آراء

النتيجة: لا شيء يُذكر ولا شيء تحقق

شد وجذب طوال الـ(٤٨) ساعة الأخيرة بالتمام والكمال، وتقارير متداولة وخطط مسربة، جاءت بشائر الرد الإيرانى على قيام إسرائيل بضرب قنصليتها فى دمشق وتغتال (٧) من كبار قادة الحرس الثورى وأصبحت هذه البشائر حديث وسائل الإعلام العالمية؛ «أمريكا» فى حالة تأهب وتضع كل إمكانياتها العسكرية والدبلوماسية تحت إمرة إسرائيل، وتعهدت باعتراض أى أسلحة إيرانية تُطلق باتجاه إسرائيل، والرئيس الأمريكى بايدن يقطع عطلته ويعقد اجتماعاً مع فريقه للأمن القومى، وأكد التزام أمريكا بأمن إسرائيل ضد تهديدات إيران ووكلائها، «إسرائيل» أغلقت المدارس وقَلَصت التجمعات، وجيشها فى حالة استنفار فى أكثر من جبهة، عدد من دول الجوار اتخذت إجراءات احترازية وأغلقت مجالها الجوى.. العالم يترقب.. و«طهران» تتوعد.. و«تل أبيب» تحذر.

.. إيران تعلن أن الرد سيكون منضبطاً وليس تصاعدياً حفاظاً على ماء وجهها وترد رداً متأخراً (١٣) يوماً لكنها أرادت أن تقول نحن قوى إقليمية كبرى وقادرون على الرد بأنفسنا رغم أن لدينا لاعبين ووكلاء مؤثرين فى عدد من دول المنطقة يأتمرون بأمرنا فى أكثر من (٦) دول بالمنطقة.. بعدها إسرائيل تطلب عقد جلسة عاجلة فى مجلس الأمن فيتم فى اليوم التالى لطلبها، بايدن يتصل هاتفياً بنتنياهو لبحث الهجوم الذى شنته إيران على إسرائيل، نتنياهو يصف الهجوم بأنه فاشل ويعقد اجتماعاً مع حكومة الحرب.

.. ما كل هذا الضجيج؟ ما كل هذه الضوضاء؟ إنه ضجيج بلا طحين، إنها ضوضاء بلا هدف.. لكن يأتى صوت العقل والمنطق من مصر التى أصدرت بياناً مهماً لوزارة الخارجية قالت فيه: نعرِب عن قلقنا البالغ تجاه ما تم الإعلان عنه من إطلاق مسيرات هجومية إيرانية ضد إسرائيل؛ لأن هذا مؤشر خطير للتصعيد بين البلدين خلال الفترة الأخيرة، ونطالب بممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنيب المنطقة وشعوبها المزيد من عوامل عدم الاستقرار والتوتر، ونؤكد أن التصعيد الخطير الذى تشهده الساحة الإيرانية – الإسرائيلية حالياً ما هو إلا نتاج مباشر لما سبق أن حذرت منه مصر مراراً وتكراراً من مخاطر توسيع رقعة الصراع فى المنطقة إثر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والأعمال العسكرية الاستفزازية التى تمارس فى المنطقة، ونؤكد أننا فى تواصل مستمر مع جميع الأطراف المعنية لمحاولة احتواء الموقف ووقف التصعيد وتجنيب المنطقة مخاطر الانزلاق إلى منعطف خطير من عدم الاستقرار والتهديد لمصالح شعوبها.

.. هناك محاولات مستميتة من بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، لجر منطقة الشرق الأوسط لحرب تتسع مع مرور الوقت، حرب مع أطراف عديدة وفى جبهات عديدة، وهذا يدعونا للتحذير من أن الشرق الأوسط على حافة الهاوية بفعل فاعل معروف ومدفوع ومدعوم من قوى كبرى، خفض التوترات مسئولية الأمم المتحدة، وتقليل التصعيد مسئولية العالم بأسره، فالمواجهات العسكرية -حتى لو كان متفقاً عليها- لن تحقق مكاسب لأى طرف على حساب طرف آخر، لأن الكل خاسر ما دام السلام مهدداً والأمن مفقوداً فى المنطقة.. وبعد (٤٨) ساعة من احتدام الصراع وتزايد المواجهات وضحت لنا الصورة من أن الأمل تَبَدد، والغيوم طغت على الموقف، وصوت المدافع طفا على السطح.. أرى أن كل ما حدث محسوب بالمسطرة وبالورقة والقلم؛ فالنتيجة هى (لا شىء يذكر، لا شىء تَحَقق، ولا نجاح يذكَر لأى طرف)، أى إن النتيجة هى (صفر) لكل الأطراف طالما غاب السلام الدولى وانعدم الأمن الإقليمى.

بلال الدوي – الوطن نيوز

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى