آراءأبرز العناوين

أي حقوق إنسان؟!!

مسكين إنسان هذا العصر! يحاصرونه منذ سنوات وسنوات ويقولون حقوق الإنسان.. يقتلونه على مرأى ومسمع العالم وينادون بحقوق الإنسان.. يشردونه من أرضه ويعقدون له مؤتمرات وندوات ولقاءات وكلمات منمقة لحماية حقوق الإنسان.. يتطاولون على الشيوخ كبار السن والأطفال قتلاً وتشريداً وجراحات ويأتون بحقوق الإنسان.. يأخذون أرضه ويسلّمونها لمن لا أرض له ولا مكان له إلا الشتات، ثم يدعون أنهم المدافعون عن حقوق الإنسان.. يقصفونه بجميع الأسلحة ويدمرون أبنيته ومستشفياته ومدارسه ومساجده ثم تعلو أصواتهم النشاز لنصرة هذا الإنسان وحقوقه.. يجوعونه ويمنعون عنه الدواء وأبسط أمور الحياة والعيش ولا يتحركون لتوفير مقومات حياة هذا الإنسان.. يقفون مع العدو الغاصب الظالم الغاشم النازي المجرم ويساندونه في كل محفل بكل صفاقة وخسة ودناءة ولا يقفون مع المظلوم المشرّد صاحب الحق الواضح الإنسان في غزة وكل أرض فلسطين المباركة ويأتي منهم من دعاة حقوق الإنسان يقول «من المهم اليوم أكثر من أي وقت مضى التذكير بأن حقوق الإنسان عالمية وغير قابلة للتجزئة، وأن جهودنا للدفاع عنها لا يمكن أن تتوقف أبداً». كلمات تضحك وللتسويق الإعلامي الفضائي، فأي حقوق إنسان؟!.

حقوق الإنسان والدفاع عنها لكم وحدكم تم خياطتها وحياكتها عندكم لشعوبكم ومجتمعاتكم، أما الغير فليس لهم حقوق من يدافع عنها وينتصر لها، فهذا هو الواقع في عصر العنصرية والتجزئة والاستبداد العالمي والكيل بكل المكاييل!. يقول نيتشه فيلسوف الغرب «الضعفاء العجزة يجب أن يُفْنَوْا! هذا هو أول مبدأ من مبادئ حُبِّنَا للإنسانية! ويجب أيضًا أن يُساعَدوا على هذا الفناء». هذا هو منطقهم وفلسفتهم وواقعهم في التعامل مع الإنسان حتى ولو كان ضعيفاً ومن غير جنسهم ولونهم ووطنهم. ألا ما أحقرها من حضارة مادية عنصرية صرفة!. وما أجبن وعور فلاسفتها أدعياء الحضارة المادية والتقدم الإنساني الأعور!. وأكبر شاهد على ذلك ما يحدث في غزة العزة الحرة الأبية، بانتهاك واضح وصارخ لحقوق الإنسان، وهذا العدوان شكل من أشكال الفساد والإرهاب المدعوم من قبل أدعياء حماة حقوق الإنسان المرتزقة، فأي حقوق إنسان؟!.

فحقوق الإنسان وهم وقوانينها لا تطبق، فهي كتب زينة وترف جامعي دراسي عقيم، لا يؤتى بها على الحقيقة والواقع، صدعتم رؤوسنا بكثرة حديثكم عن حقوق الإنسان، فأي إنسان تقصدون؟!. وأي حقوق إنسان تنادون بها وتدافعون عنها؟!.

«ومضة»

ومن يلهث وراء أدعياء حقوق الإنسان كمن يجري للسراب ولن يجده أبداً!.

ابراهيم عبدالرزاق آل ابراهيم – الشرق القطرية

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى