بلور الحقيقة التي حاولوا إخفائها، تحت لافتات وهمية تدعي اهتمامها بالبحث والتوثيق الدقيق فيما تنشره وتبثه،وتبين أنها مجرد مكبرات لابتزاز أية ميول موضوعية لصالح الحق العربي والفلسطيني، بتهمة «العداء للسامية»، التي تحولت إلى «كليشيهات» على ألسنة صحفييها مذيعيها ومقدمي البرامج.

ارتكبت وسائل الإعلام الغربية والأمريكية الجريمة الأسوأ، وهي التواطوء مع العدوالصهيوني في كل ما يرتكبه من جرائم بداية من الاحتلال للأراضي الفلسطينية، حتى الإبادة الجماعية لأهالي غزة، التي تتم على مرأي ومسمع من العالم كله.

لقد فقد هذا الإعلام مصداقيته تمامًا، وما فعلته مصر في مواجهة «سي إن إن» جاء في وقته تمامُا، ليعرف هذا الإعلام أن الساحة لم تعد خالية له وحده كما كانت.

عماد فؤاد – الوطن نيوز

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى