آراء

العقيدة هي التي هزمت الصهاينة

هل سألنا أنفسنا لماذا استهدف طيران الاحتلال تدمير المساجد والمدارس والمستشفيات والكنائس بقطاع غزة في بداية الحرب، والتي بلغ عددها حتى الآن 192 مسجدا، كما استهدف جميع المدارس بكافة انواعها سواء العامة او الخاصة او التابعة لمنظمة الاونروا، وتقول الاحصائيات انه في اول اسبوعين فقط من بداية الحرب تم تدمير 31 مسجدا؟، والجواب واضح للعامة بأن الهدف هو منع الهاربين من الموت الاحتماء في هذه المرافق، ولكن هناك سببا اقوى من كل هذا وهو لأنها تستهدف اولا واخيرا تدمير العقول ومنابع العقيدة والتمسك بالايمان التي يتمتع بها اهل غزة والمسلمون عموما وهذه المؤسسات التعليمية هي التي جعلت اهل غزة يصمدون امام ضرباتهم المتوالية خلال السنوات الماضية وهي التي صنعت لنا ابطال المقاومة، وثبت بما لا يدع مجالا للشك أن اكثر ما يرعب العدو الصهيوني هو العقيدة والجهاد.

قبل شهرين من بداية طوفان الاقصى وبالتحديد في شهر اغسطس الماضي تم الاحتفال بتخريج دفعة من صفوة القراء بغزة والتي بلغت حوالي 1471 حافظا وحافظة للقرآن الكريم ترتيلا وتجويدا وتفسيرا من جميع الفئات العمرية ومن الفئتين رجال ونساء، هذا الخبر ارعب حكام الاحتلال وقاداتهم كما ارعب الغرب كله لأنهم يعلمون جيدا ان من يحمل في صدره كتاب الله وهو الحق المنزل من عنده سبحانه وتعالى يحمل العقيدة والمثابرة والايمان، هذا ما وضح جليا في ثبات اهل غزة وصبرهم على البلاء والقتل والتشريد ولم تصدر كلمة واحدة من ابناء فلسطين كلهم ضد المقاومة او أن يحمّلوا المقاومة اسباب ما جرى لهم من تقتيل وتشريد لأبنائهم وآبائهم وامهاتهم بل كانت كلمات الحمد والصبر واللعنة ضد الصهاينة المحتلين هي التي علت في سماء غزة وسط ركام المباني واشلاء الشهداء، هذه الكلمات هي التي ارعبت حكام اليهود والغرب ولكن كان لها أصداء أخرى لدى شعوبهم التي سعت لقراءة هذا القرآن المعجزة وهذه العقيدة لمعرفة هذا الايمان الذي جعل هذا الشعب المكلوم صابرا وصامدا بل يحمد الله عز وجل على ما اصابه، ومتضرعا اليه لتفريج كربته.

يدهشنا فلسطينيون بمختلف شرائحهم وأعمارهم، أطفالا كانوا أو نساء، رجال من المدنيين هم أو مقاتلون منخرطون في مشروع التحرير الذي هو كالقيامة آت لا ريب فيه يتشبثون بالأرض بينما آلة الموت الصهيونية تحصد آلاف الأرواح بصواريخها وقنابلها الفسفورية المحرمة ورصاصها ومدافعها الغادرة، فلسطينيون اقتُرح عليهم مغادرة قطاع غزة وهو يتهاوى تحت القصف فرفضوا، طلبوا منهم التنكر لحماس طلبا للخلاص والنجاة فأبوا، ولسان حالهم يقول حماس منا وفينا، وفلسطين أرضنا وأرض أجدادنا نحيا بها وعليها أحرارا أو نموت أحرارا. العديد من العوائل في غزة والضفة تم شطبها كليا من سجل الحالة المدنية، فأضحت الأسر تتفرق عبر أماكن عديدة حفاظا على النوع. أسر آثرت التمسك بأرضها حيث لا بيت ولا ماء ولا كهرباء ولا علاج ولا غذاء، وبين هذا المشهد وذاك الذي رسمه الصهاينة في مستوطنات العار يقف العالم – خاصة الغربي منه – متسائلا عن سر هذا الصمود غير المسبوق، وما مصدر القوة التي تمنح الفلسطينيين في غزة الثبات والتمسك بالحياة على أرض يتراقص فيها شبح الموت ويتراءى ليل نهار، ذلك هو الايمان مصدر هذا الصمود وعلماء الغرب ورهبانهم واحبارهم يعرفونه جيدا ويرتعبون منه ليل نهار.

 كسرة أخيرة

بمجرد أن أعلنت المقاومة الفلسطينية في غزة إطلاق عملية “طوفان الأقصى” وما تلا ذلك من رد صهيوني همجي ضد المدنيين في القطاع المحاصر، أصدرت مجموعة عرين الأسود بيانا حثت فيه على النفير العام ومقاومة الاحتلال الصهيوني. وفي نص هذا البيان استخدمت المجموعة عبارة طالما ترددت في أدبيات النضال الفلسطيني: “يا أبناء شعبنا البطل آن الأوان لكل فلسطيني أن ينهض كطائر الفينيق”. وهذا الطائر الذي لا يموت ابدا ويخرج من تحت الرماد.

فاطمة بنت يوسف الغزال – الشرق القطرية

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى