آراء

خليجنا واحد..!

(مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوادِّهِمْ، وتَراحُمِهِمْ، وتَعاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى منه عُضْوٌ تَداعَى له سائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى).

(الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كالْبُنْيانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا) محمد بن عبدالله ﷺ

في جو مليء بالأخوة والمودة يتجدد لقاء أصحاب الجلالة والسمو قادة دول الخليج العربي الرابع والأربعون في دولة قطر الشقيقة لتعزيز العمل الخليجي المشترك.

ونحن كشعب خليجي واحد تجمعنا أواصر الدين والدم والنسب، نترقب ونتطلع الى ثمار هذا اللقاء الأخوي من قرارات صائبة تصب في مصلحة شعب الخليج العربي والأمة العربية والإسلامية، فمازلنا كخليجيين نتطلع ونترقب بشوق للوصول الى مرحلة الاتحاد والإسراع في تحقيق الوحدة الاقتصادية بين دول مجلس التعاون، ومشروع سكك الحديد لربط كافة دول المجلس، واستكمال متطلبات التوحيد الجمركي، والسوق الخليجية المشتركة، وكما تحققت اليوم وأخيرا التأشيرة الموحدة التي تسمح للحاصلين على التأشيرة في أي بلد خليجي بحرية التنقل بين كافة الدول الست، فاننا نطمح في سرعة خروج العملة الخليجية الموحدة لحيز التنفيذ، وكذلك الغاء نقاط الحدود بين دول الخليج، والى توحيد الاتصالات وشبكات الإنترنت الخليجي والإسراع في إنجاز وتكملة الطرق البرية ونظام النقل البري الموحد وسكك الحديد لقطار الخليج المنتظر منا بفارغ الصبر ولاسيما بعد صدور توجيهات الجهات المعنية في قطر والبحرين لاستكمال الخطط والبدء في تنفيذ مشروع جسر المحبة بين البلدين، فما أجمل مثل هذه المشاريع التي ملأت البيوت الخليجية فرحاً وسروراً فلم تقتصر الفرحة على الشعب البحريني القطري وإنما جميع شعوب الخليج لما لهذا المشروع الاستراتيجي الهام والضخم والذي يُتوقع أن ينعكس بشكل إيجابي على تقوية الروابط الأخوية والتاريخية بين شعوب البلدين، ويعتبر شريان جديد للتنمية والمردود الاقتصادي، وخط بري لنقل الناس وشحن البضائع.

وكذلك نتطلع الى مشاريع الطاقة المتجددة والأمن الغذائي وتحقيق المزيد من التنسيق والتكامل والترابط في جميع الميادين.

كما نطمح الى تأسيس استراتيجية إعلامية ثقافية خلاقة من أجل إعلام خليجي موحد وتطوير التعليم بين دول الخليج للقضاء على الإرهاب وبالذات الإرهاب الفكري.

وتعزيز التكامل السياحي والمحافظة على القيم والعادات والتقاليد الخليجية، والمحافظة على التراث العمراني في دول مجلس التعاون.

وتعزيز دور المجلس في تحقيق الأمن والسلم الإقليمي والدولي ونبذ ورفض الإرهاب والتطرف بكافة أشكاله وصوره، والعمل على تجفيف مصادر تمويله، وأكد قادة المجلس على أن التسامح والتعايش بين الأمم والشعوب من أهم المبادئ والقيم التي بنيت عليها مجتمعات دول المجلس، وتعاملها مع الشعوب الأخرى.

كما تطمح الشعوب الخليجية في ظل التوترات القائمة في المنطقة وزيادة حدة الصراع بين فلسطين وإسرائيل الى الإسراع في وقف هذه الحرب المدمرة في قطاع غزة وتوفير الحماية للمواطنين الفلسطينيين وتحقيق الاستقرار والأمن الدولي والسلام الشامل.

ونأمل أن تسهم هذه القمة في تحقيق الخير والازدهار للخليج والشعوب الخليجية والإسهام في خدمة قضايا الأمة العربية والإسلامية، والحرص على قوة وتماسك الخليج العربي ووحدة الصف لمواجهة أي تهديد تتعرض له أي دولة من دول المحلس.

ختاما فانني احلم باليوم الذي اتناول فيه افطاري، بالبحرين، ثم اتناول قهوة الضحى، في السعودية واتغدى في قطر، ثم اعرج على دولة الامارات ومن ثم اتناول عشائي في مسقط، عائدا ادراجي لقرة العين البحرين مرورا بالكويت الحبيبة، كل ذلك دون الوقوف في نقاط الجوازات والجمارك، وبعملة موحدة دون ان اضطر لتغيير 6 عملات متنوعة، وباستخدام شريحة اتصالات خليجية موحدة في خليجنا الواحد المتكامل بتوفيق الله، وبذلك نطبق ما جاء في شعر غازي القصيبي رحمه الله:

نسيتُ أين أنا إن الرياض هنا

مع المنامةِ مشغولانِ بالسمَرِ

أم هذه جدةٌ جاءت بأنجُمِهَا

أم المُحَرقُ زارتَنا معَ القَمَرِ

وهذه ضحكاتُ الفجرِ في الخُبرِ

أم الرفاعُ رنت في موسمِ المطرِ

أم أنها مسقط ُ السمراءُ زائرتي

أم أنها الدوحةُ الخضراءُ في قَطَرِ

أم الكويتُ التي حيت فهِمتُ بها؟

أم أنها العينُ كم في العينِ من حَوَرِ؟

بدوٌ وبحارةٌ ما الفرقُ بينهما

والبرُ والبحر ينسابانِ مِنْ مُضَرِ

خليجُ إن حبالَ الله تربطُنَا

فهلْ يقربُنا خيطٌ مِنَ البَشَرِ؟

نجاة بنت علي شويطر – الشرق القطرية

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى