صباح محمد الحسن تكتب: الحرب في نهاياتها !!
بعد إعلان المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار قصير الأمد لمدة 7 أيام، والترتيبات الإنسانية بين ممثلي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في مدينة جدة ، وإلزام الطرفين بضرورة الإلتزام بحماية المدنيين في السودان كمرجع والالتزام بكافة بنوده برقابة لصيقة ، وبهذا تكون مفاوضات جدة احرزت تقدما واضحا في سبيل الوصول الي وقف اطلاق النار بالسودان وانهاء كارثة الحرب التي دمرت البلاد دون ان تحقق نتائجاً منتظرة لأحد الأطراف ، ولأن المواطن هو المستفيد الأول من وقف اطلاق النار يبقى الترحيب لهذا الإتفاق يعكس حالة المشاعر الإيجابية عنده ،
وعظيم ان تكون هناك قرارات سياسية خارجية او محلية تصب في مصلحة الشعب هذا الحق الذي يفتقده المواطن لسنين طويلة ، وقد يدلو آخر بدلوه ليحدثك عن أن هذه الدول تريد مصالحها فقط ولا هم لها في مصلحة السودان ، لكن هل يريد المواطن الآن مصلحته أم حياته ، بعد ان عاش ويلات الحرب في الخرطوم ، وما خلفته من دمار ومن قتل وحرق ، ومن أذى نفسي ، فقد يعرف الناس عدد الاموات من ضحايا الحرب ولكن كم عدد الأموات وهم أحياء ، وما لحق نفوسهم من ضرر وخوف صدّع قلوبهم وقلوب أطفالهم الذين مات بعضهم بسبب فوبيا سماع أزيز الطائرات وصوت الدانات والقذائف ، وما تسببت به قوات الدعم السريع جراء حربها الخفية في الأحياء ضد المجتمع السوداني ، وما انتهكته من حرمات البيوت
قد تسعى هذه الدول لمصالحها اولا ولكن الشعب السوداني الآن لاينظر لمصلحته يريد فقط أن يبقى على قيد الحياة
وقد يرى المواطن انه ورغم الهدنة وإعلان الإتفاق لم تتوقف الحرب، فبالأمس وبعد الإعلان عن الإتفاق شهدت كثير من مناطق الخرطوم ما عاشته في اول يوم حرب
ورغم ذلك نقول أن الحرب الآن في نهاياتها ، وخواتيم افعالها الشنيعة وما يحدث الآن يعود الي إنه وفي ظرف ال ٤٨ ساعة التي تدخل فيها الهدنة حيز التنفيذ والتي تبقت منها ساعات سيسعى كل طرف لإثبات سيطرته على الأرض فالدول الراعية للإتفاق عندما تبدأ الهدنة ودخول المساعدات ستتعامل مع القوة الأكثر سيطرة ، على المواقع المهمة، لذلك يريد كل طرف الوصول الي المرمى بإحراز اكبر عدد من الأهداف ، وهذا بلاشك سباق كارثي ، يدفع ثمنه الوطن والمواطن ، لأن كل طرف من أجل ذلك للأسف لاينظر إلا لنفسه ، وهذا يثبت ما ذهبنا اليه في أول زاوية عن الحرب انها معركة السلطة والبقاء ،
الحرب العبثية الفاشلة والخاسرة ، التي لن يكون فيها منتصر لأن ( كلاهما خاسر ) وان لابديل للحوار إلا الحوار وقتها كان حديثنا للبعض عبثيا قابله البعض بالتهديد والوعيد وإلصاق الاتهامات، و(لا للحرب) يبدو فقط أننا قلناها باكرا ، فالذين عرفوا ان دعمهم للحرب خطيئة كبرى رفعوا شعارها الآن ولكن بعد خراب الخرطوم !! .
طيف أخير :
لا للحرب ….
صوت خارجي مؤثر يريد قوات الدعم السريع في المشهد القادم مابعد الحرب ، فهل تكون مفاوضات جدة السياسية إستمراراً لما بدأ وأنقطع في الخرطوم !!
صحيفة الجريدة