آراء

منتدى الدوحة

منذ عام 2000 عندما أطلق سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله منتدى الدوحة ليكون منتدى عالميا للحوار، ومع انعقاد نسخته الأولى عام 2001 بمشاركة عدد من صانعي السياسات العالمية من رؤساء دول وحكومات وممثلي القطاع الخاص والمجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية تحت سقف واحد وفي مدينة الدوحة، بدأت الأضواء تسلط على منتدى الدوحة حيث النقاش الحر والتحاور البناء بُغية الوصول لحلول مبتكرة وقابلة للتطبيق لكل التحديات العالمية في شتى المجالات.

مع انعقاد منتدى الدوحة هذا العام في نسخته الحادية والعشرين، فإن المنتدى يحقق قيمة الديمومة والاستمرارية في تحقيق أهدافه ورسالته، في أن تكون الدوحة بوابة تُشرع على كل الآراء والأفكار والتوجهات، وبوابة سلام لتحقيق الأمن والسلام الدوليين، وبوابة أيضاً للحوار والنقاش وهذا إن دل إنما يدل على نجاح الدبلوماسية القطرية في جعل الدوحة ملتقى للخبراء والباحثين ومتخذي القرار وكبار صانعي السياسات في العالم.

يأتي المنتدى انطلاقا من رؤية قطر في حل المشاكل وتجاوز التحديات عبر الحوار بين جميع المشاركين، والاستفادة من الكفاءات المشاركة، لبناء علاقات وعقد شراكات تُسهم في تطوير مفاهيم مشتركة، مع وجود إقبال واسع لحضور المنتدى.

واستكمالاً في تشجيع تبادل الأفكار وصنع السياسات افتتح صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى على مدى يومين منتدى الدوحة 2023، الذي يحمل في هذه النسخة عنوان نحو مستقبل بناء مشرق بمشاركة عدد من رؤساء الدول والحكومات ورؤساء المنظمات الإقليمية والدولية، وعدد أكبر من الباحثين والمهتمين في كافة القطاعات، ليناقش أهم القضايا الراهنة وعلى رأس الأولويات تطورات الأوضاع الدولية والإقليمية ومستجدات الأوضاع في قطاع غزة، كما ركز المنتدى على أربعة محاور رئيسية هي، العلاقات الدولية والأمن، والأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، والتنمية الاقتصادية، والاستدامة، من خلال 18 جلسة رئيسية، و35 جلسة جانبية.

كان لي شرف حضور العديد من الجلسات والمناقشات التي اتسمت بالدقة والموضوعية والأصالة في الطرح، وكان من دواعي سروري أن التقي بالعديد من الكفاءات العالمية في مدينة الدوحة، فهذا التجانس الفكري الذي يقدمه منتدى الدوحة للباحثين والمهتمين في دولة قطر وجمعهم بنظرائهم من كل دول العالم هو واحد من أهداف عديدة يعمل على تأسيسها المنتدى، كما لا أنسى أن أُشيد بكافة الطاقات الوطنية المميزة التي عملت ليلاً ونهاراً لإنجاح فعاليات المنتدى وظهوره بالشكل الذي يليق بالدولة ويحقق رؤيتها ومكتسباتها المتمثلة في جعل العالم مكانا متنوعا وأفضل للجميع من شتى الثقافات، وبناء قدرات الإنسان والاستثمار في العقل البشري وهو ما لم يتم إلا عن طريق إعطاء المجال للجميع من أجل تقديم ما لديهم من تصورات ورؤى في جو من الحوار البناء وبدون أية عوائق من أجل الخروج بقرارات مهمة وتاريخية لصالح الإنسانية.

د. عائشة جاسم الكواري – الشرق القطرية

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى