صباح محمد الحسن تكتب: المقاومة شخصياً !!
قرأت رسالة القوات المسلحة في بيانها و التي خاطبت فيها لجان المقاومة قائلة : ( إن قواتكم المسلحة تثمن دوركم الرائد في توجيه طاقاتكم بمد يد العون وذلك بالمساهمة في توفير الخدمات الضرورية للمحتاجين في ظل هذه الظروف التي يعيشها شعبنا الصابر وندعوكم للإستمرار في الإضطلاع بهذا الدور وتفويت الفرصة على أعداء شعبنا وبلادنا من مليشيا البغي والتمرد الذين ينشرون الفوضى والدمار الممنهج بمقدرات هذه الأمة، وتفاديا لسوء الظن المفضي إلى الوقيعة بين جيش البلاد وأبناء وبنات شعبنا من لجان المقاومة الشرفاء بالعاصمة والولايات ) .
ومعلوم أن المقاومة لاتحتاج لمثل هذا النداء وقد قامت بهذا الدور قبله ، ليس لأجل عيون البرهان ولجنته وكيزانه ، هي قامت به لأنه من صميم واجبها الوطني ودورها المجتمعي المعروف واحترامها لحقوق المواطن ، الذي انتهكت كرامته وإنسانيته في هذه الحرب ، ولكن ماذا فعلت القوات المسلحة وفي هذا الشهر تحديدا إتهمت لجان المقاومة بالتعاون مع قوات الدعم السريع، وقالت انها قبضت على سيارة اسعاف مسروقة من احد المستشفيات ويقودها أثنين من لجان المقاومة يتعاونون مع قوات الدعم السريع، في محاولة منها لجرهم الي ساحات الصراع ودوائره الشريرة وتلويث اياديهم وتلطيخ سمعتهم
ولا أريد الخوض في ماهية العلاقة بين القوات المسلحة ولجان المقاومة فالقارئ ليس بحاجه لهذا الشرح فالمقاومة عندما خرجت في معركتها ضد الفلول والدعم السريع ، لماذا لم تقف القوات المسلحة معها، واختارت أن تقف مع الدعم السريع والفلول ، بل وقتلت الثوار لأجلهم ولخاطرهم ، فمن الذي تسبب في هذه القطيعة !!
أنها اول من أدار ظهره ، عندما هدم البرهان جدار الثقة وشيد دارا بديلا لحماية نفسه عندها كان الثوار تقتلهم قواته في محيط القصر الجمهوري ، ولم يصدر قرارا واحدا لحمايتهم فالكيزان ماكان ليكون لهم صوت بعد السقوط، والدعم السريع ماكان ليكون وحشا ومتفلتا إلاّ بسبب البرهان ولجنته الأمنية فالمقاومة هي أول من بادر بوحدة الجيش والثورة وتعاونهم عندما هتفت بجيش واحد شعب واحد ، ومدت يدها لقواتها المسلحة ضد مليشيا الدعم السريع فماذا فعلت المؤسسة قطعت هذه اليد البيضاء السلمية التي مٌدت لها .
فهي طلبت وخُذلت ، وارادت حكومة مدنية يرعاها جيش وطني واحد ، وسمت هذه القوات مليشيا ، وحذرت البرهان منها ، وكان الرد ان البرهان جلب السلاح والبمبان من الخارج لقتل الثوار حتي يحيا دقلو وتنهض امبراطوريته ، فالمقاومة ليست ضد القوات المسلحة ، الاخيرة هي التي ضدها دفعت كل ماتملك لتمحو هذا الإسم من الوجود ولم تستطع وقدر الله بكرم ولطف ان لاتقف عدالة السماء على اخذ قصاص الشهداء وحسب بل ستكشف في كل يوم أن هذا الشعب هو القوة التي لاتُهزم مهما بلغ الجبابرة والطغاة مبلغاً من التِيه .
ولكن بعيدا عن هذا كله وقريبا منه ، لماذا خاطبت القوات المسلحة المقاومة في هذا التوقيت ، والحرب في شهرها الثاني ، وهل الجيش وشرطته وكتائب ظله يحتاج الي شباب المقاومه لتقديم المساعدة للمواطن اما كان لهم ان يستعينوا بشباب وشابات المؤتمر الوطني وجمعياته واتحاداته ودعاة الحرب الذين يملؤون الأسافير ،
لكن لأن الجيش في الغرف المغلقة للمفاوضات بجدة وجد لافتة المقاومة المضيئة بخطها العريض نصبت على بداية الطريق في شارع المدنية (المسفلت) حديثاً ، شارع ( إتجاه واحد ) وصولا الي مقر التحول الديمقراطي ، لذلك قصد الجيش ان يبدأ بمغازلة المقاومة (شخصياً) عبر هذا البيان حتى لاتكون العودة الي الصواب مفاجئة
لكن ولأن الوعي عن الشباب أكبر وأعمق من هدف الخطوة ، قالت المقاومة في ردها على طلب الجيش ، لا ، ولن !! .
طيف أخير :
لا للحرب …هدنة تدخل حيز التنفيذ اليوم فكل الذي يهمه هذا الوطن وشعبه يجب ان يقول نعم لوقف إطلاق النار ، ولا للحرب .
صحيفة الجريدة