آراءأبرز العناوين

بلد الفن.. “طموح” بلا حدود

شاهدت وقرأت كثيرًا عن النهضة غير المسبوقة التي تشهدها المملكة العربية السعودية، ليس هذا وحسب بل إنني تابعت هذا الأمر في زيارة إلى جدة ببرنامج “جدة التاريخية” الذي تأسس في عام 2018، تحت مظلة وزارة الثقافة بالمملكة العربية السعودية.

خلال الأيام الماضية تمت استضافة عدد من الإعلاميين من عواصم العالم كنت من بينهم، فى جولات متنوعة بمبادرة “بلد الفن“، التي تستمر حتى مارس المقبل، كواحدة من مبادرات “جدة التاريخية” الناجحة.

شاهدت أنا وغيري من مختلف بلاد العالم كيف نجح برنامج “جدة التاريخية“ في أن يكون منصة فنية متطورة تقدم تجارب فنية وثقافية، ويؤدي دورًا شاملًا لتحويل منطقة البلد إلى مركز حضاري تاريخي وثقافي متكامل يكون له أبلغ الأثر في الحفاظ على التراث الثقافي والمعماري للمنطقة، وتعزيز النشاط المجتمعي والاقتصادي.

من أجمل ما تتميز به “بلد الفن” المعالم التاريخية مثل سور جدة القديم الذي تم بناؤه لحماية المدينة القديمة، والمساجد القديمة، والمنازل البرجية التي بناها التجار الأثرياء في أواخر القرن التاسع عشر، والأسواق التقليدية والأزقة المتعرجة الضيقة والموقع الإستراتيجي بين البحر الأحمر ومكة المكرمة.

تطورت الطرق في جدة إلى مركز تجاري للسلع مثل التوابل والأقمشة والعطور والمعادن الثمينة، مما عزز الثقافات المتنوعة التي ازدهرت في السنوات التالية، وتضم منطقة جدة التاريخية، أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، مجموعة من خيارات تناول الطعام وتعد موطنًا لبعض أقدم المطاعم، بدءًا من المخابز العائلية التقليدية وبعض أقدم مطاعم الأسماك في المملكة العربية السعودية، إلى تلك التي تقدم المطبق الأصيل والمعصوب والفول.

ما شاهدته فى “بلد الفن” ببرنامج جدة التاريخية أقل ما يوصف به أنه طموح بلا حدود ساهم فى إعادة إحياء منطقة جدة التاريخية بقيمتها الثقافية والتاريخية، بحيث تكون مثالًا نموذجيًّا لإعادة إحياء المدن القديمة، فقد تم تسجيل المنطقة في عام 2014 ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي؛ ما يعكس القيمة العالمية للمنطقة وضرورة حمايتها، وتحفيز الجهود لحماية تراثها وتعزيزه.

فى أبهى صورة ظهرت فعاليات بلد الفن البديعة والمتنوعة ومنها معارض فنية معاصرة، ومجموعة من البرامج الموسيقية، والعروض المسرحية المتنوعة، وورش العمل الحرفية وتجارب الطهي من قبل المطاعم المحلية.

ومن بين مجموعة رائعة من المعارض، استوقفتني النسخة الثالثة من معرض “سندباد: أستطيع رؤية الأرض“، وبرنامج الحرف زاوية 97، وغير ذلك من الفعاليات التي تضمها “بلد الفن”، والتى تؤكد أن ما تشهده المملكة العربية السعودية من تطور خلال السنوات الأخيرة لم يكن محض صدفة ولم يأت من فراغ، وإنما هو نتيجة طبيعية لهذا الدعم الكبير والاهتمام الملحوظ والجهد الواضح في كل المجالات.

فاطمة شعراوي – بوابة الأهرام

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى