أبرز العناوينتحقيقات وتقارير

بعد 1150 عاماً.. مقاليد الحكم في مصر تفارق القاهرة التاريخية

تشهد القاهرة، تلك المدينة العتيقة التي ظلت لأكثر من 1150 عاماً عاصمة للدولة المصرية وحاضنة لمقاليد الحكم منذ أن بناها الفاطميون في الثلث الأخير من القرن العاشر الميلادي، انتقال مقار الحكم لأول مرة منذ أن أمر جوهر الصقلي بتديشنها، حيث يؤدي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليمين الدستورية رئيساً لمصر الثلاثاء من مبنى البرلمان الجديد بالعاصمة الإدارية الجديدة.

ويعتبر الساسة أن هذا التنصيب للرئيس المصري بمنزلة إيذاناً بتدشين الجمهورية الجديدة رسمياً، وهو فعلياً أول انتقال لعاصمة مصر منذ نحو1150 سنة.

ومن المقرر أن ينتقل مقر الحكم في الولاية الثالثة والجديدة للسيسي إلى العاصمة الإدارية الجديدة، بعد 1150 عاماً ظل فيها مقر الحكم في مدينة القاهرة منذ دخول الفاطميين للبلاد في عام 969.

وشمل البرنامج المقرر اليوم أن يؤدي السيسي اليمين الدستورية، وبعدها يلقي خطاباً شاملاً، يوضح فيه خطة الدولة في المرحلة القادمة وملامح المرحلة الجديدة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية وكذلك السياسة الداخلية والخارجية للبلاد.

وزار السيسي النصب التذكاري الجديد مع وجود حرس الشرف، وبدء جولة بالعاصمة بعد إطلاق المدفعية 21 طلقة مُعلنة بدء الولاية الثالثة، كما تفقد العاصمة الجديدة لمتابعة مستجدات تنفيذ عدد من المشروعات، ويشهد إقامة احتفالية كبرى بمناسبة بداية الولاية الثالثة وافتتاح العاصمة الإدارية.

وكانت الهيئة الوطنية للانتخابات قد أعلنت في 18 ديسمبر الماضي نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2024، والتي أسفرت عن فوز الرئيس عبدالفتاح السيسي بفترة رئاسية ثالثة.

وقالت الهيئة إن إجمالي عدد الأصوات التي حصل عليها السيسي بلغ 39 مليوناً و702 ألف و451 صوتاً بنسبة 89.6% من إجمالي الأصوات الصحيحة، فيما جاء المرشح حازم عمر في المركز الثاني بإجمالي أصوات مليون و986 ألفاً و352 صوتاً بنسبة 4.5% من إجمالي الأصوات الصحيحة.

عام 969 هجري قرر القائد الفاطمي جوهر الصقلي بناء مدينة لتكون عاصمة للحكم ومقاليده شمالي مدينة الفسطاط وبناها في ثلاث سنوات وأطلق عليها اسم «المنصورية» ثم جاء الخليفة المعز لدين الله الفاطمي في 7 رمضان 362ه= 11 يونيو 972م، وجعلها عاصمة لدولته، وسماها «القاهرة»

وأقام في القصر الذي بناه جوهر، وفي اليوم الثاني خرج لاستقبال مهنئيه وأصبحت القاهرة منذ ذلك الحين مقراً للخلافة الفاطمية، وانقطعت تبعيتها للخلافة العباسية وكانت مساحتها على نحو 340 فداناً.

وشرع الصقلي فيما بعد لتأسيس الجامع الأزهر ما أثر في تطورها وتثبيت أساساتها، وأحيطت العاصمة بسور من الطوب اللبن وجعل له أبواباً في جهاته المختلفة من أشهرها باب زويلة وباب النصر وباب الفتوح، ولم تطل الحياة بالمعز في القاهرة ليشهد ثمار ما أنجزته يداه، وكان أول خليفة فاطمي يحكم دولته من القاهرة، عاصمته الجديدة.

ومنذ أكثر من ألف عام، ومدينة القاهرة تتقلب بين حضارات وحكام من ثقافات مختلفة؛ سكن إليها بشر من كل الأعراق والأجناس، وترك الجميع أثره وبصمته، لتتشكل في الأخير «القاهرة التاريخية» التي نعرفها اليوم بكامل بهائها وسحرها.

فإلى جانب ما بقي فيها من آثار تعود إلى عصور قديمة، تحفل المدينة أيضاً بنماذج معمارية فريدة، تعد نموذجاً للعمارة الإسلامية؛ إذ تجمع بين جنباتها عدداً من الآثار من عصور: الأمويين، والطولونيين، والفاطميين، والأيوبيين، والمماليك، والعثمانيين، وصولاً إلى عصر محمد علي وأسرته.

وتتضمن منطقة القاهرة التاريخية مناطق الفسطاط ومصر العتيقة والمنطقة الوسطى التي تشمل القطائع والمدينة الملكية الطولونية، ومنطقة القلعة والدرب الأحمر والنواة الفاطمية وميناء بولاق وجامع الجيوشي.

وأُدرجت المنطقة على قائمة التراث العالمي عام 1979، بناء على توصية المجلس الدولي للآثار والمواقع (إيكوموس).

وبافتتاح العاصمة الجديدة تنتقل مقاليد الحكم من القاهرة إلى قصر الحكم بالعاصمة الإدارية الجديدة وذلك للمرة الأولى منذ أن أصبحت القاهرة عاصمة لمصر قبل 1050 عاماً.

وأعلنت مصر تنفيذ العاصمة الإدارية الجديدة في مارس 2015 وبدأت تنفيذها في 2016 على مساحة 220 ألف فدان شرقي القاهرة بهدف تخفيف الضغط عن مدينة القاهرة والتمدد العمراني بالصحراء الشرقية بشكل مخطط وحضاري.

ومنذ اليوم الأول من الإعلان عن العاصمة الإدارية وتوجهت أنظار المستثمرين إليها فاحتضنت المدينة أفخم العلامات الفندقية حول العالم على رأسها هيلتون وماريوت وسانت ريجيس وهو ما يؤكد مستقبل المدينة الكبير، حيث تخطط مصر لتحويلها إلى مركز سياحي عالمي يعتمد على أنواع مختلفة من السياحة على رأسها سياحة المؤتمرات وسياحة التسوق والسياحة التعليمية والطبية وذلك من خلال إنشاء العديد من الجامعات العالمية على رأسها جامعة هارتفوردشير وجامعة كوفنتري وجامعة الأمير إدوارد الكندية.

خُصصت 40% من المساحة الإجمالية للمدينة البالغة 180 ألف فدن للمدينة السكنية، وتتوزع بواقع 35% وحدات ذات كثافة سكانية مرتفعة، و50% من الوحدات ذات كثافة سكانية متوسطة، و15% للوحدات منخفضة الكثافة، ومن المخطط أن تستوعب المدينة 6 ملايين نسمة بعد اكتمالها.

ومن الأحياء البارزة، الحي الثالث R3 الذي تنفذه هيئة المجتمعات العمرانية ويوفر 24 ألف وحدة من 697 عمارة على مساحة 1000 فدان، وينقسم لثماني مجاورات تشتمل على كل الخدمات التجارية والإدارية والترفيهية، وكذلك الحي الخامس «جاردن سيتى الجديدة» ويحاكي القاهرة الخديوية، مساحته 1000 فدان ويضم 295 عمارة و105 فيلات و175 تاون هاوس و11 برجاً و96 عمارة «إسكان مُختلط»، والحي السابع وتنفذه الشركات الاستثمارية بالكامل.

أما الحي الحكومي فمساحته 550 فداناً، ويضم 36 مبنى منها 34 للوزارات وواحد للبرلمان والآخر لرئاسة الحكومة، ونفذته 18 شركة وطنية كبيرة تحت إشراف الهيئة الهندسة للقوات المسلحة، ومبنى البرلمان مساحته 19 فداناً، أما منطقة الأعمال المركزية فتضم 20 برجاً، منها البرج الأيقوني الأعلى في إفريقيا بارتفاع 400 متر واستثمارات 3 مليارات دولار.

ويُقام حي السفارات على مساحة بين 1500 و1600 فدان، ومساحة كل سفارة بين فدان و24 فداناً بحسب الطلب، والمدينة الرياضية تنفذها وزارة الشباب بكلفة 2.2 مليار جنيه على مساحة 92 فداناً، وتضم منطقة للصالات المغطاة ومجمع حمامات سباحة ومنطقة ملاعب لكرة القدم خماسية وكبيرة، وملاعب متعددة الأغراض، وملعب هوكي، وغرف تغيير ملابس، وملاعب للتنس الأرضي، ومنطقة متكاملة للأطفال وأخرى ثقافية وترفيهية، ومسرحاً ومبنى اجتماعياً وآخر إدارياً.

والحديقة المركزية تنفذها 7 شركات مقاولات بإجمالي 500 معدة، ويصل طولها لعشرة كيلومترات وتزيد مساحتها على ألف فدان، وتنقسم من الشرق للغرب إلى 3 قطاعات تخطيطية متجانسة: الأول طوله 4 كيلومترات ومساحته 375 فداناً، والثاني طوله 3 كيلومترات ومساحته 3.6 أفدنة، والثالث طوله 4 كيلومترات ومساحته 309 أفدنة.

صحيفة الخليج

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى