آراء

أعلنت الشركة القابضة للسعادة رفع منسوب البهجة، وخفض الأعباء الثقيلة عن المواطنين

أعلنت الشركة القابضة للسعادة رفع منسوب البهجة، وخفض الأعباء الثقيلة عن المواطنين، وتهيب بالجميع المشاركة في هذه الحملة المنسية حتى يتسنى لكل فرد العيش في بيئة صحية خالية من الضغط والسكر والقولون والأمراض المزمنة، وهذا بعد الارتفاع الملحوظ في عدد المصابين بالجلطات والذبحات والشلل، كنتيجة حتمية للأزمات الاقتصادية والعاطفية والأخلاقية التي يعاني منها السواد الأعظم من الشعب.

ربما غدت رغباتنا الدفينة لسماع مثل هذا الخبر أشد ضراوة من سماع أية أخبار أخرى، ولما لا وقد رأى رون أردين: إنَّ أعظم هديّة يمكنك تقديمها لشخص آخر هي الموقف النفسي والعقلي المتمثل في الاحترام الإيجابي للآخرين غير المقيد بشروط أي أنك تتقبلهم بكامل كيانهم، وبدون حدود.
كما أكد برنارد شو أنه: حتى إذا امتلك الإنسان المال وتمتع بالصحة لن يتوقف عن التساؤل إن كان سعيدًا أم لا، فالسعادة ليست رفاهية، أو طائرًا محلقًا في سماوات الأحلام، بل هي المسكن الأقوى الذي يقتل مشقة الحياة، والمضاد الحلمي الذي يفتك بإحباط الواقع، والدواء الذي يعمل على إعادة التوازن للعقل المضغوط بفعل عوامل الظروف البيئية المحيطة.وتؤكد الأبحاث العلمية أن الجسم يفرز هرمونات حين ينتابه الشعور بالسعادة تلك الهرمونات قادرة على إطالة تاريخ صلاحية العقل البشري، فضلا عن قدرتها المذهلة في الاحتفاظ بمظهر الشباب المتجدد على الوجه ووميض العيون وتحسين قدرات الجهاز المناعي والحياة بما لها وما عليها تمضي بنا قدما نحو المحطة المخصصة التي يحددها المولى عزوجل وحتى تمر رحلتنا الحياتية على خير، علينا أن نسعى لتخفيف الحمولة الملقاة على ظهورنا، من خلال التخلص المبدئي من “الكراكيب” المتمثلة في أشخاص لا جدوى من وجودهم أو أشياء لا قيمة لها ربما تركنا براحًا يتسع لمزيد ممن يستحق.

كما علينا أن نقتنص السعادة ولا نقرنها بشخص ما أو حالة ما، بل وندرك أن السعادة هي الدافع الأقوى على النجاح وليس أسطورة أن النجاح يمنحنا السعادة. الإفراط في فعل الخير ولو بابتسامة في وجه الآخر، أو تقديم المساعدات غير المشروطة والمحبة غير المقننة وجبر الخواطر الذي يرفع فوائد القيمة المضاعفة على رصيدنا الإنساني و”الطبطبة” التي تسد عنا القروض والتسهيلات الإنسانية.

ومهم جدًا أن نجيد التعبير عن مشاعرنا حين ينتابنا شعور بالغضب “نصرخ” وإن كان عدم رضا “نمتعض” ونرفض، ولو باغتتنا البهجة في عقر قلوبنا نترك العنان لأجسادنا في الضحك والرقص والامتنان، أما إذا وقعنا فريسة في فخ الحزن فعلينا أن نمنح دموعنا تأشيرة هجرة شرعية من أحداق العيون وأغوار النفس.

بالإضافة إلى تجنب مصادر التلوث الحسي والعاطفي والإشعاع النفسي الضار ومنتجات الطاقة السلبية دون تردد أو قلق؛ لأنها تعد من عوامل الخطر المؤكدة على السلام النفسي والسواء العقلي والتوازن البشري. والترويح عن النفس يعد بمثابة مقويات وفيتامينات وفواتح للشهية الحياتية، ويأتى بصور كثيرة على حسب الميول الفردية، فقد يستمتع شخص بفنجان قهوة على أنغام صوت الست أم كلثوم، وقد تفعل قطعة من الشوكولاتة السويسرية مفعول السحر مع شخص آخر، والبعض يفضل الجلوس أمام البحر مثلا، والبعض الآخر يميل إلى السفر والتنزه مع صحبة مقربة، بينما تجد بعض النساء نشوتهن في التسوق “الشوبينج” أو الرياضة والرقص مثلا وهكذا… فكل منا يعرف جيدًا مفاتيحه.

ولهذا يتعامل أغلب الناس مع فصل الصيف على أنه فصل شحن الطاقات والبطاريات الجسدية فتجدهم يهرولون نحو مبتغاهم؛ سواء على شواطئ البحر أو الذهاب إلى المولات للتسوق، وربما السفر لمن استطاع إليه سبيلا. وإذا كانت وزارة الكهرباء قد لجأت لفكرة تخفيف الأحمال للحفاظ على مخزون الطاقة، فما بالنا بالنفس البشرية حمالة الأسية!

أحبوا أنفسكم وخففوا عن ذواتكم.

تخفيف الأحمال البشرية
د. هبة عبدالعزيز – “بوابة الأهرام ”

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى