قصف متبادل في الخرطوم وقوات الدعم السريع تعلن إسقاط مقاتلة للجيش وقرار بتعطيل الدراسة في الجامعات
حسب ما ذكر موقع الجزيرة طائرات الجيش السوداني قد قصفت مواقع لقوات الدعم السريع شرقي أم درمان، كما تحدثت قوات الدعم السريع عن إسقاط مقاتلة من طراز “سوخوي” في منطقة الخرطوم بحري بالعاصمة الخرطوم.
في الأثناء، أصدرت وزارة التعليم العالي قرارا بإيقاف الدراسة بجميع مؤسساتها الحكومية والخاصة حتى إشعار آخر.
وتزامنا مع ذكرى مرور 4 أشهر على اندلاع المواجهات استمرت المعارك في مناطق متفرقة بالبلاد، أبرزها العاصمة الخرطوم ودارفور وكردفان.
وبحسب ما ذكر موقع الجزيرة إن قوات الدعم السريع قصفت باستخدام الصواريخ انطلاقا من مواقعها في الخرطوم بحري مواقع للجيش السوداني بمنطقة القماير شرقي أم درمان.
من جهتها، قالت قوات الدعم السريع إنها أسقطت طائرة حربية من طراز “سوخوي” تابعة للجيش السوداني في مدينة الخرطوم بحري.
وأضافت في بيان أن مقاتلات الجيش قصفت أحياء سكنية بمدن العاصمة الثلاث، خصوصا أحياء في منطقة شرق النيل وجنوبي الخرطوم، مما تسبب في مقتل وإصابة عشرات المدنيين، وفق البيان.
وكان رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان قال أمس الاثنين -في كلمة له بمناسبة العيد الوطني الـ68 للجيش- إن الحرب فُرضت على الحكومة والجيش دفاعا عن أمن وكرامة الأمة السودانية، وفق تعبيره.
وأضاف البرهان أن القوات المسلحة ستظل قوات محترفة تقف مع خيارات الشعب السوداني وحقه المشروع في دولة القانون والديمقراطية والمؤسسات، مشيرا إلى أن “السودان يواجه أكبر مؤامرة في تاريخه عن طريق قوات الدعم السريع”.
سياسيا أيضا، قال الهادي إدريس عضو مجلس السيادة في السودان ورئيس الجبهة الثورية إن القوى المدنية قطعت خطوات مهمة لوقف الحرب، مشيرا إلى أن اجتماع القوى الموقعة على الاتفاق الإطاري -الذي بدأ في أديس أبابا- من أولوياته بحث سبل وقف الحرب وتشكيل جبهة مدنية واسعة.
تعطيل الدراسة
وفي شأن متصل، أصدر وزير التعليم العالي والبحث العلمي المكلف محمد حسن دهب قرارا بتعطيل الدراسة وكل أنشطة التعليم العالي الأكاديمية في جميع مؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة وعدم فتح الجامعات حتى إشعار آخر.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية في السودان بأن وزارة التعليم العالي أصدرت قرارها بسبب ظروف الحرب التي أجبرت مجموعات كبيرة من الموظفين على النزوح عن العاصمة، كما قضت تلك الظروف باستخدام مقار صندوق دعم الطلاب مراكز إيواء، إضافة إلى لجوء السودانيين لخارج البلاد، وموسم الخريف الممطر وما نتج عنه من صعوبة في التنقل بين الولايات، إلى جانب تعطل خدمتي الكهرباء والاتصالات.
وذكرت وزارة التعليم العالي السودانية أنها أرجأت فتح الجامعات إلى وقت لاحق سيحدد في منتصف أكتوبر المقبل.
وعلى المستوى الإنساني، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن العنف أدى إلى نزوح نحو 20 ألف شخص من نيالا عاصمة جنوب دارفور في السودان.
وأضاف دوجاريك أن الاشتباكات المتواصلة تعيق أي نقل للمساعدات من شرق دارفور إلى نيالا.
من جهتها، قالت مديرة مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان فيكتوريا سيز أوميناكا إن أكثر من 6 ملايين سوداني يعانون حاليا من الجوع.
وأضافت أوميناكا في مقابلة مع الجزيرة أن من يعيشون في السودان حاليا يعانون من ظروف بالغة الصعوبة، وأنه من الخطر انتظار إعلان حالة المجاعة للتدخل الحقيقي، حسب تعبيرها.
من جهته، قال مفوض شؤون اللاجئين في الأمم المتحدة إن 6 ملايين شخص في السودان على بعد خطوة واحدة من المجاعة، وإن أكثر من 14 مليون طفل في بحاجة إلى مساعدات إنسانية، داعيا إلى “وقف فوري للأعمال العدائية، وأن على المجتمع الدولي إنهاء الحرب”.
وفي سياق متصل، قال شهود عيان لوكالة لأناضول اليوم الثلاثاء إن عشرات الجثث تنتشر في شوارع الخرطوم وبحري (شمال) وأم درمان غربي العاصمة، وسط تحذيرات من كارثة صحية محتملة.
وأضاف الشهود أن جثثا لمدنيين وعسكريين لم تدفن في الخرطوم لاستمرار الاشتباكات، وأوضحوا أن هناك جثثا بقيت لأيام وتحللت في مناطق لا يمكن الوصول إليها لأنها قريبة من أماكن القصف، وسط تحذيرات من أن يؤدي ذلك إلى انتشار الأمراض الخطيرة والأوبئة.
وأول أمس الأحد، حذرت اللجنة المركزية لضباط الصحة (غير حكومية) في السودان من مخاطر بيئية ناتجة عن تحلل الجثث في الشوارع جراء الحرب، وانعكاس ذلك على الصحة والبيئة.
في غضون ذلك، أصدر رئيس حركة العدل والمساواة في السودان جبريل إبراهيم قرارا أُعفي بموجبه 4 من أعضاء المكتب التنفيذي للحركة من مناصبهم، دون ذكر أي أسباب لذلك.
ومن أبرز الذين شملهم القرار الأمين السياسي للحركة الفريق سليمان صندل وأمين السلام والتفاوض في الحركة أحمد تقد لسان.
يشار إلى أن رئيس حركة العدل والمساواة كان قد غرد في “إكس” (تويتر سابقا)، معتبرا أن مواقف سليمان صندل من المواجهات الدائرة في السودان تعبر عن قناعاته الشخصية.
وكان صندل -الذي يشغل منصب نائب رئيس الترتيبات الأمنية في إقليم كردفان- قد اتهم عناصر موالية للنظام السابق بإشعال فتيل الحرب الجارية، ودعا إلى ضرورة وقفها فورا.
ويتبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال الذي خلف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، وأكثر من 4 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، حسب الأمم المتحدة.
الخرطوم (كوش نيوز )