آراء

عودة «لايف» للحياة

منذ عقود قريبة بدأ الحديث عن اختفاء الصحف المطبوعة والكتب المطبوعة وتناقص التعامل مع كل ما هو ورقي. الضربة الأكبر كانت للصحافة التي صارت صناعة ضخمة تتعامل بمليارات الدولارات والجنيهات واليوروهات وغيرها من العملات في كل مكان بالكرة الأرضية. كانت الصحافة نتاج اندماج الورق والطباعة وظهرت الصحف في بدايات القرن السابع عشر في إنجلترا التي كانت صاعدة واعدة في ذلك الزمن.

مؤخرا أُعلن أن مجلة “لايف” الأمريكية ستعود مرة أخرى ورقية إلكترونية معا. لايف تعني باللغة الإنجليزية “الحياة”، وعودة الحياة.. إلى لايف .. أمر وحدث جلل، فقد كانت المجلة التي بدأت مسيرتها في نهايات القرن التاسع عشر تترنح وتذوي في طريقها إلى الزوال، لكن – للمفارقة – تعود المجلة بفضل عارضة أزياء؛ سيدة أعمال في نفس الوقت وترأس دار نشر كبيرة. اتفقت مع زوجها رجل الأعمال ونسيب الرئيس ترامب من جهة ما لكي تعود لايف المجلة التي اشتهرت بصورها الجذابة والتي كانت متخصصة في عالم الأزياء والموضة والصور الجذابة.

عودة لايف تثير التساؤلات: هل القائمون عليها سذج لكي يعيدوا طباعة المجلة؟ أم أنهم يدركون أن السوق الصحفية وعالم الأزياء يحتاج إلى مثل هذا التخصص الذي يصعب مجاراته من الصحف الإلكترونية؟ هل يمكن أن تحقق المجلة نجاحا وأرباحا إذا ما نجحت إدارتها في تنفيذ خططها وإعادة الإقبال عليها؟ هل المسألة ترتبط بأذواق القراء أم بحاجتهم إلى مادة يقبلون عليها ويقرأونها؟

عندما أذهب لمعرض الكتاب أجد أن الإقبال على شراء الكتب الورقية يزيد ولا ينقص ولولا ارتفاع الأسعار بسبب ارتفاع سعر الدولار لتم شراء كل الكتب القادمة من دور النشر العربية والأجنبية. القارئ المصري لديه نهم للقراءة وهو يبحث عن الكتاب وإن كانت ظروفه المالية تضطره إلى شراء ما يقدر عليه من الكتب الرخيصة. ولو نظرنا إلى أجنحة سور الأزبكية لوجدنا أن نظرية اندثار الكتب أو الصحف المطبوعة نظرية كاذبة وغير حقيقية.

إن القراء – وأنا منهم – يقبلون على الصحف والكتب أكثر من الإقبال على الصحف الإلكترونية، وعودة لايف تؤكد أن التفكير غير التقليدي يمكن أن يحقق نتائج إيجابية في هذا الشأن؛ فالصحافة صناعة ضخمة يعمل بها عشرات الآلاف كما أن لها دورا ثقافيا مهما، وأعتقد أن مسألة زوالها مبالغ فيها على الأقل في زمننا هذا.

رفعت رشاد – الوطن نيوز

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى