تمر علينا اليوم الذكرى الرابعة لفض اعتصام الثوار ، امام القيادة العامة للجيش ، اكبر مجزرة في التاريخ ترتكبها قوات الشعب المسلحة ، ضد شعبها ، بشراكة الاجهزة الأمنية وقوات الدعم السريع بتاريخ 03 يونيو 2019 الموافق 29 رمضان
في مثل هذا اليوم لم تغلق المؤسسة العسكرية ابوابها في وجه الثوار حتى يكون خذلانا للشعب ، لم تقف صامته لأن الصراع والقضية كانت بين الثوار وحكم البشير لنسميه موقف حيادي في مثل هذا اليوم احتمى الشعب بالمؤسسة العسكرية وطرق بابها وليتها لم تفتح ، في مثل هذا التاريخ رسمت القيادة العسكرية خطتها اللعينة للقضاء على عشرات الشباب والتخلص من جثثهم في النيل ، لم يكن وقتها الشعب عدوا او دخيلا او متمردا او مليشيا ، كان شعب سلمي ينشد المدنية ويتغنى لها ، فغدرت به المؤسسة في نومه في رقعة كان يجب ان تكون له الدرع والحماية ، سلبته ليس حقه في الحرية والسلام وحسب بل حتى حقه في النجاة والإستغاثه
فبكى الشعب جيشه وقتها قبل ان يبكي شبابه وجعا وحرقة واذلالا ومهانة ، أن كيف لحامي الشعب ان يكون صياده ، في مثل هذا اليوم قطعت المؤسسة الحبل السرى الذي يتغذى منه الشعب حبا وانتماء لها
وفي هذا اليوم لاندري اين هو الكباشي ليحدث الشعب عن الذي حدث ويحدثنا عن مايجري الآن بالقيادة ، فالتاريخ يعيد نفسه ليضع جميع شركاء الجريمة الآن الدعم السريع وجهاز الأمن والجيش في مواجهة المدفع والخطر ، دون استثناء احد ، فشركاء الجريمة آنئذ اصبحوا فرقاء السلطة والأطماع اليوم ، فالجميع يقول نفسي ، عندما اصبحت المركب لاتسع إلا قائدا واحدا وربما لن تسير ابدا إلا ان يترجلا معا
فكيف يقضي الجميع هذه الليلة دون غيرها في ساحة القيادة اليوم ، كيف حالهم جميعا هل هم في أمان ام خوف ، في موقف نصر ام هزيمة ، في حالة قوة ام ضعف ، هل ما عاشه الشهداء وقتها عندما شخصت ابصارهم من فرط مفاجأة الغدر هل هو ذات الشعور الذي انتاب كل طرف عندما رأى الوجه الحقيقي للآخر وجد نفسه ينظر في كتاب اعماله ( إِنا كنا نسْتنسخ ما كنتم تعملون) !!
فلجنة وعدالة السماء ، ماكانت تنتظر عدالة لجنة نبيل اديب ، فالذين ماتوا من الثوار ماتوا لأجل هذا الوطن والذين يتصارعون الآن ينشدون الموت من اجل البقاء وحكم الوطن !
الا رحم الله شهداء الثورة في معركة الحرية والسلام والعدالة ، والرحمة للشهداء من العسكريين فجميعهم ماتوا بسبب هذه القيادات الحاكمة الظالمة
طيف أخير:
الطريق المدني بلافتة الثورة الذي عملوا على قطع عملية تعبيده قبل ان تكتمل، لن يجدوا غيره مهربا او ملاذا آمنا
صحيفة الجريدة