بالرغم من الذي عاشه الشعب السوداني الذي ماكان يتوقع أن يد العسكريين الحاكمة الظالمة الباطشة التي فرضت عليه واقع أليم من الأزمات والظروف الاقتصادية القاسية ، تكون في يوما ما هي اداة الضرب والإعتداء عليه التي تحرمه من الحياة ، وذلك لما يتعرض له من قصف واطلاق نار ومعارك عشوائية داخل المدن
وماتفعله قوات الدعم السريع وماتقوم به من توغل داخل المدن والاحياء السكنية والذي يعرض المواطنين للخطر ودفع ارواحهم ثمنا لهذه الحرب الرعناء هو جريمة انسانية لاشك فيها تستحق المحاسبة
بالمقابل يسأل المواطن نفسه مرات مندهشاً كيف للجيش السوداني ان يقوم بعمليات الضرب والقصف واطلاق الدانات والقذائف على رؤوس المواطنين !؟
وكيف للمعارك بين الطرفين أن تتحول الي عروض عسكرية لتبادل اطلاق النار على ساحة الأحياء وبين الشوارع الداخليه فيها وامام المنازل دون النظر الي كم تخلف من الضحايا من الابرياء ، الأمر الذي يصور الحرب وكان المقصود بها هو المواطن الذي يواجه الآن خطر حرب الشوارع
ولكن متى ستنتهي الحرب سؤال يجب أن لاتكون اجابته انها ستستمر ، وان الظروف ستصبح أسوأ مما هي عليه ، فكل المؤشرات على الارض والقراءات للواقع تؤكد ان الطرفين لن يستمرا طويلا هذا ليس حديثا حالما مشحون بالأمنيات والمشاعر ولكن تسنده الدلائل فالمعارك الحقيقية بين الطرفين انتهت ولاشك ان كلاهما خسر المعركة ، ولكن يبدو ان الذي يحدث هو افعال وتصرفات لأطراف تنشد استمرار الحرب ولا تريدها ان تتوقف لذلك تحرص على ضرورة اطلاق النار والقصف لتؤكد ان الحرب ستستمر ، فهل تقع الخرطوم الآن تحت سيطرة مجموعة بعينها هدفها الدمار والخراب وخرق الهدن وحرق المؤسسات الاقتصادية ، واصدار البيانات التي تنسف رؤية المؤسسة العسكرية وتتناقض مع رغبتها في الجلوس على طاولة الحوار !!
هل تحولت الحرب الآن الي معركة ثانية ، واصبح الطرف الثالث هو طرف رئيس متحكم في الأمر ، ومامدى تأثير ذلك على طول وقصر عمر المواجهة ، فكل عملية ومعركة تخرج عن الميادين الأساسية للمعركة وتتجه الي استخدام العنف والعشوائية والتهور والإنتقام ، ويكون نصرها على المواطن اكبر من نصرها على الخصم ، هي معركة خاسرة بلاشك ، لذلك لايجد القائمين على امرها طريقا للخروج سوى استخدام وتطبيق نظرية ( اكذب واكذب واستمر في الكذب حتى يصدقك الناس ) .
طيف أخير:
لا للحرب ..
وطنٌ تُشيده الجماجِمُ والدمُ تتحطم الدنيا ولا يتحطمُ
صحيفة الجريدة