أبرز العناوينمنوعات وفنون

قطر تؤسس بنية تحتية شاملة للتوثيق “حياة شخصيات ومسيرتهم وعطائهم من سياسيين وأدباء وشعراء”

أكد عدد من المثقفين القطريين أهمية تأسيس بنية تحتية للتوثيق العلمي والأدبي والاجتماعي والسياسي والمجتمعي، وتضافر الجهود المؤسسية لإنشاء جهة مختصة بالتوثيق تعكف على رصد وجمع وتسجيل كل الجهود الإبداعية التي قدمها وأسهم فيها الرواد في دولة قطر في كل المجالات. وشارك في ندوة نقاشية بعنوان الأنماط الثقافية والأبعاد الإنسانية لعملية التوثيق ضمن فعاليات مصاحبة لحفل شخصيات معاصرة، التي عقدت مساء بمكتبة قطر الوطنية، مثقفون من مجالات متعددة هم: جابر الحرمي رئيس تحرير جريدة الشرق، ود. شريفة العمادي، ود. بثينة الأنصاري، ود. محمد سيف الكواري، ود. عبدالله فرج المرزوقي، والمحاورة حنان اليافعي. وأشادوا بدعم الدولة لكل المجالات التنموية وانها لا تألو جهداً في تهيئة أرضية ملائمة للتوثيق كونه عالماً يحمل مساهمات ومبادرات وإنجازات شخصيات وتجارب عملية هي بمثابة ذاكرة ذات زخم فكري ومعرفي وثقافي للأجيال.

توثيق اللغة العربية

وتناول د. عبدالله فرج المرزوقي إعلامي وشاعر أهمية توثيق جماليات اللغة العربية من خطوط وأصوات وصياغة شعرية وشخصيات عربية وترجمات وشخصيات في تاريخ اللغة العربية، وإبرازها في وثائق تخدم المجتمع.

وأكد ضرورة توثيق جماليات اللغة العربية التي تلعب دوراً مهماً في إيصال المعلومة لمن يقرأها من حيث انّ التوثيق عمل وطني ضخم لخدمة منفعة عامة، ولابد أن تشارك فيه عدة جهات، مشيراً إلى أن يشمل التوثيق حياة شخصيات ومسيرتهم وعطائهم من سياسيين وأدباء وشعراء. من جانبه، أكد د. محمد سيف الكواري خبير بوزارة البيئة والتغير المناخي والحائز على جائزة الدولة التشجيعية: أهمية التوثيق البيئي الذي يتطلب تضافر جهود مؤسسات من أجل دعم الجانب العلمي والبحثي، وتوثيق الشخصيات التي تعنى بالبيئة وأكملت مسيرة علماء سابقين.

وقال إنّ التوثيق عملية تكاملية وصلت إلى جيل اليوم عن طريق التوثيق، ولابد أن يشمل المؤسسات وأماكن التوثيق الدولية أيضاً لضمان الحصول على معلومات صحيحة.

التوثيق الإعلامي

وقد تساءل السيد جابر الحرمي رئيس تحرير جريدة الشرق عن أسباب تراجع مستوى التوثيق في المجتمعات العربية، وأنه لا يوجد توثيق للشخصيات العربية التي قدمت خدمات جليلة لبلدانها، موضحاً أنّ التوثيق هو ذاكرة الوطن وأنّ الجانب الإعلامي هو جزء من التوثيق ولكن التركيز الأكبر لابد أن يكون في كل مجالات التنمية.

وقال: للأسف الشديد نحن بحاجة للمزيد من الجهود للارتقاء بمستوى التوثيق في كل القطاعات لأنّ المجتمع اليوم يعيش في مرحلة مهمة جداً وهذا النمو لابد أن يواكبه توثيق مؤسسي، واننا نفتقر إلى توثيق القطاعات الإعلامية والعلمية والثقافية والبحثية والاجتماعية والسياسية، ولابد أيضاً من دعم المبادرات الفردية إلى جانب الدعم المؤسسي من أجل تكامل الأدوار. وأشار إلى أنّ التوثيق لابد أن يشمل توثيق الماديات والقيم والأخلاقيات والسلوكيات بصورتها الصحيحة، وبالطرق الحديثة التي ترصد الإنجازات والشخصيات لتكون بحق ذاكرة الوطن.

وعن التوثيق الإعلامي أوضح السيد جابر الحرمي أنّ الدور الذي تقوم به الصحف توثيق لحظي لنقل الحدث ونشره ولكن الأمر يتطلب وجود جهة تقوم بتأسيس أرضية للتوثيق بالتعاون مع جهات أخرى، إضافة إلى الحاجة لموازنات مالية وآليات عمل، حيث انّ التوثيق ليس للبهرجة إنما لتحقيق مفهوم التوثيق وفق أسس علمية سليمة، أضف إلى ذلك ضرورة تحقيق انسيابية المعلومات والتدفق المعلوماتي للصحف التي سوف تساهم في عملية التوثيق لأنه في حال عدم توافر المعلومة الصحيحة ستحل المعلومة الخاطئة مكانها وإذا لم يكن هناك إصدار معلوماتي موثق فإنّ جهات ومؤسسات خارجية ستوفر معلومات مغرضة وغير سليمة. وعن آليات التوثيق، قال: يشمل التوثيق المؤسسات والرموز الفكرية والسياسية والدينية والقيم والنماذج من شخصيات وأماكن والأخلاقيات، إلى جانب دعم المبادرات الفردية لتنهض إلى جانب المبادرات المجتمعية حتى يكون العمل في سلاسل متفقة وليست متفرقة، مضيفاً أنه ستكون بمثابة التصدي لكل من يحاول تشويه الحضارة العربية، ومن هنا لابد من تكاتف المؤسسات المحلية من أجل حفظ ذاكرة للوطن ترتكز على الثقة للأجيال.

رؤية قطر الوطنية

من جهتها، أكدت د. بثينة الأنصاري خبيرة التخطيط الاستراتيجي أنّ رؤية قطر الوطنية 2030 تؤكد ضرورة تحول المجتمع إلى مجتمع معرفي يقوم على اقتصاد المعرفة وهي إحدى الركائز الأساسية لرؤية قطر، وتؤكد أيضاً على وجود بنية تحتية للتكنولوجيا ورصد دقيق للمعلومات والإحصائيات.

وقالت: لقد صادفت الكثير من العقبات أثناء إعداد أبحاثي العلمية أبرزها شح المعلومات ونقص الإحصائيات الموثقة، مما يستدعي ضرورة وجود استراتيجية تعمل على توثيق كل المعلومات في كافة القطاعات، حيث لا توجد حالياً قاعدة بيانات عن القطريات في مواقع العمل مثلاً وهذه صعوبة واجهتني خلال بحثي العلمي. من جانبها، أكدت د. شريفة نعمان العمادي المدير التنفيذي لمعهد الدوحة العالمي للأسرة أنّ المعهد سعى جاهداً منذ تأسيسه للخروج بدراسات أسرية تبنى على إحصائيات وأرقام موثقة واستبيانات مقنعة للجمهور منها دراسة العمل الجزئي المرن ودراسة التوازن بين الأسرة والعمل وغيره.

وقالت إننا بحاجة لتوثيق نماذج وأمثال ملموسة من الشخصيات، ومن المهم أيضاً إبرازها إعلامياً لتعريف المجتمع بها لأنّ الكثير من الشخصيات لا توجد لها مراجع موثقة أو مصادر معلوماتية، مؤكدةً أهمية أن يكون التوثيق بأيدي أبنائه لأنهم الأقدر على فهم الطابع القطري والخليجي.

الشرق القطرية

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى