حوارات

حاتم السر علي: السودان «على كف عفريت» والأزمة تسببت في جرائم إنسانية مخزية

قال حاتم السر على، المستشار السياسى لرئيس الحزب الاتحادى الديمقراطى السودانى، إن الجهود التى يبذلها الرئيس عبدالفتاح السيسى لإنهاء الأزمة السودانية تأتى نتيجة وعيه الإقليمى بأهمية الاستقرار فى المنطقة.

– الوضع فى السودان خطير، ومتأخر، وينذر بعواقب وخيمة على المستويين الداخلى والإقليمى، ما لم تتضافر الإرادة الوطنية الخالصة فى صد التدخلات، ووقف الفتنة، وتسعى للحفاظ على ما تبقى من الدولة السودانية، وتصونه، وتطلق عملية سريعة للحوار الوطنى البناء، الذى يفضى إلى توافق وطنى شامل. وأعتقد أن انفلات زمام الأمور أدى إلى زيادة الانتهاكات والجرائم الإنسانية المخزية، لذا يجب السعى الجاد والعمل على وقفها بسرعة، ولا يكفى مجرد تكوين لجان ومحاكم ميدانية، بل يجب أن تكون هناك قرارات شجاعة للاعتراف بأن الذى تم فى 13 أبريل كان تقديراً خاطئاً. وأظن أن تقييم الوضع فى السودان يؤكد أن مصير الأمة فى كف عفريت، وأن علينا دعم الدولة ومؤسساتها القومية للوصول للانتخابات المدنية، التى تمنع المتطرفين من الوصول إلى المشروعية.

ما رأيك فى دور مصر لحل الأزمة؟
– مصر دورها كبير، وهى شريك فى الشأن السودانى بحكم الجوار والمصالح المشتركة والرئيس عبدالفتاح السيسى، والأجهزة المعنية، تنظر باهتمام للملف السودانى منذ سنوات طويلة، وهو اهتمام متبادل، منذ استقلال السودان، وقبله، إذ ينظر الرئيس السودانى أياً كان اسمه لمصر على أنها الشريك الأول فى كل الخطوات الاستراتيجية، وطوال سنوات معارضة التجمع الوطنى الديمقراطى لحكم الإخوان المسلمين فى السودان، كانت مصر هى محطة رئيسية للمبادرات الداعية إلى الوصول إلى نقطة مدنية، لحماية وإصلاح الدولة. وكانت حريصة على رعاية مبادرات تشجع السودانيين على الالتقاء للوصول إلى مواثيق، وعدد الإعلانات التى تسمت بـ«إعلان القاهرة» خلال العشرين عاماً الماضية يربو على العشرين، وآخرها إعلان شاركت فيه أطراف الكتلة الديمقراطية وقادة المجتمع المدنى. إذ إن مصر تعمل ومنذ أن خططت لاستضافة هذا المؤتمر بكل طاقتها من أجل حشد زعماء وقادة دول الجوار السودانى لحضور هذا المؤتمر لإيمان الرئيس المصرى بخطورة الأزمة السودانية، التى أصبحت الآن تحدياً لكل دول وشعوب المنطقة.

حدثنا عن رؤيتك لمبادرة مصر فى استضافة الأشقاء السودانيين؟
– مصر قامت بدورها التاريخى القدرى، الذى يتسق مع اتفاقية الحريات الأربع، ولها الشكر على هذا، ولا يزال الطريق طويلاً لبذل المزيد، ونثق أن العقل الاستراتيجى المصرى يدرك أهمية الوفاء للاتفاقات الأربع، خاصة أنها هى السبيل إلى سلام السودان. أما الجهود التى يبذلها الرئيس السيسى فهى متفرعة عن وعيه الإقليمى بأهمية الاستقرار فى المنطقة، وأيضاً هى وفاء لقرارات الجامعة العربية التى استأمنت مصر، والسعودية، على ملف التواصل مع السياسيين والقادة السودانيين، للوصول إلى السلام، ودعم الدولة الوطنية ومؤسساتها فى السودان.

ما المحاور التى ستناقش فى المؤتمر؟
– آمل أن يتناول دعم مؤسسات الدولة ووقف التجاوزات، وتجفيف مصادر الإرهاب والتطرف، والدعوة إلى استئناف الدولة، وتحديد إطار استعادة المشروعية السياسية بالانتخابات الحرة.

أُعلن أن المؤتمر سيناقش نتائج قمتى جدة وباريس فيما يتعلق بأزمة السودان، كيف ترى هذا؟
– حل المسألة السودانية داخلى ومحسوم باستعادة مسار الدولة. وهناك جهات سياسية سودانية سعت بكل أسف لتهيئة الساحة لهذا الوضع المضطرب، وحاولت إفقاد القوات المسلحة السودانية تماسكها. الآن نحن فى الطريق لكسر إرادة منطق «التغبيش السياسى»، بالدعوة لمعالجة فنية مرتضاة داخل القوات المسلحة، ومعالجة فنية سياسية تنهى هذه الحرب عبر المسار الدستورى.
خطوة عاقلة
أعتقد أنها خطوة عاقلة، فمصر عنصر رئيسى فى الملف السودان، ولا يمكن تجاوزها، ولا يجوز تجاهلها، وهى الأقرب إلى فهم المشكل السودانى، لذا فهذا أمر يستحق الإشادة، ويمنح الأمل بأن تنتهى الإرادة الإقليمية إلى احترام السيادة الوطنية السودانية، وعدم المساس بها، ودعم الدولة السودانية فى استعادة الاستقرار.

“صحيفة الوطن”

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى