آراء

الحلم البعيد

لقد امتلكني حلم وأحسب ان تحقيقه يقع في خانة المستحيل،، ولكن من حق كل منا أن يحلم ويتمادى في الحلم، ففي الاحلام توجد السعادة المفقودة.

لقد قلبت فكري وسرحت بعقلي في احوال هذه الامة التي لا تستحق هذا الوضع المهين الذي تعيشه فقد ران الهوان والذل عليها فوالله كفى، وهي التي شرفها الله بأعظم نبي، وأنبل رسالة، وخاطبها الله في كتابه العظيم بقوله (كنتم خير أمة أخرجت للناس) فهل هذا الحال يليق بخير الأمم؟..

ان الدول العربية ابتليت منذ بدايات نشأتها السياسية بالاستعمار الأجنبي البغيض الذي سلب خيراتها وأضعف قوتها وفكك جمعها وخلق الخلافات بينها. فغدت لاحول ولا قوة لها.

ان عدو الامة أمامها واضح، والمعركة تحتاج إلى قوة واستعداد لمواجهته ونحن لسنا بأصحاب قوة ولا نحن على اتم استعداد،، رغم أن الله يقول لنا في منزل كتابه (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة).  وللوصول إلى القوة والاستعداد ينبغي القيام بجهد كبير وعمل متواصل من قبل المخلصين حكاماً ومحكومين.

يتم خلالها التركيز على التنمية في جميع القطاعات في كافة أنحاء الوطن العربي حتى نستطيع استرداد العافية للجسد العربي المريض، فعلى القادة ورجال الخبرة وضع الخطط الاستراتيجية والتركيز على ما من شأنه استنهاض مقومات الأمة في جميع المجالات، وليس ذلك بصعب (اليابان والصين وكوريا والهند) أمثلة حية على ذلك.

اني أحلم وليس في الاحلام إثم، ان تقوم الدول العربية مجتمعة باتخاذ خطوات عملية غير مسبوقة تمهيداً لوحدتها ونهضتها التي هي حلم بعيد المنال:

١/ انشاء صندوق مالي تساهم فيه كل الدول العربية حسب امكانياتها المالية ويديره مجلس يكون اعضاؤه من جميع الدول المساهمة. وهدف الصندوق تمويل مشاريع التنمية، وإنشاء المصانع الكبرى وبالذات في القطاع العسكري.

٢/ انشاء جيش نظامي من الصفوة يشارك فيه ضباط وجنود من كل الدول العربية دون استثناء بتدريب عالي الكفاءة وعلى احدث المستويات العسكرية.

٣/ استنهاض العمل في المنتوج الزراعي للوصول إلى الاكتفاء الذاتي في هذا المجال، وليكن طعامنا من أرضنا، لا من أرض الغير.

٤/ ابتعاث أفواج كبيرة من الطلبة في كل المجالات العلمية والتخصصية لدراسة أحدث العلوم والابتكارات والدراسات الحديثة في جميع المجالات (الطب والهندسة والفيزياء والكيمياء وغيرها ).

٥/ التركيز على انشاء مراكز الأبحاث العلمية في معظم الدول العربية وتخصيص أكبر الميزانيات لها. ٦/ التركيز الشديد على الاقتصاد وتنوع مصادر الدخل، فقوة الاقتصاد من قوة الأمم. ان مرحلة الصراع تتطلب الصبر، فلنصبر عشر سنين ولنعد العدة لليوم الكبير، فلا التطبيع ولا اتفاقيات السلام استردت كامل الارض، (اين مصير المبادرة العربية بالصلح مع إسرائيل لقد تلاشت تحت التعنت الإسرائيلي).. ان ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.

نتقوى وننتصر ثم نتفاوض.

ننتظر قليلاً كما انتظر النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية.

ومازال الحلم مستمراً.

محمد الجفيري – الشرق القطرية

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى