أخبار

المملكة.. عطاء وهندسة أداء

المملكةُ العربيَّةُ السعوديَّةُ اليومَ كدولةٍ أصبحتْ مكتسبةَ الصفةِ العالميَّةِ والسِّمةِ الحضاريَّةِ، ليسَ لأنَّها دولةٌ ذاتُ نفطٍ فقطْ، إنَّما لأنَّها ذاتُ كلمةٍ سياسيَّةٍ، وذاتُ نموٍّ اقتصاديٍّ، وذاتُ تطوُّراتٍ تقنيةٍ وعسكريَّةٍ وجوانبَ إنسانيَّةٍ، كلُّ هذَا التقدُّم الملموسُ فِي المملكةِ إنَّما هُو بفضلِ اللهِ ثُمَّ بفضلِ توجيهاتِ خادمِ الحرمَينِ الشَّريفَينِ الملكِ سلمانَ بن عبدالعزيز -حفظَهُ اللهُ- والجهودِ التِي يبذلُها وليُّ العهدِ صاحبُ السموِّ الملكيِّ الأمير محمد بن سلمان، حيثُ إنَّه شخصيَّةٌ ذاتُ تميُّزٍ فِي العطاءِ ومتابعةِ الأداءِ، بل شخصيَّةٌ ذاتُ أبعادٍ مستقبليَّةٍ وتصوُّراتٍ تسابقُ الزَّمنَ، فهُو يعملُ ليلَ نهار مِن أجلِ تقدُّمِ الوطنِ؛ ليكسبَهُ صفةَ الازدهارِ والنموِّ، وتحقيق النجاحاتِ لكلِّ مَا لهُ علاقةٌ بالشَّأنِ الدَّاخليِّ والخارجيِّ، فهُو عرَّابٌ لرؤيةِ نقطفُ ثمارَهَا كلَّ يومٍ، سواء فِي التَّشريعاتِ والأنظمةِ والق-وانِين، أو فِي زيادةِ معطياتِهَا الاقتصاديَّةِ،

أو فِي تطوُّرِ الأجهزةِ الحكوميَّةِ، أو مَا لهُ علاقةٌ بالجوانبِ الاجتماعيَّةِ، فالسَّاحةُ كلُّها اليومَ عطاءٌ وهندسةُ أداءٍ.المملكةُ اليومَ تعزَّزُ مجدَهَا ومكانتَهَا مِن خلالِ نقاطِ قوَّةٍ تملكهَا، بلْ بعضهَا هِي الوحيدةُ مِن بينِ دولِ العالمِ مَن يملكهَا مثل خدمتِهَا للحرمَينِ الشَّريفَينِ، حيثُ هِي قبلةُ العالمِ الإسلاميِّ، فالرَّصيدُ الرُّوحيُّ والتَّوجهُ الدِّينيُّ إنَّما هُمَا مِن مكَّة المكرَّمة والمدينةِ المنوَّرة، ولذَا منحتِ المملكةُ العالمَ الإسلاميَّ عبرَ وزارةِ الحجِّ والعُمرةِ التَّوافدَ الكبيرَ إلى الحرمَينِ الشَّريفَينِ.وثاني نقاط القوة هي الحكمة السعودية فِي التعاملِ السياسي مع الشركاء والفرقاء، فمنحت الشرق الأوسط استقرارًا، خاصةً بعض دوله العربية التي عانتْ من ظروف صعبة من عدم الاستقرار وتعدُّد الولاءات بتدخل دول خارجية في شؤونها فأعادتْ لها التواصل، وأذهبت عنها القطيعةَ، وغدت المملكةُ بيتًا عربيًّا كبيرًا يأوي إليه جميع العرب دولًا وشعوبًا، بالاضافةِ إلى الجهودِ والضغوطاتِ الدبلوماسيَّةِ التي تبذلهَا المملكةُ مستندةً على المكانةِ العالميةِ والثقلِ الدوليِّ لهَا إلى إحداثِ تجاوبٍ عالميٍّ للاعترافِ بدولةِ فلسطينَ،

وإنَّه الحقُّ الأصيلُ للشعبِ الفلسطينيِّ في تقريرِ المصيرِ، والاستقرارِ الأمنيِّ يمثِّل ثالثَ نقاطِ القوةِ للمملكةِ، فأصبحَ الأمنُ والحياةُ الآمنةُ علامةً مميَّزةً للوطنِ، وذلكِ بفضلِ اللهِ، ثمَّ بمزيدٍ من جهودِ العاملِينَ فيهِ وفقَ خططٍ توجيهيَّةٍ للدولةِ.ورابعُ نقاطِ القوةِ هُو مَا منحهُ اللهُ لدولتِنَا مِن رزقٍ فِي باطنِ الأرضِ، فأصبحتْ ذاتَ منطلقاتٍ ومشاركاتٍ عالميَّةٍ لمَا لهُ علاقة بالبترولِ والصناعاتِ البتروليَّةِ، وخامسُ نقاطِ القوةِ وأهمهَا هُو شعبهَا الذِي هُو رصيدهَا وقوتهَا فِي تلاحمِه والتفافِه حولَ قيادتِه؛ ممَّا جعلَ الدولةَ والشعبَ جدارًا منيعًا يسدُّ كلَّ فكرٍ منحرفٍ او مناوئٍ للوطنِ، ثم تتوالَى نقاطُ القوةِ والتِي تتمثَّلُ في وزاراتِ وهيئاتِ الدولةِ، وما تشهدهُ مِن تطوُّرٍ في الإمكانياتِ الإلكترونيَّةِ والتقنياتِ الحديثةِ، كلها تحظَى بالمتابعةِ الجادَّةِ التِي يقومُ بهَا سموُّ وليِّ العهدِ؛ ممَّا يزيدُ فِي تميُّزهَا وحُسنِ أدائِهَا.

أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم – جريدة المدينة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى