آراء

الشماتة في الموت حقد وكراهية !

الشماتة تعني الفرح والتشفي فيمن تعاديه ويعاديك، وقال ابوحامد الغزالي: هي الفرح بالشر الواصل إلى غير المستحق ممن يعرفه الشامت. وقال القرطبي: السرور بما يصيب أخاك من المصائب في الدين والدنيا، وشماتة الأعداء تنكأ القلب وتبلغ من نفس المرء أشد مبلغ، فهي خلق مذموم وطبع مشؤوم وطريق نهايته سيئة ولاشك انها مرتدة على صاحبها، فكما تدين تدان، فالحذر كل الحذر من السير في هذا الطريق، فهي طريق الندامة وقد قيل: لا تظهر الشماتة بأخيك المسلم فيرحمه الله ويبتليك، وقد حذرنا المولى عز وجل من الشماتة ونهانا عنها اشد النهي فقال: (إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط) (آل عمران: 120) وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: «نعوذ بالله من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء» (رواه البخاري) ويقول الشاعر في ذلك:إذا ما الدهر جر على أناس

كلاكله أناخ بآخرينا

فقل للشامتين بنا أفيقوا

سيلقى الشامتون كما لقينا

والحقيقة أن الشماتة مرض نفسي متأصل في بعض القلوب المريضة والنفوس الضعيفة نتيجة الحسد، والشماتة تنتقم من صاحبها عاجلا أو آجلا، والعجيب حقا أن نرى من يشمت في الموت، وهذه أسوأ أنواع الشماتة مع ان الموت عظة وعبرة واعتبار، وما من شامت إلا وهو ميت الضمير ملأ الحقد والكراهية قلبه، وقد قال محمد بن سيرين: «عيرت رجلا بالإفلاس فأفلست»، ولا يجوز شرعا للمرء أن يشمت في نزول المصائب على احد سواء في الموت أو غيره من المصائب فإنها خصلة ذميمة تأباها النفوس المستقيمة، ويترفع عنها أصحاب المروءات، وسبحان الله الحكم العدل ما من شامت إلا وشمت به، فاللهم لا تجعلنا من الشامتين، ودمتم سالمين.

مشعل السعيد – الأنباء الكويتية

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى