آراءأبرز العناوين

السودان من أهم دوائر الأمن القومى المصرى

فى توقيت بالغ الأهمية، جاءت دعوة مصر لاستضافة مؤتمر قمة دول جوار السودان، وفى لحظة فارقة، اجتمع قادة هذه الدول برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى، اليوم فى قصر الاتحادية، سعيًا لإنقاذ السودان الشقيق، من أزمته المعقدة، التى تتصاعد على مدى ثلاثة أشهر، واتخاذ خطوات عاجلة لحل الأزمة، وحقن دماء الشعب السودانى، والحفاظ على الدولة السودانية، والحد من استمرار الآثار الجسيمة للأزمة على دول الجوار، وعلى أمن واستقرار المنطقة.

التحرك المصرى يدرك أن التوقيتات تمثل أهمية خاصة فى التعامل مع هذه الأزمة، التى تتطور سريعًا بما ينذر بأن تتحول إلى كارثة على كافة المستويات؛ السياسية والإنسانية والاقتصادية والاجتماعية، وبالطبع الأمنية، تهدد ليس فقط السودان ودول الجوار، بل المنطقة بالكامل.

وإذا كانت مصر تعتبر، وهو كذلك بالفعل، أن السودان من أهم دوائر الأمن القومى المصرى، فإن المبادرة المصرية للتعامل الجدى مع الأزمة السودانية، والسعى إلى إنقاذ السودان الشقيق، بالشراكة مع دول الجوار، إنما هى إشارة واضحة على أن مصر عازمة على توفير الدعم، لإقرار خريطة طريق محددة المعالم، لتجاوز هذه المرحلة الصعبة فى تاريخ السودان الشقيق، والعبور به إلى منطقة الأمان والاستقرار.

الطرح المصرى، الذى أعلنه الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمام قمة دول جوار السودان اليوم، كان واضحًا ومعبرًا عن المبادئ المصرية، فى التعامل مع أزمات الدول الشقيقة والصديقة، وحمل طابعَ دولة 30 يونيو، حين شدد على حل الأزمة السودانية، بعيدًا عن التدخلات الخارجية، مع الحفاظ على سيادة السودان ووحدته ومؤسساته الوطنية، وتركزت رؤية مصر لخروج السودان من مأزقه الراهن على:

أولاً: مطالبة الأطراف المتحاربة بوقف التصعيد، والبدء دون إبطاء، في مفاوضات جادة، تهدف للتوصل لوقف فوري ومستدام، لإطلاق النار.

ثانيًا: مطالبة كافة الأطراف السودانية، بتسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية، وإقامة ممرات آمنة، لتوصيل تلك المساعدات للمناطق الأكثر احتياجًا داخل السودان، ووضع آليات، تكفل توفير الحماية اللازمة، لقوافل المساعدات الإنسانية، ولموظفي الإغاثة الدولية، لتمكينهم من أداء عملهم.

ثالثاً: إطلاق حوار جامع للأطراف السودانية، بمشاركة القوي السياسية والمدنية، وممثلي المرأة والشباب، يهدف لبدء عملية سياسية شاملة، تلبي طموحات وتطلعات الشعب السوداني، في الأمن والرخاء والاستقرار والديمقراطية.

رابعاً: تشكيل آلية اتصال منبثقة عن هذا المؤتمر، لوضع خطة عمل تنفيذية للتوصل إلى حل شامل للأزمة السودانية، على أن تضطلع الآلية بالتواصل المباشر مع أطراف الأزمة، والتنسيق مع الآليات والأطر القائمة.

وجاء البيان الختامي لقمة دول جوار السودان، الذى توافق مع الطرح المصرى، معبرًا عن خطورة الأزمة، والحاجة إلى العمل الفورى لمعالجتها، واحتواء تداعياتها، خاصة فيما يتعلق بالوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار لإنهاء الحرب، مع التأكيد على أهمية الحل السياسي لوقف الصراع الدائر، وإطلاق حوار جامع للأطراف السودانية، يهدف لبدء عملية سياسية شاملة، تلبي طموحات وتطلعات الشعب السوداني في الأمن والرخاء والاستقرار.

وأكد البيان على الاحترام الكامل لسيادة ووحدة السودان وسلامة أراضيه، وعدم التدخل في شئونه الداخلية، والتعامل مع النزاع القائم باعتباره شأناً داخلياً، والتشديد على أهمية عدم تدخل أي أطراف خارجية في الأزمة، بما يعيق جهود احتوائها ويطيل من أمدها، والتأكيد على أهمية الحفاظ على الدولة السودانية ومقدراتها ومؤسساتها، ومنع تفككها أو تشرذمها وانتشار عوامل الفوضى، بما في ذلك الإرهاب والجريمة المنظمة في محيطها، وهو الأمر الذي سيكون له تداعيات بالغة الخطورة، على أمن واستقرار دول الجوار والمنطقة ككل.

وشدد البيان الختامى على أهمية التعامل مع الأزمة الراهنة وتبعاتها الإنسانية، بشكل جاد وشامل، يأخذ في الاعتبار أن استمرار الأزمة سيترتب عليه زيادة النازحين، وتدفق المزيد من الفارين من الصراع إلى دول الجوار، الأمر الذي سيمثل ضغطاً إضافياً على مواردها، يتجاوز قدرتها على الاستيعاب، وهو ما يقتضي ضرورة تحمل المجتمع الدولي والدول المانحة لمسئوليتهما، في تخصيص مبالغ مناسبة من التعهدات التي تم الإعلان عنها في المؤتمر الإغاثي لدعم السودان، الذي عقد يوم 19 يونيو ۲۰۲۳ بحضور دول الجوار.

وإذا كان الرئيس السيسي ختم كلمته فى الجلسة الافتتاحية لقمة دول جوارالسودان قائلا: “أتوجه بكلمة للشعب السوداني الشقيق والعزيز: إن مشاهد الخراب والدمار والقتل التي نطالعها، تُدمي قلوب كل المصريين.. نشعر بمعاناة أشقائنا في السودان.. ونتألم لآلامهم.. وندعو الله العلى القدير، أن يزيل هذه المحنة في أسرع وقت”.. فإننا نتطلع لتحرك عاجل من الأشقاء فى السودان، وإعلاء صوت العقل والمصلحة الوطنية، حفاظًا على جارة عزيزة وشعب شقيق تربطنا به روابط تاريخية ومصير مشترك.

ماجد منير “بوابة الأهرام”

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى