أبرز العناوينتحقيقات وتقارير

بين المبادرات الداخلية والدولية.. هل ستنجح مساعي حل الأزمة في السودان؟

مبادرات واجتماعات ووساطة إقليمية ودولية حاولت جميعها وقف النزاع المستعر في السودان منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي، لكنها أخفقت جميعها في ذلك بسبب تعنت طرفي الاقتتال.

وينطبق الحال على الاجتماع الذي عقده وزراء خارجية دول جوار السودان في العاصمة التشادية أنجامينا استكمالًا لاجتماع مماثل عُقد في القاهرة الشهر الماضي.

حلول عملية
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري في خضم الاجتماع: “إن قادة دول جوار السودان يتوقعون حلولًا عملية وقابلة للتنفيذ في السودان”. لكن شكري أردف قائلًا: “هناك ضبابية تامة في مسار العملية السياسية في السودان ولا توجد أي ملامح لعملية جديدة”، داعيًا دول الجوار إلى بلورة مقترحات تضمن الاستجابة الإنسانية اللازمة ووصول المساعدات في أسرع وقت. ويشير النصف الممتلئ من الكأس إلى أن دول جوار السودان منذ اجتماعها قبل ثلاثة أسابيع في القاهرة، خطّت نهجًا حميدًا عماده إيجاد آليات مستمرة وفعّالة وتنفيذية تساهم في حل الأزمة السودانية بشكل سلمي.

لكن النصف الفارغ من الكأس يشير إلى أن الاجتماع بنسختيه ركّز كغيره من المبادرات على الجانب الإنساني، لا سيما وأن دول جوار السودان هي الأكثر تأثرًا بالتداعيات الإنسانية للنزاع.

وعلى الصعيد الداخلي السوداني ثمة وساطة أخرى لاحت في الأفق عرابها نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار. وقد حملت وساطة عقار صبغة خارطة طريق تبدأ بالفصل بين القوات المتقاتلة، ثم التعجيل بإيصال العون الإنساني وضمان سلامة المواطنين، على أن يتبع ذلك عملية سياسية ترتكز على تأسيس الدولة وليس تقاسم السلطة.

وفي معرض تعليقه على المبادرة، قال عقار: “إن تعدد المبادرات الخارجية لإنهاء الأزمة في بلاده لم ولن يأخذ السودان إلى مربع إنهاء الحرب”.

مبادرة لا تقدم جديدًا
وحول طرح عقار، يعتبر رئيس تحرير صحيفة الأحداث السودانية عادل الباز أن عقار لا يقدم مبادرة تختلف عن سابقاتها، ففي مفاوضات جدة اقتُرح إخلاء مراكز الدعم السريع داخل الخرطوم ثم الفصل بين القوات والبدء بعملية سياسية.

ويشير الباز في حديث إلى “العربي” من الدوحة إلى أن عقار نفسه دعا إلى عدم تعدد المبادرات، بحيث ستكون مربكة ولا توصل إلى حل، “لكنه اليوم زاد إلى المبادرات واحدة جديدة”.ويقول: “إضافة مبادرة لا تقدم حلولًا”، مستبعدًا أن يكون ما قدمه عقار طرحًا جديدًا من الجيش الذي وضع أمام الجميع في جدة مقترحه لسلام.

محاولات لعرقلة الحل
من جهته، يعتبر الباحث في مركز سدرا للدراسات الإستراتيجية عبد الكريم جبريل القوني أن “المزعج في الأزمة الحالية هو اعتبار أن ما يحصل سببه طرف ثالث يقف خلف منع وقف إطلاق النار”. ويشير في حديث إلى “العربي” من جوهانسبرغ إلى أن مبادرة عقار لا تقدم جديدًا بل تكرر ما تم التباحث حوله.

ويرى أن “الجيش هو من يعرقل الوصول إلى الحل، فهو الذي انسحب في المرة الأولى من المفاوضات وهو الذي غادر جدة في المرة الثانية”.

في المقابل “تريد قوات الدعم السريع والشعب السوداني من خلفها وقف هذه الحرب التي أضرت بكل البلاد”، بحسب القوني.

جهود متكاملة
من جانبه، يؤيد الباحث المتخصص في العلاقات الدولية والشؤون الإفريقية أيمن سمير طرح المبادرات، حيث يمكن أن تضيف لبعضها البعض تفاصيل جديدة.

ويرى سمير في حديث إلى “العربي” من القاهرة أن مؤتمر دول جوار السودان الذي عُقد في القاهرة جاء ببند في بيانه الختامي يتحدث عن أن بذل أي جهد يأتي ليتكامل مع الجهود الأخرى ولا يتناقض معها.

كما يعتبر أن جميع المبادرات المطروحة تسعى لهدف واحد هو وقف القتال وتمكين وصول المساعدات الإنسانية ورسم خريطة طريق سياسية للمستقبل. “تلفزيون العربي”

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى