آراء

الضغط الإعلامي الصهيوني على قطر

الضغط الإعلامي على الدول جزء لا يتجزأ من الممارسات السياسية على الساحة الدولية وفي العلاقات الدولية المعاصرة. حيث يمثل الجهود التي تبذلها وسائل الإعلام والصحافة في توجيه الانتباه والرأي العام نحو مواضيع معينة تتعلق بسياسات دولية أو داخلية.  وتتأتى سياسات الضغط الإعلامي بأشكال مختلفة، حيث تشمل التقارير الإخبارية، والتحليلات، والتعليقات السياسية التي تُبث عبر وسائط متعددة مثل التلفزيون، والصحف، والمجلات، ووسائل التواصل الاجتماعي.

وقد وجدنا أن الكيان الصهيوني منذ أن بدأت المفاوضات مع حماس يمارس كافة الأنواع على دولة قطر للتأثير على موقفها كوسيط نزيه محايد، ينتمي لفلسطين وحقها التاريخي، لكنه يبحث الآن عن حل لا ينتقص من حقوق فلسطين وأهلها على حساب مجاملة الصهاينة أو الغرب.

وقد لا يعرف الكثيرون أن الضغط الإعلامي قد يكون له تأثير كبير على سياسات الدول، حيث يمكن أن يؤثر على صورتها العامة في الساحة الدولية وعلى مواقفها وقراراتها. فعلى سبيل المثال، يمكن لحملة إعلامية قوية تناول قضية معينة أن تدفع بالحكومات إلى اتخاذ إجراءات أو تغيير سياساتها في هذا الصدد، سواء كان ذلك بسبب الضغط الشعبي أو الضغط الدولي، وهو ما يسعى له الكيان الصهيوني عبر استخدام أعضاء في الكونغرس لممارسة دور الضغط بالنيابة، لكنه بالتأكيد لن يجعل قطر ترضخ لأي ضغط، فالتاريخ القديم والمعاصر يثبت أن بلادنا تعرضت لما لم تتعرض له دول عدة خاصة في الثلاثة عقود الأخيرة، لكننا وقفنا صامدين ثابتين على مواقفنا.

ويستخدم الصهاينة في ضغطهم الإعلامي مختلف الوسائل، سواء الممثلين بالنيابة الذين يطلقون التصريحات، أو التصريحات الصادرة من مسؤولين من الصف الثاني والثالث لديهم، أو عبر قيام وسائل إعلامها بنشر معلومات غير دقيقة أو مغلوطة بهدف توجيه الرأي العام بطريقة معينة تخدم مصالح معينة. ساعية في ذلك إلى استغلال الضغط الإعلامي كأداة للتأثير في السياسة القطرية بطرق غير أخلاقية وغير مشروعة.

لقد كان موقف عضو مجلس الشورى القطري عيسى بن أحمد النصر والخطاب الذي ألقاه رائعاً خاصة عندما قال: لن يكون هناك سلام أو تفاوض مع «الصهاينة» لأن عقيدتهم أصلا لا تعترف بالتفاوض بل بالمراوغة ونقض العهود والكذب، ثم قال عن طوفان الأقصى: إنه مقدمة للقضاء على فساد الكيان الصهيوني الثاني في الأرض، وهذا في الحقيقة ليس رأياً بل وعداً دينياً نؤمن به ونعمل عليه، وإن حاول البعض إخفاءه لأسباب إعلامية أو سياسية. لقد طالب الغرب دائماً بأن تكون في دولنا العربية انتخابات لمجالس نيابية، وعندما جاءت أصبحت تطالب الآن الحكومات بإخماد صوتها، فهي تنادي فقط بما يناسب مصالحها، فإن تقاطعت معها هدمتها. تحية لعيسى النصر، وتحية لكل عضو مجلس شورى يعكس رأي ونبض الشارع القطري باتجاه أكبر قضاياه وأهمها.. فلسطين.

عبدالعزيز آل اسحاق – الشرق القطرية

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى