آراء

لابد من إيجاد حلول.. “التشتت في عالم رقمي”

هل تشعر بالتشتت الرقمي؟ هل شعرت بأنك لا تجد وقتا لنفسك هذه الأيام؟

يعد التشتت الرقمي من أكثر أنواع التشتت شيوعا في العالم اليوم، فيجد الإنسان نفسه محاطا بالعديد من المشتتات الرقمية، كأخبار العالم، وما يحصل حول العالم من تغييرات سياسية أو مناخية أو تجارية، وأخبار التواصل الاجتماعي، والأصدقاء في العالم الافتراضي، أضف لذلك اللايكات التي تعطي شعورا جميلا بالنصر، ومتابعة مستمرة لكل الأحداث حوله من قريب أو بعيد تجعل الهواتف الذكية شديدة الالتصاق بنا، ومعظمنا لا يعلم أنه مشتت.

إن التشتت الرقمي يجبرك على أن تكون على علم بكل التحديثات المستمرة، من وسائل التواصل الاجتماعي، واتس اب، وتويتر وغيرهما، وان تعمل جاهدا ألا يفوتك شيء من ايميلات العمل المهمة التي يجب أن ترد عليها فورا.

والملاحظ هناك مسافات تتسع في العلاقات، وانعدام الاتصالات وصارت الكتابة هي الحل الأسرع في ظل هذا التشتت.

كل هذا التشتت له دور في تدمير القوة الإنتاجية للفرد، والصحة وأيضا العلاقات الاجتماعية، تكمن المشكلة الرئيسية عندما يظن الشخص أنه قادر على العمل بكفاءة عالية مع وجود كل هذه المشتتات، ويبرر ذلك بأنه يستطيع تغطية كل المهام في وقت واحد، برغم أن الأدلة أظهرت عكس ذلك.

إن الاستخدام المفرط للأجهزة الذكية، يسبب الكثير من الأعراض الصحية والنفسية، والقلق الاجتماعي، ويؤثر على الكثير من المهارات المهمة الضرورية كالقراءة والتعلم والإبداع والإنتاجية.

أكثر من ذلك الكثير من حوادث السير المرورية والسبب الانشغال بالتواصل الاجتماعي، والكثير من المشاكل الأسرية بين أفراد العائلة الواحدة نتيجة انشغال الأفراد عن بعض.

للتغلب على تلك الفوضى الرقمية لابد من إيجاد حلول مرنة لذلك، تساعد في التركيز في المهام وترتيب الأولويات، إن توزيع المهام يساعد جدا في تقليل التشتت، ولا يمنع حذف البنود الأقل أهمية، أو تفويض غيرك بها.

يستخدم الذكاء الصناعي للتوصل إلى الأنماط السلوكية للناس، لتتنبأ بسلوكهم القادم للتأثير عليه وإخضاعه، من خلال فرضية أن السلوك البشري مبني على أنماط، والتوصل إليها يساهم في التنبؤ، للاستفادة من المعرفة لتحقيق الأرباح وترويج السلع والخدمات، وأن الاعتماد المفرط على الرقمية سهل الوصول لتلك الأنماط السلوكية، التي تحولت إلى أرباح كبيرة من خلال تحفيز التفكير السريع على اتخاذ قرارات محددة في الشراء.

يجب القول إن فوضى العالم الرقمي تهدد التكنولوجيا وتسبب تدني جودة العمل، وهذا ما ينفيه الكثير من المشتتين. على سبيل المثال تحتاج الأعمال التي من المفترض أن تنتهي في نصف ساعة وقتا أطول من ساعة.

من المعلوم أنه في كل مرة يحصل فيها التشتت، نفقد انتباهنا بها، نفقد من الوقت الموجه للإبداع. وإن تآكل قدرة الإنسان على التركيز الذي أصبح شائعا هذه الفترة، له آثار نفسية عقلية على المدى الطويل.

لابد من كسر دائرة التشتت واكتساب التركيز للإبداع، وأيضا قوة الإرادة في التغيير كإغلاق الجهاز، حتى لا تتفقد الهاتف كل لحظة.

فالمصالح الكبرى التي تقف وراء الرقمية تدعو إلى أن تكون مواجهة الآثار السلبية للرقمية فردية، عن طريق اتهام الفرد دوما بأنه هو من أساء التصرف، وأن عليه البحث عن طوق نجاة وحل لمشكلته بنفسه، غير أن الحقيقة أن مشكلات الرقمية أصبحت إنسانية، والكل يعاني منها صغيرا كان أو كبيرا، وهو ما يفرض العمل بشكل جماعي ومجتمعي لمواجهة تلك الآثار، واستعادة العقل البشري المشتت.

عندما تركز تصبح أكثر إنتاجا وأقل توترا… كل هذا وبيني وبينكم.

منى الجهني – صحيفة الشرق القطرية

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



اسماء عثمان

محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.
زر الذهاب إلى الأعلى