اقتصاد

الاهتمام بزراعة الدخن و إنتاجيته أهم توصيات ملتقى دارفور الزراعي

زيادة الاهتمام بزراعة الدخن وتحسين وزيادة إنتاجيته شكلت أحد أهم توصيات الملتقى الزراعي الأول بدارفور، الذي أنهى أعماله أمس الأول، بمدينة الفاشر بولاية شمال دارفور.
ودعا وزير الزراعة والغابات الاتحادي المكلف، دكتور أبوبكر عمر البشرى، المزارعين بولايات دارفور لزيادة الاهتمام بزراعة الدخن وتحسين وزيادة إنتاجيته، قائلًا إن الاهتمام بالدخن يمثل توجهاً دولياً، كما أن السودان أحد أهم الدول المنتجة له.
وكان الوزير الاتحادي، قد تسلم من نائب حاكم إقليم دارفور، د. محمد عيسي عليو، ووالي شمال دارفور، نمر محمد عبد الرحمن، توصيات الملتقى الإقليمي الزراعي الأول بدارفور، الذي نظمته وزارة الزراعة والموارد الطبيعية في حكومة إقليم دارفور، تحت شعار “الزراعة من أجل السلام” خلال الفترة من ٦ إلى ٨ أبريل الجاري.
وقد احتفلت منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو) الأسبوع الأول من شهر ديسمبر 2022، بمقرها الرئيسي بروما، بافتتاح أولى فعاليات السنة الدولية للدخن تحت شعار (السنة الدولية للدُخن 2023). وتقول إنه يشكّل حلاً مثالياً بالنسبة إلى البلدان الراغبة في زيادة اكتفائها الذاتي، وتقليل اعتمادها على الحبوب المستوردة، حيث ينمو في الأراضي الجافة بأقل قدر من المدخلات، وهو قادر على الصمود في وجه تغيرات المناخ.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة، قد أعلنت في دورتها الخامسة والسبعين في مارس 2021، سنة 2023 السنة الدولية للدُخن، وستحتفل الفاو بهذه السنة الدولية بالتعاون مع أصحاب مصلحة معنيين آخرين.
وترى الفاو أن السنة الدولية للدُخن 2023 ستمثل فرصة لإذكاء الوعي بالمنافع التغذوية والصحية للدُخن وبمدى ملاءمته للزراعة في ظلّ الظروف المناخية غير الملائمة والمتغيرة، وتوجيه اهتمام السياسات نحوهما، كما ستعزز هذه السنة الدولية إنتاج الدُخن المستدام، بموازاة إبراز إمكاناته في إتاحة فرص سوق مستدامة جديدة للمنتجين والمستهلكين.
وبحسب المنسق القومي لبحوث الدخن بالهيئة القومية للبحوث الزراعية بمدينة ود مدني، د. آدم محمد علي، الميزات الكثيرة غذائياً ومناعياً وبيئياً لنبات الدخن، والخصائص المتنوعة له، هي التي حتمت على منظمة الأغذية والزراعة العالمية (فاو) تخصيص سنة 2023 سنة للاحتفال والاحتفاء به.
وأضاف إن السودان يتميز بوجود تنوع كبير في عينات وسلالات الدخن الأصلية، إذ تقدر بأكثر من اثنين ألف (2000) نوع، تتوزع في المناطق المختلفة للبلاد في غرب السودان، خاصة منطقة شمال كردفان، القضارف، كسلا، القاش، سنار والنيل الأزرق. ويضيف أن ما يميز الدخن بيئياً، أنه مقاوم لنقص الأمطار والجفاف ودرجات الحرارة العالية، حيث ينمو في المناطق الجافة والرطبة على حد السواء، وينضج مبكراً، وكل ذلك يجعله مثالياً في ظروف التغير المناخي والاحتباس الحراري الذين يعانيهما العالم اليوم.
وأنه يتم جمع هذه الأنواع وحفظها في بنوك الجينات الوراثية للنبات في هيئة البحوث الزراعية بود مدني وتحفظ عينات منها في بنوك خارج السودان في الهند والولايات المتحدة الأمريكية، حيث يتم تبادلها وفقاً لاتفاقيات دولية تنظمها وتستخدم في برامج البحوث والدراسات العلمية.
وتبلغ المساحة المزروعة دخناً في البلاد حوالي (7) ملايين فدان، وتتركز في ولايات الغرب، وأهمها شمال كردفان، ثم القضارف، كسلا، النيل الأزرق وحلفا الجديدة، وتعاني جميعها من التدني المريع في كم الإنتاجية، إذ تبلغ أقل من نصف طن للفدان، ولا يتجاوز الحجم الكلي للإنتاج (800) ألف طن.

ويقول المنسق القومي لبحوث الدخن، إن الدراسات والبحوث التي أُجريت على غلال الدخن، بالهيئة القومية للبحوث الزراعية بمدينة ود مدني، أثبت احتواءه على نسبة عالية من البروتينات والمعادن الصغرى والكبرى، وأن تناوله من قبل الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن خاصة، يكفيهم جميعاً ويلات سوء التغذية والخمول.
كما أن الدخن يحتوي على نسبة عالية من الألياف ومفيد ضد مشاكل الجهاز الهضمي، ويتميز أيضاً بخلوه من مادة الجلوتين الموجودة في القمح، وتسبب حساسية عالية عند تناوله أو أحد مشتقاته، إضافة إلى كونه مضاداً للأكسدة .
ويشكل الدخن وجبة دسمة لسكان المناطق الجافة والفقيرة بيئياً وعلى وجهٍ أخص المناطق، حيث لا يوجد تنوع غذائي، إذ يمكن بإضافة بعض المكونات الغذائية إليه، من لبن أو ويكة أو لوبيا أوغيرها الحصول على طعام غنيٍ ومفيدٍ وصحيٍ، وكمثال لذلك بعض المناطق في شرق السودان، حيث يعاني سكانها من سوء التغذية، وظهور حالات التقزم لدى الأطفال والأجهاض للحوامل ووفيات الطفال دون سن الخامسة وبزراعة أصناف الدخن المختلفة يمكن القضاء على هذه المشكلات الصحية، والاستغناء عن الأدوية العلاجية.

ويعد الدخن من المحاصيل المهمة في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء والسنغال غرباً، وحتى إريتريا شرقاً مروراً بالسودان، أي المنطقة المعروفة بإقليم الساحل والصحراء، وهي الموطن الأصلي للدخن، ومنها انتشرت في أسيا وأمريكا، ويتغذى عليه الملايين من سكان هذه المناطق.

يبلغ الإنتاج العالمي من حبوب الدخن (28) مليون طن ــ أي ما يساوي (1.5 %) من مجموع إنتاج الحبوب، (95%) منها من قارتي أفريقيا وآسيا. ويأتي ترتيب السودان السابع في زراعته بإنتاج يبلغ حوالي (800) ألف طن سنوياً، حيث يمثل الدخن بجانب القمح والذرة، الغذاء الرئيسي لكثير من أهله.

تقرير: إشراقة عباس

السوداني

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



ابراهيم احمد

يغطي القضايا الأمنية والعسكرية، ويتمتع بعلاقات واسعة مع مصادر الأخبار الأمنية.
زر الذهاب إلى الأعلى