منوعات وفنون

العنف وأزمة الهوية في 5 روايات عربية

أصدرت الدكتورة رشا الفوال كتابها «العنف السلطوي وأزمة هُوية الأنا في الرواية العربية: مقاربة نقدية من منظور التحليل النفسي، عن دار ميتابوك للطباعة والنشر، حيث تسعى الكاتبة إلى كشف تناقضات الذات تحت سُلطة العنف، ومحاولة فهم إلى أي مدى أثرت ثقافة المجتمع في تبني الإنسان لرؤية محددة، تعكس شخصيات الأبطال بأنماطها المتعددة، وكذلك محاولة فهم العلاقة بين بعض أساليب التنشئة الوالدية كما يدركها الأبناء بهوية الأنا، ومحاولة فهم طريقة تعبير الكُتاب عن سُلطة العنف المجتمعي.

تشير مقدمة الكتاب إلى أن الميدان الصحيح الذي يمكن أن تستغل فيه نتائج الدراسات النفسية هو ميدان النقد الأدبي، فالروايات محل الدراسة لم يصنعها الكُتاب بقدر ما صنعتها الأوضاع السياسية السائدة، ربما لذلك كان سعي الدراسة إلى ارتياد عالم الرواية باعتباره ظاهرة فنية جمالية، وليس كوثيقة معرفية، والتنقيب في عتمة لاشعور الشخصيات التي تتعرض للعنف، واضطراب ما بعد الصدمات من خلال موجهات الحكي، التي تبرز لنا دلالات الانحراف والشذوذ الكيفي.

تقول رشا الفوال: «كان علينا استقراء الواقع؛ حيث إن (الأنا) مقترنة دائماً بالآخر، وكاشفة لتناقضات (الذات)، في ظل مفهوم النُّخبة وثقافة الإكراه ودراسة المكان الروائي، بوصفه منتجاً للعنف وعلاقة ذلك بأزمة هوية الأنا لدى الشخصيات».

تتناول الدراسة بالتحليل العنف السلطوي وأزمة هوية الأنا في خمس روايات عربية، انتخبت من تجارب إبداعية وحياتية امتازت بعمق الرؤى من خلال: منهج التحليل النفسي سعياً إلى تقديم تصور نظري وتطبيقي يساعد المتلقي على استقراء الواقع، وما آل إليه حال الأفراد في السجون والمعتقلات من تغيرات نفسية تم من خلالها كشف دلالات الاغتراب النفسي.

تسمية الدراسة ب«العنف السلطوي وأزمة هوية الأنا في الرواية العربية: مقاربة نقدية من منظور التحليل النفسي» يعكس مدى إفادة النصوص الأدبية الروائية من كشوفات العلوم الإنسانية، ومن آليات منهج التحليل النفسي القائم على تناول القطاعات الملغزة في التجارب الإنسانية خاصة علاقة الذات بالآخر ومحاولة تفسيرها.

تقوم خطة الدراسة على تمهيد نظري حول علاقة علم النفس بالأدب، ثم ثلاثة فصول، جاء التمهيد في محورين، تناول الأول: التمييز بين اتجاهات التفسير النفسي للأدب، وتناول الثاني: منهج الدراسة وإشكاليتها التي تلخصت في محاولة الإجابة عن التساؤلات الآتية: كيف صوّر الروائيون العنف السلطوي، وآلياته من خلال السرد؟ وهل هناك اختلاف في هوية الأنا التي تعرضت للقمع والتعذيب في الروايات محل الدراسة؟ وهدفها الذي تلخص في محاولة فهم طريقة تعبير الكُتاب عن سُلطة العنف المجتمعي داخل السجون والمعتقلات وأهميتها ومصطلحاتها وفقاً لتعريفات المنظرين.

الروايات التي تناولتها الدراسة هي: «أجندة سيد الأهل» للكاتب المصري أحمد صبري أبو الفتوح، «تلك العتمة الباهرة» للكاتب المغربي الطاهر بن جلون، «القوقعة: يوميات متلصص» للكاتب السوري مصطفى خليفة، «يا صاحبي السجن» للكاتب الأردني أيمن العتوم، «البرنيكة» للكاتب المصري طلال سيف.

صحيفة الخليج

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى