آراء

النجاشيون الجدد

كما تعجبنا من وجود صهاينة بيننا نحن العرب، يدينون كل مقاوم عربي شريف ونجدهم يصدحون بالباطل نصرة للمحتل الصهيوني، فإننا نتعجب أيضاً من مواقف كثيرة اتخذها أناس غربيون ليسوا من جنسنا ولا يلبسون ثيابنا ولا يتحدثون بلغتنا ولا يدينون بديننا، وجدناهم مدافعين عن الحقوق العربية الإسلامية ويدينون كل بطش يقوم به الكيان الصهيوني المدعوم علنا من أنظمة غربية قد سقطت أقنعتها التي كانت تخفي وحشيتها، في حين أن من شعوبهم نخباً سياسية وعلمية وفنية ورياضية وغيرها قد وقفوا مع الضمير العربي والحق العربي.

فقد ذكر السيناتور الأمريكي ساندرز أن الوضع في غزة «كارثة إنسانية»، وقال أيضاً: «يجب على الولايات المتحدة ممارسة كل الضغوط على نتنياهو لدفعه إلى وقف النهج العسكري».

ونشرت شبكة «سي إن إن» برقية موقعة من دبلوماسيين أمريكيين منتشرين في العالم العربي حذروا فيها من «خسارة الرأي العام العربي لعقود قادمة» في أعقاب دعم الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي لا هوادة فيه لإسرائيل.

وقالت باربرا ليف، مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، إن «هذا الصراع أثار قدرا هائلا من الغضب الشعبي تجاه إسرائيل وتجاهنا».

وقالت الباحثة الهولندية رينا نيتجيس: إن حول غزة وشمال سوريا كثيرا من المعلومات الخاطئة في وسائل الإعلام الغربية، مؤكدة أن الغرب فقد قدرته على إعطاء دروس للآخرين في حقوق الإنسان.

وذكرت الباحثة أيضاً أن الدول الغربية فقدت قدرتها على إعطاء دروس للعالم في حقوق الإنسان بعد موقفها الداعم لإسرائيل في قتل الأطفال والنساء والأبرياء في قطاع غزة.

وأيضاً كتب النجم السابق لمنتخب فرنسا ونادي بايرن ميونخ، فرانك ريبيري، صاحب الكرة البرونزية عام 2013، على منصة إنستغرام: «الحرية لفلسطين» مرفقًا إياها بعلم فلسطيني وإشارات النصر.

وقالت ماريا غوارديولا: «إننا نشاهد شعبًا محتلًا ومضطهدًا يواجه الإبادة على يد دولة نووية بدعم كامل من العالم الغربي. هذه ليست – ولم تكن أبدًا – «معركة متكافئة». إنها الآن مذبحة على نطاق لا أعتقد أنني رأيته في حياتي».

وبعد أن شنت بطلة مسلسل «صراع العروش» لينا هايدي هجومًا على المقاومة في انطلاقتها لعملية «طوفان الأقصى»، عادت «الملكة سيرسي» لتعلن على حسابها في إنستغرام وقوفها بمواجهة «الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون»، مضيفة: «كل فرد يستحق الاحترام، والكرامة، والحرية».

وخلال مقابلة متلفزة، لم يتمالك الـ»يوتيوبر» الأمريكي الإسرائيلي إيتهان كلين دموعه، فبكى متأثرًا حين تحدث عن رجل فلسطيني يحمل جثة ابنته، وقال إن على الإسرائيليين والحكومة في تل أبيب أن يشاهدوا ما يحدث، وأضاف: «أنا أب، ولا أستطيع أن أرى ذلك».

ولا يعني هذا النقل أنه يمثل بالضرورة رأي الشعوب الغربية كلها، بل نقول إن الشعور الإنساني في خطر إذا تسلط أولئك العنصريون على الرأي العام ومنابره وغاب عنها العاقلون المؤمنون بحقوق كل إنسان في هذا الوجود، ونستذكر هنا موقف النجاشي في أثيوبيا عندما دافع بشراسة عن الصحابة اللاجئين من قهر السلطة المكية لأتباع الدعوة المحمدية، فلم يكن عامة موظفي الحكومة والشعب الحبشي يؤمن بتلك النظرية النجاشية الحامية للحريات ولكنه حمى الفكرة ودافع عنها، ففي كل زمان نجاشي يدافع عن حقوق المستضعفين وله علينا حق الإنصاف ورد الجميل.

د. جاسم الجزاع – الشرق القطرية

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى