نراقب مع الشعب السوداني وجيراننا في المنطقتين الإفريقية والعربية والمجتمع الدولي ببالغ الاهمية الألم و المعاناة المتفاقمة التي يمر بها شعب السودان العظيم نتيجة اندلاع المواجهات المسلحة العنيفة واستمرار القتال بشراسة في الخرطوم وأنحاء مختلفة من بلادنا.
نتقدم بخالص التعازي لأسر كل الذين فقدوا أرواحهم منذ اندلاع المواجهات المسلحة قبل ثلاثة أيا م في كافة أرجاء وطننا العزيز، ونتمنى للمصابين الشفاء العاجل. وكما نتقدم بالعزاء والمواساة لأسر زملائنا الثلاثة من برنامج الغذاء العالمي، والذين قتلوا في دارفور يوم السبت الماضي الموافق ١٥ أبريل ٢٠٢٣ ونطالب بتقديم المسؤولين عن هذه الجريمة وغيرها من الجرائم في حق المدنيين إلى العدالة.
ندعو قادة القوات المسلحة السودانية وقوة الدعم السريع إلى الوفاء الكامل بما أعلناه للوقف الفوري لجميع الأعمال العدائية وإنهاء التصعيد العسكري لدلمدة ٢٤ ساعة ابتدا ء من مساء الثلاثاء ١٨ أبريل ٢٠٢٣. ونطالب بتمديد هذا الإجراء ليكون اتفاقا غير مشروط لوقف النار وتسهيل المرور الآمن للمدنيين، بما في ذلك وصولهم دون عوائق إلى المرافق الطبية وتأمين إيصال المساعدات العاجلة المنقذة للحياة وضمان السلامة والأمن لجميع العاملين في المنظمات الدولية- الوطنيين منهم والأجانب – بمافيهم العاملين في المجال الإنساني في كافة أرجاء السودان.
نشدد على دعوة قيادات الطرفين المتحاربين إلى الجلوس على طاولة المفاوضات لحل الخلافات من خلال الحوار، دون أي شروط مسبقة ومن دون أي تأخير وذلك حماية للشعب السوداني ومقدراته.
ندين بشدة الضربات الجوية والقصف المدفعي وتبادل إطلاق النار والمواجهات المسلحة في الأحياء السكنية والضواحي المدنية المكتظة بالسكان. إن استخدام المدنيين كدروع بشرية، وإتلاف وتدمير الخدمات المدنية الأساسية والبنية التحتية للشعب السوداني، ونهب الممتلكات الخاصة والعامة، والاعتداء على المدنيين والدبلوماسيين وضيوف السودان ومضايقتهم، أمر لا أخلاقي ويتنافى مع مبادئنا وعاداتنا وتقاليدنا، ومع كافة المزاعم المتعلقة بحماية المدنيين. ولا بد أن تتوقف كل هذه الأعمال فوراً.
نذكِّر بالآثار المدمرة للحروب، بمافيها بلدنا العزيز، وتلك التي نشاهدها في دول المنطقة والعالم. يجب ألا ننسى أبدا آثار الحروب الكارثية على ملايين الأبرياء الغارقين في تلك الصراعات. الحروب لا تجلب إلا الدمار، ولا يمكن تحقيق أي نصر بقتل أهليكم وتدمير مقدرات البلد. رفض منطق القوة وتمكين قوة المنطق هو الطريق الوحيد لبناء مستقبل من السلام والازدهار في سوادننا الحبيب.
ندعم جهود الوساطة المخلصة لإنهاء الأزمة الراهنة ونحث الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية على تكثيف الجهود الدبلوماسية المنسقة للتوسط في وقف فوري للأعمال العدائية، مما يؤدي إلى وقف كامل لإطلاق النار واستئناف المحادثات السياسية السودانية – السودانية بتسهيل من اللجنة الثلاثية، الآلية الرباعية، وغيرها من الجهات الفاعلة حسنة النية. على أن يتم ذلك مع الاعتراف الكامل واحترام سيادة السودان واستقلاله ووحدة أراضيه.
نعرب عن استعدادنا لوضع خبراتنا الجماعية وحبنا غير المشروط لبلدنا ولقيم السلام والتعايش والتسامح والنماء، وتسخير كل طاقاتنا لدعم الجهود الصادقة لتخليص الشعب السوداني من هذه الكارثة والمساعدة في العودة إلى عملية سياسية سلمية تتوج دون تأخير بإدارة مدنية انتقالية تدفع بالبلاد وتطلعات شعب السودان إلى الأمام.
الخرطوم ( كوش نيوز)