محجوب مدني محجوب يكتب: إفرازات الحرب ليست بأقل خطورة من ذي قبلها

 

الحرب التي ألمت بالسودان أزهقت الأرواح وخلفت الجرحى وشردت الأسر وكبدت الناس خسائر فادحة ودمرت سوق (سعد قشرة) وسوق (بحري) هذا غير

القطاع الصحي والمستشفيات وغيرها من المنشآت الخاصة أو الحكومية المهمة.
حيث لم تسلم العاصمة على جميع الأصعدة من اشتباكات الفريق البرهان والفريق حميدتي، وما زالت هذه الحرب تدمر في السودان.
الأسوأ من كل ذلك هو نتائجها التي تنعكس على المجتمع.
فبالرغم من أن هذه الحرب لم تنشأ من خلفية عنصرية إلا أن هذه العنصرية بدت تظهر بكل قباحة وجهها من خلال هذه الحرب.
هذه العنصرية البغيضة سوف تكشر عن أنيابها من خلال الحرب حتى ولو كان طرفا النزاع من بيت واحد دعكما من كونهما من بلد شاسع يضم أنواعا مهولة من القبليات والجهويات.
ومن إفرازات الحرب كذلك هي أنها تجعل من الطرف المنتصر متسلطا وطاغية.
فإن الطرف المنتصر سوف لن ينصف أحدا.
لن يترك شاردة ولا واردة إلا ويجعلها تحت إمرته وسيطرته.
فمن كان مختلفا مع الآخرين قبل الحرب، فلن يتفق مع أحد إن كانت النتيجة من صالحه.
حتى إذا تساوت القوى من حيث النتائج، فلن تكون مساواتهما إلا وبالا على الوطن والمواطن، فبدلا من أن تكون القسمة لجهة واحدة، فسوف تتحول إلى قسمتين.
لذلك لا بد أن يكون للشعب كلمة إزاء هذا الصراع القائم بين الفريق البرهان والفريق حميدتي سواء أثناء هذا الصراع أو بعده.
فأي نتيجة لهذا الصراع دون تدخل للشعب سوف لن تكون من صالحه.
لن يحصد الشعب سوى الخراب إن ظل بعيدا عن مجريات هذه الأحداث.
إن عبئا ثقيلا سينتظر هذا الشعب السوداني في الأيام المقبلة عبئا لا يقل ثقلا عن عبء التخلص من النظام البائد.
فإن سيطر الجيش بقيادة البرهان على المشهد السياسي، فلن يكون خطره بأقل من خطر النظام البائد، ومما يزيد من خطورة موقف الفريق البرهان على المشهد هو عدم وجود أي موجه لكل سياسته السابقة سواء على الصعيد السياسي أو على الصعيد العسكري حيث ترك الرجل يصول ويجول وكأنه لا يوجد مسؤول غيره في الجيش.
فلينتبه الشعب ولينتبه جيدا لمآلات هذه الحرب، فإن خطر نتائجها لن يكون بأقل خطورة من ذي قبلها.

 

 

 

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version