آراء

نصيب (البنات).!

من أهمِّ الإشكالاتِ، التِي (صمدتْ) رغمَ تقدُّمِ المعرفةِ، إشكاليَّةُ (الإقصاءِ) تجاهَ البناتِ من قِبل البعضِ، وهِي إشكاليَّةٌ ما تزالُ تُمارسُ حتَّى يومِنَا هذَا في صورٍ شتَّى من (الإقصاءِ)، في وقتِ مَن يقومُ بذلكَ عيِّنةٌ ممَّن لا ينقصُهم (العلمُ)، والمعرفةُ، والدرايةُ بسوءِ العاقبةِ.

ولعلَّ أظهرَ ما يكونُ من صورِ الإقصاءِ، بلْ والتَّعدِّي على حقٍّ إلهيٍّ مُنحَ لهنَّ من فوقِ سبعِ سمواتٍ، هُو (حرمانُ) البناتِ من نصيبهنَّ في (الميراثِ)، تحتَ ذرائعَ لا قيمةَ لهَا، كلهَا تدورُ في مضمارِ (طمعِ) الدُّنيَا، وحسدِ كيفَ لهنَّ أنْ يأخذنَ كلَّ ذلكَ، وهنَّ (بناتٌ)؟!بلْ وُجدَ مَن يمنحهنَّ عُشرَ مَا فُرضَ لهنَّ من بابِ (إسكاتِهنَّ)، مستغِّلًا بذلكَ (جهلهنَّ) بمقدارِ ما هُو لهُنَّ، دونَ أنْ يتوقَّفَ عندَ حقيقةِ أنَّ مَا قامَ بهِ لا يخفَى على مَن هُو أعلمُ بهِ، وبهنَّ، وأنَّهُ وإنْ اعتقدَ أنَّهُ (استكثرَ) بمَا ليسَ لهُ،

فإنَّه (فتحَ) على نفسِهِ -باختيارِهِ- بابَ (عذابٍ) لا خلاصَ لهُ منهُ إلَّا بإعطاءِ كلِّ ذي حقٍّ حقَّهُ.وفي السِّياقِ ذاتهِ، كمْ من امرأةٍ حُرمتْ من صلةٍ، وسؤالِ أشقائِهَا، وما مَن سببٍ إلَّا لأنَّها لمْ (تتنازلْ) عن حقِّها في ميراثِ والدِهَا، أو والدتِهَا بحجَّةِ أنَّهم أحوجُ منهَا، دونَ أيِّ اعتبارٍ لحقِّهَا، وحاجتِهَا، وأثر قطعِهم لصلتهَا، فالأخُ (عزوةٌ)، والأختُ أمٌّ (أُخْرى)، فكمْ من محرومٍ من ذلكَ الفضلِ، والسببُ (مطامعُ) دنيويَّةٌ، تأخذهَا اليومَ، وسوفَ تُحاسبُ عليهَا غدًا.وفي جانبِ إقصاءٍ آخرَ، وُجدَ مَن يمنع البناتِ من فرصِ حياةٍ أفضلَ لهنَّ، كمَا هُو شأنُ مواصلةِ تعليمهنَّ، رغمَ تميُّزهنَّ، أو عدم الاهتمامِ بشأنِ (توظيفهنَّ)،

رغمَ مؤهلاتهنَّ، ومَا من سببٍ سوَى نظرةٍ قاصرةٍ مفادهَا أنَّها إنْ تزوَّجتْ فالفائدةُ تذهبُ (لولدِ النَّاسِ)، هكذَا ولد النَّاسِ بهذَا النصِّ، وتجاهلَ أنَّه بزواجِهِ من ابنتِهم فقدْ أصبحَ (ذا رحمٍ)، وإنْ تجاوزنَا ولدَ النَّاسِ، فماذَا عن تلكَ البنتِ، أليسَ من حقِّهَا أنْ تنعمَ بحياةٍ أفضلَ، ودخلٍ ماديٍّ يغنيهَا، ويعينهَا على متطلَّباتِ الحياةِ؟!إلى غيرِ ذلكَ من صورِ الإقصاءِ، الذِي لمْ يكنْ لولَا توارثُ البعضِ البقاءَ في دائرةِ (الانتقاصِ) من المرأةِ، وهو انتقاصٌ حرمهَا حقوقًا أصيلةً، وواجباتٍ مفروضةً، في واقعٍ (مجتمعيٍّ) لا يمكنُ تجاهلهُ، وكيفَ لنَا ذلكَ، وبينَ الحينِ والآخرِ يُضافُ شاهدٌ إلى قائمةِ شواهدِهِ؟! وعلمِي وسلامتكُم.

خالد مساعد الزهراني – جريدة المدينة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى