صباح محمد الحسن تكتب: إعفاءات وقرارات شكلية !!
يأخذك المنطق بعيداً عن تخوم الإحتمال أن الجيش السوداني لايريد مبارحة دائرة الخطأ بتعيين عقار كقائد تمرد سابق مكان دقلو كقائد تمرد حالي للبقاء على ارض المعركة طويلا سيما ان الأخير رأت القوات المسلحة أن وجوده نائبا كان خطأ و( تدليله ) من قبل البرهان وقبله البشير هو الذي أدخل البلاد في نفق الحرب التي قضت نيرانها على كل شي
وقد يرى البعض أن تعيين مالك عقار بديلا لحميدتي هو قرار انتصار وان البرهان اخيرا استطاع إعفاء نائبه الذي يخوض ضده حربا دخلت شهرها الثاني وخلفت كثيرا من الخسائر الفادحة في الأرواح والممتلكات وقد يحاصرك التفكير قلقاً ان هذه بداية لجر الحركات المسلحة وزجها في الصراع الدائر بين طرفي الصراع للوصول الي حرب أهلية
لكن الناظر بعمق الي أغوار المشهد يجد أن طرفي النزاع لا يفكرا في اطالة أمد الحرب فكلاهما يعيش الآن مأزق الخروج منها
والعين بنظر بعيد المدى ترى أن الحلول الخارجية المطروحة الجيش موافق على التفاوض مع قيادة الدعم السريع أي أنه حسم موقفه وأختار الحل السلمي بدلا ًعن السلاح إذن هو ليس بحاجه الي الحركات المسلحة لتعزيز موقفه العسكري في معركة اضحت له و للجميع أنها على مشارف النهايات، كما ان الحركات المسلحة جميعها عسكريا اصبحت بلا تأثير و لاحول لها ولاقوة وهي التي تعتمد على الجيش وليس العكس
لهذا تبقى القرارات الأخيرة لقائد الجيش التي بدأت امس الأول وانتهت بإعفاء قائد قوات الدعم السريع، حميدتي من منصبه واستبداله بمالك عقار ، وربما تستمر هي قرارات سياسية لأكثر ، فطاولة المفاوضات قالت انها لاتعترف بوجود حكومة في السودان وطالبت باستبدال الوفد الحكومي بوفد عسكري يمثل الجيش أو الدفع بممثل من الجيش بجانب الوفد الموجود هناك ، شريطة ان تكون الشخصية تمثل المؤسسة العسكرية وتكون ذات وزن وثقل يجعلها تمتلك حق التوقيع بإسم الجيش ، فعندما ارادت أن تخاطب البرهان لم تجده ، وهي تعلم ان حكومته كيزانية ومجلسه السيادي يفتقد لملامحه الأساسية وتخلى عن دوره في ظل الحرب ، وتحول الرجل الثاني فيه الي خصم ، فطاولة التفاوض كانت قبل أيام تبحث عن المؤسسة العسكرية نفسها او مجلس سيادي (يقف على رجليه) تخاطبه وتتفق معه ، لذلك وضعت استفهام عن اين هي الدولة ( لاتراها ) وأين قادة الجيش !!
لذلك اول ماقام به الجيش للاجابة على هذه التساؤلات هو تسجيل فيديو يظهر فيه أن البرهان موجود بكامل قواه العقليه والجسدية ، هذه اولى الخطوات ، بعدها ارادت المؤسسة العسكرية ان تقول إن قائدها مازال صاحب القرار ، وبالفعل اصدر عقب ظهوره جملة من القرارات ، ثالثا المؤسسة ارادت بقرار اعفاء دقلو فرض هيبتها وسيطرتها على الدولة ، وسد خانة النائب المتمرد بتعيين عقار وذلك للحفاظ على الشكل العام للمجلس السيادي تبعته قرارات في تسمية قيادات الجيش ، وبهذا تستطيع الدول الراعية للاتفاق التعامل مع مؤسسة عسكرية تمتلك زمام امر البلاد ، ومن المتوقع ان تدفع المؤسسة العسكرية في الايام القادمة بشخصية عسكرية معتبرة الي جده للتوقيع على وقف اطلاق النار ومن بعدها تطرح الورقة السياسية ، وتريد أن يتم كل ذلك على عجل ، لذلك تأتي القرارات بوتيرة متسارعة .
و تحاول المؤسسة العسكرية الحفاظ على ملامح الدولة ايضا بتقييد الحركات المسلحة بالمناصب سيما أن عقار وجبريل كلاهما كان يفكر في الخروج من البلاد فعقار حزم حقائبه بنية الرحيل الي دولة جنوب السودان وجبريل قرر ملياً الهجرة الي فرنسا سبقهم مني اركو مناوي الذي غادر بقواته الخرطوم ، كل هذا كان سيترك فراغا ويجعل البرهان وحيدا تغشاه الرياح ، فقرر الرجل الحفاظ على حلفائه بالتالي الحفاظ على سقف الدولة من الانهيار
فكل الذين يهللون لهذه القرارات على أنها تعني المضي قدما في الحرب والوصول الي الحل عبر السلاح واهمون .
طيف أخير:
إعتقالات القيادات الإسلامية اول كذبة وخدعة وهمية تطلقها الفلول وتتبنى حملة ترويجها منابر الثورة!!
صحيفة الجريدة