منوعات وفنون

قصة نازحة في ولاية سودانية: أكلت حاجة في الخروف ما كلموني بيها وما تسألوني هي شنو

بعد بداية الحرب في الخرطوم وقيام القوات المسلحة السودانية بعمليات لإنهاء تمرد الدعم السريع، نزح عدد كبير من سكانها إلى ولايات السودان الأخرى، سواء كان لديهم أهل وأقارب هنالك، أو ليس لديهم حيث قاموا بتأجير مساكن خاصة بهم.

تحكي الشابة “نور” قصتها، وهو اسمها داخل المجموعة الإلكترونية على إحدى شبكات التواصل الاجتماعي بحسب رصد محررة “كوش نيوز”، وتقول: لأول مرة أحضر عيد الأضحى المبارك في ولاية غير الخرطوم، حضرت خارج السودان لأنو بنسافر كتير، ولكن هذه المرة في إحدى قرى ولاية الجزيرة حيث مسقط رأس والدتي، من زمان كانوا يقولوا لنا ما تغيبوا مننا كثير، وأنا ما كنت بحب أسافر وبتعلل بأي شيء حتى لو سافروا أهلي.

وعادة في عيد الأضحى ما بحب آكل شيء غير لحمة بسيطة وغالباً بتكون “شيّة الجمر”، وعدّ اليوم الأول بسلام، وفي اليوم الثاني بنات خالتي كانوا مجهزين وجبة فطور فيها لحمة محمّرة وسلطة ودمعة وفي صحن فيهو قطع صغيرة بيضاء ومقليّة بالزيت زي لحم الدجاج لكن ما اعتقد دجاج، سالتهم دي شنو وما جاوبوني ضحكوا، قالو لي دي حاجة حلوة في الخروف جربي لو ما نفعت معاك خليها ما تاكليها، ورغم إني بخاف أجرب شيء جديد في الأكل لكن قلت أتذوق منها، أخذت قطعة، ووجدت طعمها حلو أخذت قطعة تانية، قالو لي عجبتك مش، أجبتهم طعمها مقبول وهشة، لكن دي شنو؟ ما جاوبوني أيضاً.

بعد نهاية الإفطار ونحن بنشرب في شاي أحمر، ودي عادة عندهم بعد كل وجبة، سألتهم تاني دي شنوا الأكلتها دي، أيضاً ما جاوبوني وغيروا الموضوع، لاحظ لي ولد خالتي صغير إني بسأل أكثر من مرة، جا وسوس لي في أضاني وياريت لو ما قال لي حاجة، لأني استفرغت طوالي وندمت إني سمعت كلامهم وأكلت منها، وهم ولا هماهم بس بقوا يضحكوا فيني. وما تسألوني ود خالتي قالي أكلت شنو!.

وتوالت التعليقات الساخرة من قصة “نور” في المجموعة، قالوها نحن ذاتنا عرفنا إنت أكل شنو، وقالت إحداهن دي نحن مرات كان قالو لينا أطبخوها ساي ما بنطبخها خلي نأكلها، بين دافعت أخرى وقالت إن أي شيء في الخروف ممكن يتأكل عادي وما تظلموا ناس الولايات دي عاداتهم وتقاليدهم.

الخرطوم – “كوش نيوز”

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



اسماء عثمان

محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.
زر الذهاب إلى الأعلى