الصحة

التفاصيل الكاملة للمرض الغريب في قرية مصرية

مرض غريب وغامض ينتاب قرية مصرية بالصعيد، هكذا كتبت المواقع الإلكترونية المصرية والعربية، بعد قيام عشرات من المواطنين بتقديم استغاثات، بينما كتبت “بوابة الأهرام” فى تغطيتها للمرض “إن المرض الغريب والغامض هو حمى الضنك وهو مرض مرتبط بشهور حرارة الجو وأن أول ظهور له زمنيا كان فى نهايات القرن التاسع عشر، حيث استطاع الطبيب المصري محمود حسن باشا التوصل لأدوية له ووضع كتابا يحمل اسم “الدنج” فى عشرينيات القرن الماضي”. وبعث الدكتور خالد عبدالغفار فى زيارته أخيرًا لمحافظة قنا، برسالة اطمئنان لأهالي نجع سندل بالعليقات، مؤكدًا أنه لا داعي للخوف والقلق، فالتغيرات المناخية وارتفاع درجة الحرارة تسبب أمراضًا فيروسية، وأوضح وزير الصحة، أن المرض طبيعي، ويمكن شفاؤه، حيث إنه مرتبط بالمناخ وارتفاع درجة الحرارة، وليس مرضًا معديًا.

بدورها أكدت وزارة الصحة والسكان فى بيان لها إنه بتقصي الوضع الوبائي المتعلق بوجود حالات مرضية في نجع سندل التابع لقرية العليقات بمركز قوص ــ محافظة قنا، وبعد توجيه فرق مركزية للقرية لمتابعة وتقييم الموقف والقيام بالتقصيات الميدانية لمناظرة الحالات المشتبه بها وعمل التقصي الميداني وأخذ العينات البيئية وتحديد السبب المحتمل للحدث، واتخاذ الإجراءات الوقائية.

قامت فرق وزارة الصحة، بمناظرة الحالات وأخذ عينات معملية للفحص من الحالات التي ظهرا عليها الأعراض المرضية، كما تم أخذ عينات بيئية من المياه والصرف الصحي، وأخذ عينات من البعوض ويرقات البعوض، خضعت جميعها للفحص بالمعامل المركزية بوزارة الصحة والسكان، أظهرت نتائج التقصي والتحاليل المعملية ونتائج قياس كثافات البعوض والتصنيف والترصد الحشري وفحص اليرقات، وجود البعوضة الناقلة لمرض حمى (الضنك) والمعروفة باسم الزاعجة المصرية، كما أظهرت النتائج المعملية لعينات الدم المسحوبة من الحالات المرضية من خلال فحص الأجسام المضادة، وفحص الحمض النووي إيجابية بعض العينات لمرض حمى الضنك (الحمى المؤلمة للعظام).

وبحسب ما أعلنته منظمة الصحة العالمية، فإن حمى الضنك (الحمى المؤلمة للعظام) هي عدوى فيروسية يسببها فيروس حمى الضنك، والذي لا ينتقل بشكل مباشر من البشر إلى البشر، وينتقل إلى البشر عند تعرضهم لـ«لسعات» البعوض الحامل لهذه العدوى والذي ينتشر في أكثر من 100 دولة على مستوى العالم، وتقدر عدد الإصابات من المرض بنحو 400 مليون حالة سنويا، كما أن 40% من سكان العالم يواجهون التعرض للإصابة بالمرض وطبقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية فإن أكثر من 95% من الحالات المبلغة على مستوى العالم تظهر عليها أعراض خفيفة، مثل (صداع حاد، ألم خلف العينين، آلام بالعضلات والمفاصل، غثيان، قيء، انتفاخ الغدد، طفح جلدي) وعادة ما تدوم الأعراض بين يومين إلى سبعة أيام، وتستجيب للعلاج بمخفضات الحرارة (الباراسيتماول) وتتكرر التفيشات الوبائية للمرض ما بين 3 إلى 5 سنوات.

يعتبر الناقل الرئيسي للمرض هو بعوضة الزاعجة المصرية، كما تنقل المرض بصورة أقل الزاعجة المرقطة وينتقل الفيروس إلى الإنسان عبر لسعات إناث البعوض المصابة، وتتكاثر البعوضة في أماكن تجمع المياه الراكدة وتجمعات القمامة والصرف غير المغطى والخزانات المكشوفة والتي تعتبر بيئة مناسبة لتكاثر البعوض، لذا فإن أفضل سبل المكافحة هي تحسين مستوى النظافة العامة والعمل على منع تواجد القمامة والمستنقعات والمياه الراكد.

وقال الدكتور قدري الشعيني رئيس مدينة قوص بقنا فى تصريحات خاصة لـ«بوابة الأهرام» إنه تم تذليل كافة التسهيلات للفرق الطبية حيث يوجد 30 فردا من الفرق الطبية من الطب الوقائي ، ويقومون بكافة المهام ، مؤكدا أن الوضع الصحى فى نجع سندل مستقر ، وأنه تم تقديم الأدوية للمواطنين المصابين، حيث أن جميع الحالات المصابة هي حالات بسيطة وتلقت علاجها بالمنزل ولا توجد حالات من القرية، تم حجزها بالمستشفيات نتيجة لمرض حمى الضنك ولا توجد أي حالات وفاة، وبعض الحالات مرتبطة بحالات ظهرت عليها الأعراض في مدينتي سفاجا والقصير.

فى بدايات القرن العشرين استطاع الطبيب محمود حسن باشا الاهتداء إلى مسببات حمى الدنج، بل قام بعمل تركيب من نباتات مصرية للقضاء على بعض المرض، وقام بوضع كتاب فى حمى “الدنج”.

وقال دكتور شريف شنقير، طبيب أمراض الباطنة، لـ”بوابة الأهرام”، إنه من المتعارف عليه علميا أن الحالات المصابة بالحمى والرعشة والخمول، يطلق عليها «اشتباه حمى الضنك».

وأضاف الدكتور شنقير، أن حمى الضنك مرض قديم، ارتبط بمناطق المناخ المداري والحار، في (قنا والأقصر والبحر والأحمر وسفاجا والقصير).

وأكد طبيب الأمراض الباطنة، أن هذا المرض لا يستلزم النقل إلى المستشفيات، ويمكن السيطرة عليه من خلال المضادات الحيوية ومضادات السخونة، كما يمكن السيطرة عليه من خلال رش الأماكن المصابة بالمبيدات؛ للقضاء على البعوض ورش المياه في الطرق.

وأوضح أن التقدم في مجال الطب جعل هذا المرض عارضا ومن السهل علاجه، حيث كان معروفا منذ القرن التاسع عشر، ووضع الأطباء المصريون كتبا مستقلة عنه، حتى إنهم سبقوا الأجانب في تشخيصه.

“بوابة الاهرام”

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



اسماء عثمان

محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.
زر الذهاب إلى الأعلى