أبرز العناوينتحقيقات وتقارير

سودانيون يكتفون بوجبة واحدة.. وتحذير من كارثة جوع وشيكة

في وقت حذر فيه برنامج الأغذية العالمي من أن أجزاء من السودان مهددة بالانزلاق إلى ظروف جوع كارثية، مع عدم وجود نهاية في الأفق للصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع، يكتفي نازحون في مركز إيواء بشرق السودان بوجبة واحدة في اليوم، بعد أن توقفت المنظمات عن دعم مراكز الإيواء بالمواد الإغاثية.
وفي هذا السياق، قالت زهراء أحمد، وهي من القاطنين في مركز الإيواء، إنها نزحت من الخرطوم إلى بورتسودان بعد شهرين من الحرب، مضيفة: “كانت بعض المنظمات الإنسانية الدولية والوطنية تقدم الدعم بتوفير الوجبات في مركز الإيواء”.
كما أردفت لوكالة أنباء العالم العربي (AWP): “لم تكن عندنا مشاكل في الوجبات لكن الآن نعاني بعد توقف دعم المنظمات”.

لا مياه
كذلك أوضحت أن متطوعين يزودون مركز الإيواء الآن ببعض المواد الغذائية مثل العدس والأرز تُخصص لوجبة الإفطار، لافتة إلى أنهم يكتفون بوجبة واحدة. ومضت قائلة: “نقضي أغلب الأيام بوجبة واحدة، ونؤخر الإفطار حتى منتصف النهار حتى نستطيع قضاء باقي اليوم”.
وشكت أيضاً من مشاكل المياه وعدم توفرها في مركز الإيواء، كاشفة أن منظمة اليونيسف كانت توفرها عن طريق صهاريج كبيرة لكنها توقفت منذ فترة، مؤكدة: “عندنا يومين المياه منقطعة عنا ولا يمكننا شراؤها… المياه هنا غالية جداً وغير متوفرة”.
يشار إلى أن مركز الإيواء يضم أكثر من 1500 شخص موزعين على 280 أسرة، غالبيتهم من النساء والأطفال.
مطابخ التكية
وفي ظل إغلاق المحال التجارية والأسواق وعدم قدرة المنظمات على إيصال المساعدات الإنسانية في بعض مناطق النزاع بالخرطوم، حيث أصبح غالبية السكان عاطلين عن العمل وتوقفت مصادر دخلهم، بات سكان العاصمة بحاجة ماسة للمساعدات، خصوصاً الغذائية.
فلم يجد السكان في مناطق النزاع ملاذاً سوى المطابخ المفتوحة، التي تُعرف شعبياً باسم “التكية”، والتي تساعد المحتاجين في الحصول على الوجبات الغذائية.
وفي هذا الإطار قالت ماجدة عبد الباقي، التي تقيم في ضاحية الثورة شمال أم درمان إحدى 3 مناطق تشكل العاصمة السودانية الأوسع على جانبي نهر النيل، إنها تحصل يومياً على وجبة واحدة من أحد هذه المطابخ.
كما لفتت إلى أن الاشتباكات المستمرة في منطقتها أدت لإغلاق معظم الأسواق والمتاجر، الأمر الذي جعل من الصعب توفير الاحتياجات الغذائية الأساسية. وشكت من عدم وصول أي مساعدات إلى منطقتها، سواء من المنظمات الدولية أو الحكومية.

ظروف جوع كارثية
يذكر أنه وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، نزح أكثر من 6.7 مليون شخص داخل السودان وخارجه منذ بدء الحرب بين الجيش والدعم السريع في 15 أبريل الفائت. وأدى الصراع والتدهور الاقتصادي إلى سقوط 17.7 مليون شخص في براثن الجوع، فضلاً عن إصابة حوالي 7 آلاف بالكوليرا.
والأسبوع الماضي حذر برنامج الأغدية العالمي من أن أجزاء من السودان مهددة بالانزلاق إلى ظروف جوع كارثية العام القادم إذا لم يتمكن البرنامج التابع للأمم المتحدة من توسيع نطاق الوصول وتقديم مساعدات غذائية بانتظام للسكان المحاصرين في مناطق الصراع الساخنة مثل الخرطوم ودارفور وكردفان.
كما أضاف أن السودان يواجه أزمة جوع متفاقمة مع اقتراب الصراع من شهره الثامن، مشيراً إلى تسجيل أعلى مستويات الجوع على الإطلاق خلال موسم الحصاد بين أكتوبر وفبراير، وهي فترة يتوفر خلالها عادة المزيد من الغذاء.
كذلك دعا في بيان أطراف النزاع في السودان إلى الاتفاق على هدنة إنسانية وإتاحة الوصول من دون قيود لتجنب كارثة جوع في “موسم العجاف” في مايو المقبل.

قرابة 18 مليون
وأردف أن قرابة 18 مليون شخص في السودان يواجهون مستوى الجوع الحاد، وهو ما يزيد على مثلي العدد المسجل في نفس الوقت من العام الماضي، وأكثر من التوقعات الأولية – 15 مليوناً – التي وردت بتقييم سابق في أغسطس.
كما أوضح أن قرابة 5 ملايين بلغوا مستويات الطوارئ في انعدام الأمن الغذائي، لافتاً إلى حصار أكثر من ثلاثة أرباعهم في مناطق كان وصول المساعدات الإنسانية إليها متقطعاً، بل مستحيلاً في بعضها بسبب استمرار القتال.
ويتبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الاتهام بعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى المواطنين في مناطق الصراع، حيث تسيطر الدعم السريع على أجزاء واسعة من العاصمة الخرطوم ودارفور وكردفان، بينما يسيطر الجيش على محلية كرري في شمال أم درمان ويحتفظ ببعض مقاره في بحري والخرطوم وكردفان، إضافة إلى الفاشر شمال دارفور.

العربية نت

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى