آراء

كيف تُغيّر حياتك في 66 يوماً؟

الجميع يرغب في تحسين حياته، والكثير لا يعرف كيف أو من أين يبدأ، أسهل طريقة ممكن للشخص أن يفكر فيها، أن يضع قائمة بالأفعال المفيدة التي يريد أن يفعلها كل يوم حتى تصبح عادة وجزءا من يومه مثل أكل صحن من السلطة وركض خمسة كيلومترات وقراءة كتاب كل ليلة وإيجاد مصدر دخل إضافي.. ولكن ما جدوى هذا الأمر؟ الواقع هو أننا ما أن نقرر تغيير حياتنا وإدخال كل هذه العادات إليها، نستمر على ذلك بضعة أيام ثم نترك هذه الأفعال كما نفعل ذلك عند بداية كل سنة! هل تذكرون «قائمة الأمنيات السنوية» (Resolutions) التي دسستموها في درج المكتب وما عادت ترى النور؟

الأمر فعلاً ليس بتلك السهولة، فندت دراسة أُجريت في ٢٠٠٩ من قبل كلية لندن الجامعية المعلومة المعروفة على نطاق واسع، وهي أن الإنسان يحتاج إلى ٢١ يوما لتبني عادة جديدة! وجدت الدراسة أن الإنسان يحتاج إلى ٦٦ يوما لتبني عادة جديدة، وأن حتى ذلك يختلف من فرد لآخر، وأن البعض قد يمتد تبنيهم لعادة جديدة ما بين ١٨ يوما و حتى ٢٥٤ يوما.

إذاً، فإن أسهل طريقة لتحسين حياة الإنسان وتطوير نفسه، أن يتبنى عادات جيدة ومفيدة، وفي الوقت نفسه، تبّني هذه العادات يحتاج إلى الكثير من الصبر والوقت والجهد حتى تصبح هذه العادات جزءا من حياة الإنسان.. فما الحل؟

في كتاب قوة العادة، يتناول الكاتب تشارلز دوهيق طريقتين يمكن للإنسان عبرهما أن يمارس عاداته بسهولة وسلاسة:

الطريقة الأولى، عبر أن تبني عادة جيدة رئيسة «Keystone Habit» واحدة. فقد أثبتت الدراسات أن بعض العادات الجيدة تؤثر في الإنسان فتجعله يتبنى عادات جيدة أخرى مع الوقت بشكل تلقائي. مثل عادة التمرين والذهاب إلى النادي الرياضي، والتي قد تجعل الإنسان يأكل طعاما صحيا (لأنه لا يريد هدر تمرينه) وينام مبكرا (من التعب) ويتوتر بشكل أقل فيترك التدخين وينعم بصحة جيدة بشكل عام.

الطريقة الثانية، عبر أن تكون لديك إرادة قوية! (يا ليت الموضوع بهذه البساطة!) عندما تكون لديك إرادة قوية، تستطيع أن تمارس عاداتك بيسر دون أن تخضع لإغراء التفلت من عاداتك! كأن تذهب الى مطعم وتطلب القهوة دون كرواسون أو قطعة دونات جانبية.

تستطيع أن تذهب إلى النادي الرياضي مرة عندما تعقد العزم، ولكن هل تستطيع الذهاب إلى النادي ثلاث أو أربع مرات كل أسبوع؟ يجب ان تكون لديك إرادة قوية لتحقيق ذلك والتغلب على جميع المغريات التي قد تقف امام رغبتك في الذهاب إلى النادي الرياضي مثل الخروج مع الأصدقاء أو الاستلقاء في المنزل و مشاهدة التلفاز.

تُشير الدراسات إلى أن «الإرادة» حالها حال العضلات في الجسد، لها قوة تحمل وتحتاج إلى التمرين حتى تقوى وتكبر، بمعنى أنه كلما دربت إرادتك على تجنب المغريات والاكتفاء بممارسة عاداتك والركض وراء أحلامك، ستعمل إرادتك من أجلك وستجعلك أقوى في مواجهة الإغراءات في المرات القادمة.

والإرادة تعمل أكثر في الأوقات التي لا يزال فيها بك طاقة، فمثلاً احتمالات ذهابك إلى النادي الرياضي صباحاً قبل ذهابك إلى عملك أكثر من احتمال ذهابك إلى النادي الرياضي بعد العمل، لأنك ستكون مستنفد الطاقة والإرادة، ولذلك لو أردت أن تستمر على عادة ما، افعلها في الأوقات التي لا تزال فيها مليئاً بالطاقة، لو أردت القراءة بضع صفحات من كتاب يومياً، اختر الأوقات التي لا تكون فيها تعباً أو منزعجاً، اختر الأوقات التي تكون فيها مرتاحاً، إما في الصباح الباكر أو في المساء بعد أن ينام أطفالك.

أسهل طريقة لتحسن فيها حياتك وتصل بها إلى أفضل نسخة من نفسك، هي أن تتحكم بعاداتك وتجعلها جزءا من حياتك بل جزءا منك تقوم به بدون تفكير مسبق أو مساومة. هذه هي الخلطة السريعة/البطيئة للنجاح، وغيرها وجبات سريعة تُطبخ في المايكرويف.

جواهر آل ثاني – الشرق القطرية

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى