تجربة ملهمة وقصة نجاح مبهرة

هناك بعض الرجال المخلصين والأوفياء الموهوبين، الذين يسعون دائماً لأن يكونوا مبدعين في عملهم، يتفوقون بعطاءاتهم المتميزة وقدراتهم المتفردة بين أبناء جيلهم من الرجال. إنهم يبرزون بقوة في ساحات المجتمع، ويمتلكون دوراً واضحاً وحضوراً قوياً وذكاءً مهنياً في التعامل مع الإدارات والمؤسسات المختلفة، وهم ينجحون دائماً في رفع مستواها ودفعها نحو الأمام، مهما كانت خارج تخصصهم الدراسي المباشر.

إنهم يستطيعون التأقلم مع جميع الظروف والمواقف والمهام، ودائماً ما ينجحون في وضع بصماتهم الواضحة من أجل خلق بيئة عمل ناجحة ومنتجة.. وذلك بفضل ما يمتلكونه من إدارة ناجحة وكاريزما قيادية جذابة تؤثر في مَن حولهم من الموظفين والعاملين.. تستوعبهم وتحتويهم لما يحقق صالح المؤسسة ويخدم الصالح العام ويقود القطاع نحو مزيد من النجاح والتميز.

قليلون هم الأشخاص الناجحون والمؤثرون والفعالون والمفعمون بالحيوية والنشاط والدينامكية، الذين يستطيعون تحويل الفشل إلى نجاح، والكسل إلى نشاط، والإحباط إلى تفاؤل، والطاقة السلبية إلى إيجابية.. من خلال قدرتهم الفائقة وذكائهم المتقد وبراعتهم العالية وإدراكهم الملهم ومعرفتهم الشاملة.. جاعلين من المؤسسات والقطاعات المتعثرة مؤسسات وقطاعات ناهضة وناجحة للغاية وقادرة عل تحقيق أعلى مستويات الإنتاج والتطور والتجديد والإبداع. تلك خصال وصفات وقدرات نادراً ما تتوفر لدى الشخص العادي، لكنها توفرت جميعها هنا في شخصية قيادية ناجحة ومؤثرة ومبهرة، تتمتع بذكاء ونشاط قويين، وبإصرار شديد على تحقيق النجاح، مجسدةً بذلك قصصاً ملهمة من النجاحات المتواصلة. لقد تعرفتُ على معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة رئيس مؤتمر الأطراف «كوب28» حين كان مسؤولاً ومشرفاً على قطاع الإعلام في أبوظبي، وقد التقيت به مراراً في ندوات ولقاءات وحوارات إعلامية، حيث كان يلهمنا بحضوره ويشدنا بحديثة حول الإعلام ومشكلات الصحافة ودورها وطريقها المحفوف بالمخاطر، خصوصاً في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها المنطقة، وما يشهده العالم من أزمات واضطرابات. كان يوجهنا ويرشدنا بهدوئه المعهود واستيعابه لأفكار وآراء الآخرين، رغم مشاغله الكثيرة ومهامه المتعددة النوعية الكبيرة.

وحين تولى إدارة شركة أدنوك للبترول، سجل هذا القطاع مستوى نشاط مذهل ومبهر فاق جميع التوقعات، وأحدث فيه نقلةً نوعيةً من خلال رفع الكفاءات والارتقاء بالأداء وتعزيز المرونة المهنية، وأطلق العديدَ من المبادرات الاستراتيجية الخلاقة، ونجح في دخول أسواق رأس المال العالمية واستقطابها لهذا القطاع. وحين يتم تصنيف الدكتور سلطان الجابر ضمن أقوى مائة شخصية في قطاع المناخ، فهو بلا شك تصنيف صائب ومهم، وتكريم مستحق بجدارة وتفوق وامتياز.. فقد أثبت أنه قيادي ملهم ومن طراز خاص، لما قام ويقوم به من نشاطات وما حققه من ناجحات في هذا القطاع الهام والحيوي.

يمثل معالي الدكتور سلطان الجابر تجربة ملهمة وقصة نجاح مبهرة تستحق الإشادة والثناء والتكريم، فهو يمتلك مخزوناً استراتيجياً من المعارف تجمعت في ذهن رجل يدير عدة إدارات ومؤسسات وملفات في وقت واحد، بالإضافة لمهامه الوزارية. لذا فهو فخر لوطنه وللدول الخليجية التي تحتاج باستمرار لمثل هذه الكفاءات الملهمة، حتى تستمر في مسيرتها على طريق التقدم والازدهار.

د. علي القحيص – كاتب سعودي – صحيفة الاتحاد