أبرز العناوينتحقيقات وتقارير

من أديس أبابا.. مدنيو السودان على طريق وقف الحرب

تحركات ماراثونية للقوى السياسية السودانية في أديس أبابا، لتشكيل أوسع جبهة مدنية لإيقاف الحرب واستعادة المسار المدني الديمقراطي.
وانطلقت، اليوم الإثنين، فعاليات الاجتماع التحضيري لوحدة القوى المدنية الديمقراطية بمشاركة تحالفات سياسية وأجسام مهنية نقابية وأحزاب سياسية وشخصيات قومية، بهدف تشكيل أوسع جبهة مدنية لإيقاف الاشتباكات التي اندلعت منتصف أبريل/نيسان الماضي، بالسودان.

أزمة السودان.. قيادة الجيش تحت القصف العنيف وقادته يخرجون من الخرطوم
ويهدف الاجتماع التحضيري إلى الإعداد للمؤتمر العام للجبهة المدنية المتوقع أن يعقد في النصف الأول من شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بمشاركة أعداد كبيرة من ممثلي هذه المكونات من كل أنحاء السودان ومكونات أخرى خارج الجبهة المدنية.
كما يهدف الاجتماع إلى الخروج من أخطر أزمات السودان الوطنية والتي تتطلب إنهاء القتال وإعلاء راية الحل السلمي بدلا عن الحل العسكري، واستعادة التحول المدني الديمقراطي عبر حوار شامل في أجواء من الحرية، وصولا إلى اتفاق سياسي تشرف على تنفيذه سلطة انتقالية تعبر عن إرادة الجميع.
وحسب اللجنة التحضيرية للمؤتمر فإن الاجتماع الحالي مجرد خطوة أولى نحو تكوين أوسع جبهة مدنية لإنهاء الاشتباكات واستعادة المسار الديمقراطي.
وأشارت اللجنة إلى أن الهدف إنهاء الحرب من خلال التجسيد السياسي والمؤسسي لشعار “لا للحرب”، وتوحيد أكبر قاعدة شعبية حوله لوضع حد لمعاناة الملايين من الأطفال والنساء والشيوخ، والإعداد لعقد مؤتمر توحيد القوى المدنية وإعلان تكوين الجبهة المدنية الواسعة من القوى الديمقراطية المناهضة للصراع.
وقال رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك إن “الحرب اللعينة التي تتعرض لها البلاد منذ الخامس عشر من أبريل/نيسان الماضي، أودت بحياة الآلاف من السودانيين الأبرياء ونزوح ولجوء الملايين، وأحدثت دمارا للبنى التحتية والمنشآت العامة والخاصة وممتلكات المواطنين بصورة تهدد وجود الدولة السودانية”.
وفي كلمته خلال الاجتماع، أوضح حمدوك أن الاجتماع التحضيري بداية لعملية أكثر شمولا تفتح المجال لمشاركة كافة القوى الوطنية المناهضة للحرب والداعمة للسلام والانتقال المدني الديمقراطي.
من جهته، قال فضل الله برمة ناصر، رئيس حزب الأمة القومي، في كلمته عن القوى السياسية، “الواجب الآن يحتم علينا أن نلتف جميعا ونضع خلافاتنا جانبا، ونتوحد حول السودان الوطن الواحد”.
من جانبها، قالت ممثلة المجتمع المدني النسوي رويدة مطر في كلمتها “كقوة نسوية، نطالب بالضغط الفوري لوقف إطلاق النار وتوفير المسارات الآمنة، والضغط ووقف تمدد الحرب.
وأضافت أن “أبشع الانتهاكات تمارس ضد النساء في الحرب، ونشدد على الحرص لإشراك النساء وليس التمثيل الديكوري”.
بدوره، قال ممثل لجان وتنسيقيات المقاومة إبراهيم أرباب إن “حرب أبريل/نيسان امتداد لحروب الدولة السودانية والشموليات، نحن في لجان المقاومة علينا الاتجاه نحو الحوار الجاد لوقف الحروب والتأسيس لجبهة مدنية”.
دعم السلام
وقال رئيس القطاع الإعلامي في حزب “التجمع الاتحادي” السوداني محمد عبدالحكم إن إيقاف الصراع قرار عسكري بامتياز، يمتلكه جنرالات الجيش والدعم السريع، غير أن الضغط المدني المكثف ووحدة القوى المدنية والتفافها حول مطلب وقف الاشتباكات يسهم بفاعلية في تعرية طرفي القتال من أي حاضنة مدنية، ما سيشكل دافعًا مهمًا لاتخاذ الجنرالات القرار الشجاع بوقف إطلاق النار.
واعتبر في حديثه لـ”العين الإخبارية”، أن الضغط المدني المستمر للقوى المدنية له انعكاسات إيجابية محفزة لاتخاذ قرار إنهاء الصراع.
وقال عبدالحكم إن قدرة الجبهة المدنية الموحدة عالية جدا في تمهيد الطريق نحو وقف الحرب وإحلال السلام، فتنازع القوى المدنية وتشرذمها يعطي مؤشرات سلبية، اتخذها دعاة الحرب وسيلة للتحشيد والتحشيد المضاد لفرض رؤاهم الداعمة لاستمرار القتال.

وأضاف أنه “الآن مع تلاقي أحزاب سياسية فاعلة، ونقابات منتخبة، وأجسام مهنية كبيرة، ولجان مقاومة، وقوى مدنية مستقلة، في جبهة واحدة سيسهم في إدخال المدنيين للمشهد بقوة، باعتبار أن قرار وقف الاشتباكات هو قرار عسكري لكن ما يليه من ترتيبات سياسية واقتصادية وأمنية هي ضمن أولويات القوى المدنية وفي قمة أجندتها لاستعادة مسار التحول المدني الكامل”.

فرصة تاريخية
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي محمد الأسباط إن أمام الجبهة المدنية لإيقاف الحرب واستعادة المسار المدني الديمقراطي فرصة تاريخية لتحقيق اختراق كبير في عملية الحرب والسلام في السودان، وذلك من خلال توسيع قاعدة المشاركة وبناء جبهة مدنية تجمع أكبر قدر من القوى الحية في المجتمع تحت هدف واحد، وهو إيقاف الحرب واستعادة المسار المدني الديمقراطي.
وأضاف الأسباط، لـ”العين الإخبارية”، “ينتظر الجبهة أيضا في مسار تكوينها وحركتها في المستقبل الاستفادة من الأخطاء التي رافقت العملية الانتقالية القصيرة بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، والابتعاد عن النهج السياسي القائم على العلاقات الشخصية وليس على البرامج والأهداف والكسب السياسي والاستعجال في تحقيق مكاسب سياسية.. إذا استفادت من كل هذه الأخطاء يمكنها أن تحقق اختراقا حقيقيا”.
رؤية شاملة
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي طاهر المعتصم “في تقديري من المبكر الحديث عن هذا الأمر، لكن من الواضح أن بعد 6 أشهر من الحرب العبثية كما وصفها قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان، أضحى كثير من المتأثرين بهذه الحرب يبحثون عن كيفية إيقافها”.
وأشار المعتصم، في حديثه لـ”العين الإخبارية”، إلى أن الجبهة المدنية في خلال الأيام القليلة المقبلة ستخرج برؤية شاملة لوقف الاشتباكات، مضيفا أن “اتساع دائرة المكونات المدنية المشاركة فيها واهتمام المجتمع الدولي والحديث عن قرب عودة منبر جدة يجعل الصوت المدني المنادي بالسلام والحرية والعدالة هو الصوت المرجح داخليا وخارجيا”.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي يخوض الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، وأكثر من 5 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.
ويتبادل الجيش بقيادة البرهان و”الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب انتهاكات خلال الهدنات المتتالية.

العين الاخبارية

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى