لخص البيان الصادر عن حكومتي الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية والذي يتعلق بإعلان بدء المباحثات المباشرة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع بالمملكة العربية السعودية جده ، لخص مضمون وفحوى المفاوضات التي ستجري هناك ، أنها ستناقش الآن اكثر القضايا أهمية وهي وقف إطلاق النار وإنهاء الصراع، وضمان توفير ووصول المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة
وقصد البيان أن يوضح ان المفاوضات لن تناقش الملف السياسي في الوقت الراهن ، كما يعتقد كثير من الناس ، فأمريكا والسعودية يمثلان الآلية الرباعية الراعية للعملية السياسية التي حاولت فلول النظام إجهاضها بإشعال الحرب ، وأن رؤيتهما حول الحلول السياسية واضحة ، هذا بجانب أن الوفدين الذين دفعت بهم أطراف النزاع منهم شخصيات عسكرية وأخرى متخصصة في العمل الطوعي والإنساني أي أن تمثيلهما لن يتعدى التفاوض في عملية اطلاق النار ووصول المساعدات الانسانية
وليس الحديث عن القضايا السياسية إذن لا قلق من ان يكون الممثلين في الجيش ( كيزان ) فوجودهم على طاولة الحوار لن يغير في ملامح الخارطة السياسية التي ترمى هذه الدول لتحقيقها في السودان ، فامريكا والسعودية اكثر دراية بقيمة التمثيل ، حجمه وثقله وخفة وزنه ، فمسار التفاوض السياسي ووجهته بالنسبة للدولتين لن يطرأ عليه جديد فمواقفهما بينة من التحول الديمقراطي ، لذلك ان هاتين الدولتين لاتنتظر ان يحدد المصير السياسي للسودان ممثل الخارجية للجيش ولا فارس نور للدعم السريع .
وجدة التي ستمطر غيومها سلاما قطعت الطريق امام دعاة الحرب الذين سخروا من حروفنا عندما تحدثنا عن أن لابديل إلا الحوار ولاسبيل إلا التفاوض وانه لابد من ان تتوقف هذه الحرب اللعينة الخاسرة التي كشفت سوءاتها من اول يوم حرب ، عندها دمغونا فلول النظام المخلوع ومليشياته بالعمالة لانهم يريدونها حربا تقضي على الأخضر واليابس
واعلان بداية الحوار يعني فعليا خسارة الطرفين في الحرب ولكن هل ينتهي الأمر بنهاية وقف اطلاق النار فقوات الدعم السريع التي استباحت الاحياء وشردت الاطفال والنساء واستولت على المستشفيات وحولتها لمقار لها وكانت سببا في موت وقتل العشرات من المواطنين ارتكبت جريمة انسانية تستحق المحاسبة عليها وكذلك فلول القوات المسلحة التي قصفت المواطنين بطيرانها بجانب القيادات الاسلامية التي اشعلت الحرب وخاضتها باسم الجيش وكبدت الوطن والمواطن خسائر فادحة بسبب اطماعها واحلامها الوهمية
فهولاء هم شركاء الجريمة الذين ألقوا بأنفسهم في التهلكة ونسفوا مستقبلهم السياسي في الحكم
لذلك حرصت امريكا على التلويح بالعقوبات تزامنا مع بداية التفاوض ولم تتركها رسالة بلا عنوان قالت إن العقوبات ستطول كل من هدد الأمن والإستقرار وعمل على إعاقة التحول الديمقراطي ، وهذا يعني أن كل الذين ينتظرون نتائجا آجلة للمفاوضات بعيدا عن تحقيق الحكم المدنى في السودان هم ينتظرون سرابا أشبه بتحقيق انتصاراتهم عبر حمل السلاح في ميادين المعركة .
طيف أخير:
لا للحرب ..
التحية للجيش الأبيض ولكل المنظمات والجمعيات الطوعية التي تعمل في ستر الجثث وعلاج المصابين بالرغم من الظروف الخطيرة المحيطة بهم
صحيفة الجريدة