كاتب مصري: وحدة واستقرار السودان كانت وسوف تظل دوماً، مصلحة قومية مصرية مثلما هى مصلحة قومية سودانية!

والله… إن شر البلية ما يضحك، ولكنه- فى الحقيقة- فى حالتنا هذه.. ضحك كالبكاء، كما يقول بيت المتنبى الشهير! فوسط الأنباء التى أخذتنا مؤخرا عن العدوان الإسرائيلى الغاشم على غزة عقب عملية طوفان الأقصى التى قامت بها حماس وما أدت إليه من انتقام إسرائيلى بشع من غزة كلها شمل عمليات قتل وإصابة وتشريد آلاف الأطفال والنساء والعجائز..

لاتزال تتوالى حتى الآن! وبعد الأنباء المحزنة التى سبقتها فى منتصف سبتمبر الماضى عن الزلزال المدمر الذى أصاب إخوتنا الأعزاء فى المغرب مسببا سقوط ما يقرب من ثلاثة آلاف قتيل و5700 مصاب!

وأيضا بعد المفاجأة القاسية التى سبقت الزلزال، وأصابت إخوتنا فى ليبيا بإعصار دانيال فى 9 سبتمبر الذى فتك بمدينة درنة فى ليبيا وتسبب فى مقتل ما قدر بما قد يصل إلى عشرين ألف قتيل، وفقد ونزوح مايقرب من 130 ألف مواطن! أقول..

وسط هذا كله وبعده يبدو وكأن أشقاؤنا الأعزاء فى السودان، صعب عليهم ألا يجدوا من يعتدى عليهم مثل الإسرائيليين، وألا يجدوا إعصارا يطيح ببلدهم مثل الذى حدث فى ليبيا، وألا يجدوا زلزالا يدمر بيوتهم ومنشآتهم مثل الذى نكب به المغرب..!

فقرر بعضهم أن يقتل بعضهم الآخر! فكان تمرد حمدان دقلو…على السلطة الشرعية فى الخرطوم! إنه تمرد وقتال أسفر حتى الآن عن سقوط ما يزيد على عشرة آلاف قتيل ونزوح ولجوء أكثر من ستة ملايين سودانى مجانا… بلا اعتداء خارجى، ولا إعصار بحرى، ولا زلزال أرضى! إن الذى يحدث فى السودان الشقيق هو العبث بعينه، وهو جريمة فى حق الشعب هناك لابد أن تتوقف! لقد التقى الرئيس السيسى فى الرياض يوم السبت الماضى الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السودانى، مؤكدا دعم مصر وحدة واستقرار السودان. نعم، وحدة واستقرار السودان الشقيق كانت، وسوف تظل دوما، مصلحة قومية مصرية، مثلما هى مصلحة قومية سودانية!

د. أسامة الغزالي حرب – بوابة الأهرام