جعفر عباس

جعفر عباس يكتب: الرجلة المذهلة

 

بضمير مستريح أقول ان من لا يحب الرِّجلة يعاني من خلل في غدد التذوق، وشخصيا لو وضعوا أمامي يوميا في وجبة الغداء صحن رجلة طوال سنة لاعتبرت ذلك تكريما لي (نفس الشيء مع الطعمية/ الفلافل في العشاء)، وتعال شوف لماذا الرجلة ينبغي ان تكون سيدة المائدة، فرغم أن 96% من محتوياتها ماء إلا أنها غنية بالحديد والبروتين والدهون والكالسيوم والفسفور والبوتاسيوم والصوديوم والزنك وفيتامين ج، وفيتامين ب6، ولأنني أخاف على الرجلة من العين الحارة هنا فلن أذكر سبعة عناصر أخرى تحتويها الرجلة
نحن في السودان نطبخ الرجلة بالشمار الأخضر/ الشبت (دا كمان فيه سماحة مفروكة مع البامية او الويكة الناشفة)، والشمار فيه كمية مهولة من فيتامين ج والبوتاسيوم وفيتامين ب6، والمغنيسيوم، ثم نضيف العدس للطبخة والعدس منجم للفيتامينات والمعادن المهمة (لن أذكرها حتى لا يقوم حميدتي او اردول بالتكويش على ما في السوق من عدس)
وتعزز الرجلة وظائف القلب لأن بها مستويات عالية من أوميغا 3 الذي يعمل على خفض معدلات الكولسترول الضار LDL، وبما انها منخفضة السعرات الحرارية فإنها لا تؤدي الى زيادات في الوزن (ما لم تكن أنت من النوع الذي يأكل عدة أرغفة في وجبة الغداء)، وينصح خبراء التغذية بتشجيع الأطفال على أكل الرجلة منذ سن مبكرة لأنها تحصنهم ضد تشكيلة من امراض النمو، وبما انها تحتوي على كمية من الدوبامين وحمض الستريك فإنها تعالج مشاكل الجهاز الهضمي، كما ان محتواها العالي من فيتامين “أ” يقلل من مخاطر الالتهابات الناجمة عن لسعات الحشرات ويساعد على تسريع شفاء قروح الجلد
وأقر واعترف بأنني توقفت عن أكل الرجلة لأكثر من أربع مرات في الشهر لأن تناولها بكثرة يؤدي الى تشكل حصى الكلى، وإذا سمعتم أنني أصبت بحصى الكلي فاعلموا ان الجاني هي ام الجعافر، لأنها تطبخ الرجلة فتجعلك تغرف منها باليمين والشمال، وفي قطر يسمون الرجلة بربير، وذات مرة أهدت أم الجعافر جارة قطرية رجلة مطبوخة، فذاع الخبر وعمّ القرى والحضر، وتوالت مطالبات الجارات بالبربير السوداني
في ذات زيارة لمصر أعددنا حلة رجلة مدنلكة، ثم أتينا بكميات تجارية من الكسرة، وعجنا الكسرة والرجلة في صحن تشطيف ضخم، وعليها سلطة خضراء، ورأت الست الشغالة الصحن وصاحت: إيه دا انتو فراخ؟ وفعلا الرجلة المعجونة مع الكسرة تذكرنا ببواقي الأكل التي يتم جمعها وهرسها وتقديمها للدجاج
منطقة “النبرو” على امتداد شاطئ النيل الأبيض في كوستي، تنبت فيها رجلة برية ذات أوراق كبيرة، ومنها يحصل كثيرون على اللغاويز التي يصنع منها ملاح الكداد الذي لا استسيغه، والذي يتألف من كوكتيل من الخضروات البرية (بعض المحس والدناقلة يقولون ان الكداد خط أحمر بينما أراه خط لون زينب)

 

 

صحيفة الشرق

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى