Uncategorized

مستقبل السودان.. بين تحذيرات “الأمة” وتهديدات الحركة الإسلامية

حذَّر الأمين العام لحزب الأمة القومي الواثق البرير، خلال إفطار حزبه قبل أيام من أن السودان يمر بـمخاض عسير ويشهد تجاذبات وتباينات تهدِّد مستقبله واستقراره، وأكد البرير أن حزب الأمة يبذل أقصى ما عنده من جهود من أجل إخراج البلاد من وهدتها عبر مساعي الحل السياسي الجاري، وفي ذات السياق نبَّه رئيس حزب الأمة برمة ناصر إلى أن الوضع الأمني في البلاد وصل مرحلة في غاية الخطورة جراء انتشار السلاح لدى المواطنين بنسبة تفوق أسلحة الأجهزة الأمنية.

تحدٍ وسخرية

في مقابل هذا الخطاب التحذيري من قبل قيادات الصف الأول في حزب الأمة القومي برزت قيادات الإسلاميين عبر نشاط تنظيمي علني وإرسالهم لأحاديث التحدي والسخرية من القوى السياسية التي تقود المشهد السياسي في خطاباتهم أمام قواهم الشبابية على ذات نسق ما كان يحدث أيام العهد البائد، وهذا ما أظهره القيادي الإسلامي، حسن رزق خلال مخاطبته إفطار شباب الحركة الإسلامية بقوله: إن كنا في الحركة الإسلامية حكمناكم 30 عاماً، قوة واقتداراً الآن الحركة الإسلامية جاهزة للحرية والديموقراطية على استعداد لحكم البلاد لفترة 300 عام، قادمة، مضيفاً : الحركة الإسلامية ستبقى في البلاد مابقي الدهر، حتى نحكم الدين أو نهلك دونه، وأشار إلى أنه حال تحرَّكت الحركة الإسلامية ستدخل كل الجرذان إلى جحورها على حد تعبيره.

غياب الدولة

ويرى القيادي بحزب الأمة القومي الأستاذ عادل المفتي في تصريح لـ(الصيحة) أن غياب الحكومة وما نتج عن ذلك من سيولة سياسية وأمنية كلها كانت محفز ومشجع لفلول العهد البائد من الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني أن يخرجوا ويتحدثوا دون مخاوف من أن يطالهم رادع أو محاسب، وأضاف بأن فشل الحكومة وغيابها عن الفعل يجد الاعتراف من المكوِّن العسكري على لسان البرهان أو المدنيين وهذا ما تظهره التحذيرات التي يرسلها قادة الأحزاب وحزب الأمة، فضلاً عن الاعتراف الجماعي بأنهم كقوى سياسية أو مكوِّن عسكري فشلوا في إدارة الدولة.

بسبب الهشاشة

وأضاف المفتي أن هذه السيولة التي تشهدها الدولة السودانية تخلق جواً مواتيًا للفلول من منسوبي الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني للخروج والتحدث وهذا أمر طبيعي، وتابع: ولكن عندما تأتي مرحلة انتقالية حقيقية وأعمال مبدأ إزالة التمكين والمحاسبة بصورة حقيقية والمحاسبة على أي مسلك أو نوع من التفلت اللفظي والتهديد في ظل وجود الدولة لن نجد مثل هذه الأصوات والتهديدات، وزاد: في ظل هذه الهشاشة وغياب حكومة ثورة حقيقية تظهر مثل هذه الظواهر التي لم تكن تحدث في بداية الثورة.

التنبيه للمخاطر

من جانبه يرى المحلِّل السياسي عبدالله آدم خاطر، في حديثه لـ(الصيحة) أن المخاوف التي أبدتها قيادات حزب الأمة وما أرسلته من تحذيرات مخاوف مشروعة يمكن الإحساس بها لدى أي زعيم حزبي، وأضاف: إن حزب الأمة كقوى سياسية ومسؤولة عن سلام مجتمعي لابد له أن يعمل على التنبيه للمخاطر التي تحدق بالبلد وخاصة ما يجب أن تقوم به السلطات الانتقالية من تحوط لتوفير الأمن المجتمعي ولاسيما ما ورد في ذات الخطابات لقادة حزب الأمة والتي أشارت إلى أن العملية السياسية ماضية وأصبحت في خواتيم نهايتها ومن ثم إعلان الحكومة المدنية الانتقالية.

تعبير عن المخاوف

وفي ما يلي التهديد والسخرية التي أبدتها قيادات الحركة الإسلامية. قال خاطر: إن ما جاء من قبل تلك القيادات هو نوع من أنواع التعبير عن المخاوف وردود الفعل غير السوية لما هو متوقع أن يحدث على ضوء ما أحدثوه من خراب وتدمير في الدولة والمجتمع، وما جرى من حديث عن أنهم سيحكمون الدين أو يهلكوا دونه. وقال: إن الإسلام براء من هذه الأقوال والتبني له لأن الإسلام موجود في السودان منذ قرون، لكن ما لا تريد أن تفهمه الرموز البائدة من قيادات الحركة الإسلامية أن الذي انتهى هي الفظاعة والقسوة التي مارستها الحركة الإسلامية باسم الدولة وإفقار الشعب اقتصادياً وتضليلهم فكرياً لكن ليس هناك ما يهدِّد وجود الدين الإسلامي في بلد مثل السودان.

تقرير : الطيب محمد خير

الصيحة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى