نِعم القرار يا أم جاسم..!
إنا لنفتخر بكِ يا صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع على إقدامكِ بالتخلي عن منصبك كسفيرة لليونيسكو، المؤسسة المسؤولة عن التربية والثقافة التي يجب أن تحافظ على الأطفال الذين هم حجر الأساس في رعاية المنظمة لهم نحو التعليم، الذي لابد وأن يتزود به كل فرد وخاصةً الأطفال، ولكن ما قامت به القوات الإسرائيلية من تشريد وقتل وتدمير المؤسسات التعليمية وقتل الأطفال المتواجدين فيها ومنهم من كان يحمل كتبه وحقيبته الدراسية، وهم لا ذنب لهم، وهذا العمل الشنيع لم يحرك ساكناً في قلوب وأنفس كل المندوبين فيها والأعضاء في هذه المؤسسة التربوية الثقافية الدولية. وقد كانت سمو الشيخة موزا من أهم الشخصيات التي تنادي بضرورة تعليم كل أطفال العالم دون النظر لهويته ودينه ومكان إقامته، وهي تضع نصب عينيها انتشار المؤسسات التعليمية في أرجاء العالم لما لهذه المؤسسات من أهمية ودور فاعل في إزاحة الجهل عن الأعين ومسحه من قلوب الأطفال ليكون نواة طيبةً تعمل من أجل السلام في أرجاء المعمورة، ولكن طائرات العدو لا تعرف ذلك بهجومها الوحشي على هذه الفئة بكل وحشية وتعنت، ولم تجد سموها أي تحرك من اليونيسكو والأعضاء فيها لمنع إسرائيل وجنودها وقواتها من التعرض للأطفال ودور تعليمهم بها.
فأين هدفك أيتها المنظمة الثقافية والتعليمية مما يحصل لأطفال غزة؟! أليسوا مِن ضمن مَن عليكِ رعايتهم والدفاع عنهم لكي يتمكنوا من مواصلة تعليمهم الذي تنشدينه أيتها المنظمة؟! إن قرار صاحبة السمو يؤكد حرصها، حفظها الله، بأن للطفل مكانة عندها وهي ترعى وتتابع برنامج علم طفلا في جميع دول العالم، لم تقتصر مهمتها ورعايتها ومتابعتها لكي ينال كل طفل حقه الأساسي في التعليم، وواجب علينا جميعاً، أفراداً ومجموعات ومنظمات، أن نعمل من أجل نقل العلم لهم والمحافظة على مرافق التعليم من أي أذى، فما بالكم في ما حدث لدور التعليم في غزة وأطفالها من دمار وقتل دون رحمة، إذ وجدت سموها أنها لا تتفق مع مرتكزاتها التي تؤمن بها وهي علم طفلا.
فشكراً لسموكم، علمتينا كيفية المحافظة على مبادئنا قولاً وعملاً. هذه هي رسالتنا السمحة التي نؤمن بها. ولكن ما هي نتيجة مبادئكم وقوانينكم الوضعية التي وضعتموها كيف تطبقونها بمكيالين أليس هذا ما أفرز عنه موقفكم من أطفال غزة الصامدة؟!
علي محمد يوسف المحمود – صحيفة الشرق القطرية
