قال قائد قوات الدعم السريع السودانية محمد حمدان دقلو، الخميس، إنه لا يزال ملتزماً بما جرى التوقيع عليه في الاتفاق الإطاري لتسليم السلطة للمدنيين، كما يحرص على تعزيز الاستقرار في البلاد.
وجاءت تصريحات دقلو، المعروف أيضاً باسم حميدتي، بعد ظهور التوتر على السطح بعدما حذر الجيش من أن حشد قوات الدعم السريع شبه العسكرية ينذر باندلاع مواجهة.
ومن شأن مواجهة مثل هذه إشعال صراع طويل في أنحاء بلد شاسع المساحة يعاني بالفعل انهياراً اقتصادياً وعنفا قبلياً مشتعلاً.
وحذر الجيش السوداني في بيان مما وصفه “بتحشيد القوات والانفتاح داخل العاصمة وبعض المدن” من جانب قيادة قوات الدعم السريع ووصف تلك التحركات بأنها تشكل “تجاوزاً واضحاً للقانون” في تعليق علني نادر على خلاف أعاق خططاً للتحول إلى الديمقراطية.
وقال متحدث باسم الجيش بحسب اندبندنت “هذه التحركات والانفتاحات تمت دون موافقة قيادة القوات المسلحة أو مجرد التنسيق معها… استمرارها سيؤدي حتماً إلى المزيد من الانقسامات والتوترات التي ربما تقود إلى انفراط عقد الأمن بالبلاد”.
عرقلة المحادثات
وقال مبعوثون من الولايات المتحدة وبريطانيا وأوروبا في بيان إنهم يشعرون “بقلق بالغ”، وأضافوا أن التصعيد يهدد بعرقلة المحادثات الجارية نحو تشكيل حكومة انتقالية بقيادة مدنية.
وقوات الدعم السريع شبه العسكرية تشكلت من ميليشيات شاركت في الصراع في دارفور الذي اندلع قبل 20 عاماً وواجهت اتهامات بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان هناك.
ووقفت في صف الجيش للإطاحة بعمر البشير في انقلاب في 2019 ثم نفذت القوتان انقلاباً آخر في أكتوبر (تشرين الأول) 2021.
وتدهورت العلاقات بين الجيش وقوات الدعم السريع مما دفع إلى تأجيل توقيع اتفاق مدعوم دولياً مع أحزاب سياسية بشأن فترة انتقال لعامين يقودها مدنيون تفضي لإجراء انتخابات حرة.
وحذر بيان الجيش للسياسيين بعدم التورط في التوتر الذي أججته مفاوضات حول دمج قوات الدعم السريع في صفوف الجيش في إطار اتفاق جديد.
ويقول دقلو، المعروف في السودان باسم حميدتي، إنه نادم على الانقلاب ويدعم اتفاق المرحلة الانتقالية لمنع عودة الإسلاميين الموالين للبشير إلى المشهد السياسي، وهو مصدر قلق تشاركه فيه الأحزاب السياسية.
تحركات قوات الدعم السريع
قالت مصادر عسكرية لـ “رويترز” إن قوات الدعم السريع بدأت إعادة نشر وحداتها في العاصمة الخرطوم وفي كل مكان بالتزامن محادثات جرت الشهر الماضي، مما دفع الجيش إلى إعلان حالة التأهب القصوى خاصة حول القصر الرئاسي.
وجاء بيان الجيش الخميس رداً على تحرك مركبات تابعة لقوات الدعم السريع بالقرب من مطار عسكري في مدينة مروي بشمال البلاد، وهو التحرك الذي كشفت عنه جماعات محلية مناصرة للديمقراطية. وقالت قوات الدعم السريع في بيان الأربعاء إنها “تعمل بتنسيق وتناغم تام مع قيادة القوات المسلحة، وبقية القوات النظامية الأخرى، في تحركاتها”.
وساطة
وقال ثلاثة من قادة سابقين لحركات تمرد يشغلون حالياً مناصب حكومية إنهم تواصلوا مع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ومع دقلو محاولة للوساطة.
وقال مالك عقار وجبريل إبراهيم ومني مناوي في بيان “لقد وجدنا تجاوباً من الجانبين”، وأضافوا أنهم دعوا الطرفين إلى تقديم كل تنازل يحقن الدماء.
وفي وقت سابق، دعا رئيس حزب الأمة القومي السوداني فضل الله برمة ناصر قيادات الجيش وقوات الدعم السريع لعقد اجتماع وناشدهم تعلم الدروس من الصراعات الأهلية في دول أخرى في المنطقة.
لكن قالت مصادر من الوسطاء إن حميدتي والبرهان منفتحان على جهود الوساطة لكن كل واحد منهما يتشبث بموقفه.
الخرطوم(كوش نيوز)