آراء

ما وراء إشعال غزة والسودان

مع الإبادة الجماعية فى فلسطين المحتلة والمشاركة الغربية فيما يحدث ويشاهده العالم غيبت صورة شبه تامة التطورات السودانية التى انفجرت فى أبريل الماضى وأسفرت حتى الآن عن أكثر من 6 ملايين نازح ولاجئ وعشرات الآلاف من القتلى والجرحى وتدمير شبه تام لمؤسسات الدولة وتمزيق ما بقى من هذا الوطن. وإذا كانت الحرب فى غزة مفتوحة والجرائم مفضوحة ومحددة الأهداف وخطيرة فإن ما يجرى فى السودان هو لا يقل خطورة أيضا لاستغلال تلك الحرب فى تسريع وتيرة كل ما يصب فى تنفيذ الأهداف والأساطير الأكبر والأعمق والأشمل للصراع التاريخى المزمن فى منطقتنا العربية.

إن أى مراقب لمسيرة السودان المتعثرة خلال العقود الماضية لابد أن يتيقن من أن ما جرى ويجرى ليس أمرا عبثيا بدءا من انفصال الجنوب مرورا بتعثر السودان وانتهاء بتفجيره من الداخل، فالسودان الذى كان سلة غذاء العالم بات هذا حاله وينتظره الأكثر مالم يتحرك الجميع لإنقاذ أنفسهم قبل إنقاذه. إن التطورات فى المنطقة معقدة ومتشابكة ولا يمكن فصل ما يحدث فى السودان وغزة وليبيا وغيرها من مخطط عام للمنطقة، مصر قلبه وهدفه النهائى.

وبلا شك فإن السودان وعدم استقراره وتغييب دوره الطبيعى كان من العوامل التى شجعت وتشجع الكثيرين للتصرف بأحادية فى ملفات مصيرية. وإذا كانت ثروات السودان الطبيعية والمعدنية وهى أكثر من أن تحصى المحرك لأطراف داخلية وخارجية فإن الأهم لكثيرين هو تفتيته والتعجيل بذلك خاصة بعد أحداث غزة التى أسقطت الكثير من الأقنعة, وبالتالى هناك مخططات خبيثة لإشعال السودان ومن بعده غزة.

محمد الأنور – بوابة الأهرام

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى