حوارات

روضة المريخي: “تعزيز العقل والجسد والروح” هدفنا الارتقاء بحضور المرأة وإلهام نساء الإمارات

إيماناً منها بقيمة إرساء دعائم مجتمع نسائي قيادي واعٍ وفعّال، يشارك في مسيرة قيادة المستقبل، ورغبة منها في مد جسور التواصل الإنساني، وإلهام بنات ونساء الإمارات، اندفعت الإماراتية روضة المريخي بثبات نحو تحدٍّ كبير تمثل في خطوة تأسيس فريق حصري من الإناث، أطلقت عليه اسم مجتمع «سول براين دجوس» (SBJ) لتعزيز العقل والجسد والروح، مستندة إلى خبرتها الواسعة في المجال، وموهبتها الفطرية في بث روح الإيجابية بين فريقها النسائي الفريد الذي برعت روضة في خدمة أهداف الارتقاء بتجاربه وتطويره والاعتناء بمنتسباته، ليتجاوز عددهن اليوم أكثر من 200 أم وفتاة إماراتية مبدعة جاهزة لتحديات الحياة.

في بداية حوارها مع «الإمارات اليوم»، توقفت روضة المريخي عند الأسباب التي دفعتها إلى تأسيس فريق (SBJ) المشتق اختصاراً من مفهوم التوازن بين العقل والجسد والروح، كناية عن العناصر الثلاثة التي تتكامل فيما بينها لتحقيق أهداف هذا التجمع الرائد، قائلة «فكرت بداية من عام 2019 في إطلاق هذا التجمع، بهدف استقطاب أكبر عدد ممكن من الفتيات والنساء الإماراتيات الموهوبات، ممن يمتلكن خبرات علمية وعملية متنوعة في جميع المجالات، للتفاعل وتبادل الأفكار الخلاقة، وكذلك الخبرات وتطوير أنفسهن نفسياً، اجتماعياً، وحتى مهنياً، من خلال الانصهار في بيئة إنسانية أكثر تنوعاً وشمولية، من خلال المشاركة الفاعلة في الأنشطة الاجتماعية والرياضية التي تسهم في بناء الشخصية بعيداً عن الأجواء التقليدية للاجتماعات النسائية التقليدية»، لافتة في هذا الصدد إلى اعتمادها الانتقائية في عضوية مجتمع (SBJ)، واستنادها إلى كتيب شروط صارم لاختيار منتسباته، تأتي في مقدمته الكفاءة والقدرة على التواصل، وتحقيق الفائدة والتفاعل الإيجابي مع المجموعة، وعكس تفاصيل «الجودة» على مختلف المستويات.

على مدار أكثر من 4 أعوام نجحت روضة في ضم عشرات الفتيات والنساء الإماراتيات اللواتي انخرطن في هذا التجمع، ضمن مجموعات بدأت بالتوسع لتتنوع تجارب أنشطتها وفعالياتها المجتمعية المتنوعة، وصولاً إلى رياضات الغوص وكرة اليد وغيرها من الأنشطة المتعددة التي وصفتها المريخي قائلة «نفخر بسعينا الدائم نحو البحث عن مهارات أخرى، تثبت من خلالها المرأة ذاتها، ونجاحنا من ثم في تأسيس (فريق أبوظبي للنساء الغواصات) لمساعدة الراغبات في دخول المجال، على الحصول على شهادات معتمدة فيه، كما تعاونا في هذا الصدد مع عدد من المؤسسات المتخصصة في الغوص لتنظيم وترتيب رحلات غوص خاصة بأعضاء الفريق الذي يتجاوز حالياً الـ100 فتاة حاصلة على شهادات متعددة المستويات في هذه الرياضة الصعبة. في الوقت الذي امتدت تجارب أنشطتنا المرافقة للغوص إلى مغامرات فريدة أخرى، مثل تجربة تنظيف البحر، ومتعة البحث عن السفن تحت الماء».

إلى جانب خدمات الصحة واللياقة البدنية التي يقدمها مجتمع (SBJ) تحدثت روضة، عن 150 فعالية متعددة تنظم على مدار العام، ضمن مجموعات متخصصة تشمل مجتمع «الأمهات والأطفال»، و«مجتمع رائدات الأعمال» و«الصالون الأدبي» قائلة «في مجتمع الأمهات والأطفال، نعمل على تنظيم عشرات الفعاليات المخصصة للأمهات والأطفال، مثل رحلات الصيد وغيرها من أفكار الأنشطة والورش المتنوعة. في الوقت الذي لا يختلف الوضع كثيراً في مجتمع رائدات الأعمال الذي يتم فيه تبادل الآراء والخبرات، وتقديم النصائح للنساء الراغبات في اقتحام مجال ريادة الأعمال على مستوى إمارات الدولة، فضلاً عن تقديم كل أشكال الدعم والمساندة للعضوات لمساعدتهن على الانطلاق بثبات في مشاريعهن الريادية الجديدة».

في ختام حوارها، أكدت روضة المريخي، أنها لا تسعى من خلال هذا المجتمع النسائي الحصري إلى تحقيق الربح ولا المنفعة المادية الصرفة، وذلك على الرغم من حصولها على ترخيص يندرج تحت بند «الأنشطة والفعاليات» لمزاولة نشاطاتها في العاصمة أبوظبي، الأمر الذي بررته المريخي قائلة «لم ولن نسعى يوماً إلى تحقيق الربح والفائدة المادية، بقدر سعينا إلى الارتقاء بواقع المرأة الإماراتية ومستقبلها، من خلال تبادل الخبرات المهنية والحياتية وفتح باب الفرص للارتقاء بالتجارب النسوية في مختلف المجالات، خصوصاً الاجتماعية، التي دفعتنا باستمرار إلى التجمع في منزل عائلتي، وذلك، بعد أن أصبحت غالبية العضوات صديقات من الدرجة الأولى».

معظم العضوات أصبحن صديقات بالدرجة الأولى، وأمي هي مصدر القوة والثقة بالنفس والشجاعة.

أشارت روضة المريخي إلى الدعم العائلي اللامتناهي الذي حصلت عليه من والدتها منى بنت خادم، التي تعد بدورها أحد أهم وجوه وسائل التواصل الاجتماعي الأشهر في الإمارات، واصفة هذا الدعم المعنوي بالقول «أمي هي مصدر القوة والثقة بالنفس والشجاعة، ليس فقط بالنسبة لي، بل بالنسبة لأمهات صديقاتي، وعدد من النساء الإماراتيات، لما تبثه من طاقة إيجابية ودروس تحفيزية كل يوم على فضاءات التواصل الاجتماعي».

تتوقف الإماراتية روضة المريخي عند دراستها وتخصصها الأكاديمي، والمناصب التي شغلتها، بعد تخرجها بنجاح في جامعة السوربون أبوظبي، ونيلها درجة الماجستير في مجال التسويق والإدارة والاتصال والإعلام، سبقها نيلها درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال واللغات من الجامعة العريقة ذاتها، وصولاً إلى المحطات المهنية البارزة التي شغلتها، ومنها عملها في دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، ومكتب أبوظبي التنفيذي، وصندوق خليفة لتطوير المشاريع، قبل أن تستقر مؤخراً في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، لتشغل منصب مدير إدارة.

صحيفة الإمارات اليوم

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى