حواراتمنوعات وفنون

إسراء عادل: اتخذت قرارات بأن أكون جزءاً من هذا المعترك..صمدت وقاتلت..وهذا سبب بعدي

هناك مشاهد عالقة بذاكرتي ولحظاتي تاريخ شكل حياتي

رغم العروض (ابتعدت عن الشاشة) بإرادتي وقراري الشخصي

ممنونة لكل (التيم) فرداً فرداً وشكراً لـ(سوداني) التي خاضت معي الرهان

عندما أرى إنجازاتي التي حققتها أتأكد أنني إضافة

 

تتمتع بأدوات ولغة عالية التأثير والبصمة مكنتها من إجادة الكثير من البرامج فاكسبتها إطلالة خاصة بها تبدو بوضوح عليها عندما تطل عبر أي قالب برامجي.

رفدت الساحة أو المشهد الإعلامي عبر كثير من القضايا الاجتماعية، السياسية وراهن حالة الناس حققت عبر احترافيتها تلقائيتها في الطرح والتقديم انتشارًا وأصداء واسعة صاحبت ما تقدم بعد فترة طويلة من غيابها عن الإعلام المقروء تمكنا من محاورتها طارحين العديد من المحاور والتساؤلات على إدراجها فكانت (الرد المباشر والصريح) و(كنا السؤال الدقيق) فلنذهب معاً إلى مضابط اللقاء.

 

بنفسك وليس بعيون غيرك هل تعتقدين أن مسيرتك كانت إضافة واضحة لقضايا الناس، والبرامج المشاهدة؟.

بلا شك إضافة.. عندما أرى إنجازاتي التي حققتها إضافة وليس خصماً وعندما أرى تفاعل الجمهور مع المحتوى الذي أقوم بطرحه اتأكد أنني إضافة وأيضاً عندما استشعر درجة التفاعل والمتابعة عبر منصاتي من قبل جمهور متنوع الفكر والمعرفة أدرك قيمة ماطرحت وأن كل هذا نتاج جهد وترسيخ رسالة ومسؤولية زرعتها كشجرة وحصدت ثمارها تفاعلاً وتقديراً من قبل المتابعين.

*حتى نصنع طرحاً جاذباً ما هي الفنيات التي يجب توفرها في المحتوى الاحترافي والمحاور البارع؟

هي متفاوتة ولكن دعني أتحدث في إطاري كمنتج ومذيع استطعت عبر هذا الدمج أن أوفي ببعض المطلوبات هي بلا شك لا تتجزأ و لكنها مرتبطة بحلقة واحدة وهي صناعة محتوى جاذب وملفت لشواغل وقضايا عموم الناس وفي اعتقادي أن هذا يعتمد على أسس منها الإدراك والثقافة والإلمام الكامل بالأحداث هذا من جانب ومن جانب آخر أرى أن مهارات المنتج تجعلك قادراً على إجراء المعالجات ورفع مقومات العمل وأحسب أن ذلك يصب في خانة النجاح.

 

هناك لحظات عالقة بذاكرة الإعلام صفي لنا حالها ؟

هناك كثيراً من اللحظات التي لا تنسى عالقة في ذاكرتي، وهي ليست فقط لحظات لاتنسى، بل تاريخ صنع حاضري ومثل مصدر تأثير على مستقبلي، من هذه المشاهد العالقة، أول لحظة تحدثت فيها عبر مايكروفون على الهواء مباشرة، وأول لحظة ظهرت فيها على الشاشة ، وأول نشرة رئيسة، وأول تغطية حية أنجزتها ، هي عدة مشاهد ساهمت في نضج التجربة.

 

الإعلام درب شاق قائم على التضحية تحدثي عن عقباته؟

لكل مشوار نجاح (عقبات) وهذه العقبات موجودة في مسيرة أي إعلامي، فمن الطبيعي ان يواجه صعوبات وتحديات وعندما أتحدث عن العقبات بلاشك لايمكن تجاوز تلك الأوقات التي مرت بي تضحية وضريبة لان أحقق ما أريد أن أكون عليه ولكن كانت بالنسبة لي لأن اكون أقوى واستمر بدافعية أكبر.

 

هل ولوجك للإعلام قرار؟

جئت إلى الإعلام عن قرار ودراسة ورغبة قديمة متجددة دخلت جامعة الخرطوم. عملت به حتى قبل التخرج كان رفيقي في (صحوتي أو حتى في عز المنام ).

ولأجله اتخذت قرارات في مراحل عديدة بأن أكون جزءاً من هذا المعترك (المعقد جداً) ولعلني كنت مدركة لما سيواجهني رغما عن تلك الصورة التي كانت في (مخيلتي الغضة). في رأيي أنه لم يكن هذا المعترك فيه الكثير من التدافع الذي ينتج عنه اجواء التنافس ورغبة كل فرد أن يقدم الأفضل ، لأنه احتراق دائم واستمتاع آسر ولكي تستطيع أن تعيش تناقضاته لابد أن تحبه وأيما حب وأن تتقبل تبعات التنافس لأنه يولد ما يفيد وما يزعج أحياناً.

على أي ذكاء أو أداة استندت حتى تعبِّري عنه بهذا الوصف المباشر والقوي؟

كنت أعلم أنني سأجزل العطاء غير ممنونة فهو قرار لأنها مهنة الالتزام الأخلاقي والإنساني هي ليست مجرَّد أوراق تقرأ ولا أسئلة تطرح وليست قطعًا مجرد ماكياج وأزياء وشهرة فكل خبر هو انسان وكل حدث هو قضية، وأنا ابنة الإعلام أن حسبنا السنوات التي قضيتها في كنفه.

مقارنة بالراهن المعقد هل ترين أن الإعلام قائم بدوره تجاه هموم الناس وأزمات البلاد؟

الإعلام هو مرآة الحياة العامة (السياسية والاجتماعية، والرياضية) وغيرها من الجوانب الأخرى أرى أنه يحاول بأن ينقل كل هذا لكنه مقيد بتحديات كبيرة ناتجة عن الواقع الحالي والظروف التي يمر بها الوطن.

هل وقعت رهينة هذه التحديات والعقبات؟

لايوجد شخص لم يمر بمطب الظروف القاسية وهي أقدار وابتلاءات مثل المرض، السفر والأحوال الأخرى.

إلا أنني صمدت وقاتلت متجاوزة كل حالات ضعفي وانكسارتي.

قاتلت لأجل غاياتي لأجل نفسي ومشروعي كان وسيظل زادي وإيماني الذي لا يألف دور الضحية وتجاوز كل ذلك بأفضل الدرجات وها أنا الآن موجودة ومنجزة بفضل لله للعديد من البرامج نفذت الكثير والقادم أكثر بعون الرحمن.

بعد موجة متغيراتك الخاصة والعامة هل تعتقدين أن هناك اختلافاً بين نسختك القديمة و (الجديدة)؟

أنا لم اتغيَّر. إسراء النسخة القديمة هي نفسها إسراء النسخة الجديدة لم يختلف شيء. الدروب مليئة بالعثرات ومجالنا صعب إذا كنت ضعيفاً لا تستطيع تغيير أي شيء وهذا أرفضه فأنا لا أتوقف عن البحث عن الأفضل وهذا ما فتح نفاجاً بيني وبين قضايا الناس كانت محصلتها الكثير من البرامج والحوارات.

إذا أخذت دور (الناقدة والمذيعة) ما النقد الذي تقومين بتوجيهه لنفسك كمذيعة؟

كناقدة أقول لنفسي كتجربة كان مفروضاً أقدم حاجات أكثر من كدة بالمقابل لا أنكر حقيقة أني تطرقت لحاجات كويسة إلا أنني أتعشم في تحقيق الأفضل ولكن على العموم أنا سعيدة بما قدمت.

إذا قمنا بأخذك كحالة إعلامية ما الفرق بين الشهرة والنجومية وفي أي موضع من الاثنتين تضعين نفسك؟

النجومية امتياز يكسبه الشارع والجمهور لك وهو قائم على التأثير الإيجابي على قضايا وهموم الجماهير والمجتمعات فالنجومية شرف الجماهير وقلادة لايتم منحها بسهولة.

أما فيما يتعلق بالشهرة فالمعيار مختلف الجميع بإمكانهم أن يكونوا مشاهير ونحن نتابع موجة ومجريات الظهور التي باتت كبيرة. ضعف المنتوج الإيجابي يعني مشاهير دون أي قضية أو مسؤولية

الإعلام لدي قضيتي ومشروعي وبرامجي التي تمس العصب الحي لعموم الناس وبناء على ما ذكرت قم (باختيار الصفة أنت).

بالرغم من تسيد الموسم الرمضاني بالبرامج الغنائية بادرت بتدشين لون اجتماعي مختلف أطلقت عليه (وهكذا) لماذا هذا الاتجاه المعاكس؟

كل من يعرفني، جيداً يدري انني ميالة إلى البرامج الاجتماعية وهي في اعتقادي الأقرب إلى حال الناس زيادة على ذلك نحن نحتاج إلى مثل هذا اللونية وبالاخص في هذا التوقيت.

(هكذا) فكرة موضوع يعكس هموم المجتمع والقضايا التي تشغل الناس قمت بتدوينها وبطرحها لأجل تسليط الضوء عليها أملاً أن نجد حلولاً أو نفتح حولها النقاش الإيجابي.

وبشكل خاص أنا أؤمن بروح التجديد والتغيير وذلك عبر إنتاج برامج مختلفة ومتنوعة أهم ما يميزها المواكبة أي أن نطرح ما يفكر فيه الناس ويتداولونه في السوشال ميديا أو حتى في تجمعاتهم وأحسب أن هذه هي رسالة الإعلام.

ألم تحسب ذلك بمغامرة؟

كنت على يقين بنجاحها، لديَّ تجارب استند عليها وفريق عمل يطور الأفكار بعد النظر في المشهد الإعلامي.

هذا الحديث يعني أنك لم تصابي مطلقاً بنوبة (خوف) من النتائج ؟

لا خوف على قضية تهم الجميع أنا على دراية بعقلية ومسؤولية الجمهور وبعد ذلك كل الحب والشكر لتيمي (جنودي الحقيقيين) من (الإعداد إلي الإنتاج) جميعهم كانوا قدر المسؤولية بذلوا قصارى جهدهم في تحقيق النجاح .

كما لايفوتني أن أشكر شركة سوداني التي رعت وساهمت وخاضت معي مشاق هذا العمل. صمدت وكانت دافعاً مميزاً في تحقيق النجاح.

بالرغم من ثأثير نجوميتك إلا أنك آثرت الابتعاد لسنوات عن الشاشات؟

كان هذا قراراً شخصياً.. أخذته بحرية كاملة بأن ابتعد عن الشاشة لبعض الوقت بالرغم من (عروض القنوات) (٤ أعوام) بعيدة عن الشاشة ولست بعيدة عن الجمهور خاصة في السوشال ميديا فهي توفر التواصل بشكل دائم.

ما الأسباب التي وقفت وراء ابتعادك هذا بشكل أوضح؟

ظروفي الخاصة التي يعلمها المقربون مني أيضاً أسفاري الكثيرة ومشغولياتي الأخرى ولكن حتماً ساعود حسب خطتي.

فضلت السوشال ميديا لعرض البرنامج بالرغم من إمكانية قبوله على شاشة؟

لأن السوشال ميديا هي الأوسع انتشارًا (صفحتي في الفيس بوك تضم أكثر من نصف مليون متابع والحمد لله) وهذا يتيح لي فرصة لاكبر مشاهدة وتفاعلاً.

هذا لا يعني الاستغناء عن الشاشة ولكن آثرت مخاطبة الناس من خلال وسيلة تثبت كل يوم فاعليتها وتأثيرها.

وأيضاً استهدفت عبر ذلك جمهوراً غير متفاعل مع الشاشة بقدر كبير ووفقت في أن تصل رسالتي له ويظهر ذلك من خلال المتابعة العالية والتفاعل معه.

بذلك هل أصبحت وجهاً موسمياً فقط؟

الموسمية في العمل الإعلامي ليست بدعة، هناك برامج ذات صيت ويقدمها نجوم كبار وتبث موسمياً والعبرة ليست في توقيت الظهور ولكن في المحتوى والدافعية للتجديد.

وكمحور منوعاتي ارتبطت إطلالتك دوماً بالأسود والأبيض، ما سر طاقة هذين اللونين؟

فى حياتى دعك من ألواني الأمور عندي لاتأخذ أكثر من شكل أبيض أو أسود فأنا لا احتمل الرمادي ياخ (أنا مابحب أكون رقراق) أبيض أو أسود ولكن كجاذبية لون أجد حيويتي في هذين اللونين (أحبهما ويكسباني طاقة وإطلالة جميلة).

  حوار: علي أبوعركي

الخرطوم: (صحيفة التيار)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى