آراء

بخاري بشير يكتب: الكتلة.. وإمكانية بيع القضية!!

 

بعد الاتفاق بين الموقعين على الاطاري والكتلة الديمقراطية على نسب المشاركة، تحدث منى اركو مناوى قائد حركة جيش تحرير السودان وحاكم دارفور وقال: (‏حتى لا يُفهم خطأ.. قبلنا مبدئياً أحد مقترحات الثلاثية الذي ينص على نسبة مشاركة الاطراف التي ستوقع على الاعلان السياسي القادم بين 47% ــ 53%، والقبول مشروط بتوسعة المشاركة حتى تكون النسب متساوية، وأن يتم التوقيع على الإعلان السياسي المعدل ليصبح الأساس لكل الإجراءات التي تليه).

بالتأكيد أن الاتفاق بين الكتلة الديمقراطية وقوى الاطاري يحتاج لكثير من الايضاح، خاصة أن البعض ينظر للكتلة على أنها (باعت القضية)، وربما تدخل الاتفاق القادم كمجموعات منفردة وليس ككتلة، وهنا يخرج البعض من المعادلة السياسية… أيضاً الاتفاق يحتاج لإيضاح لأنه تحدث عن نسب مشاركة، وهذا يعود بالناس الى اتفاق جوبا، فإذا وافقت الكتلة على هذا الاتفاق على اساس بنود وروح اتفاقية سلام جوبا، فهذا يعني أنها ستدخل المرحلة القادمة كمجموعات ومسارات موقعة على سلام جوبا، وقطعاً ستفك ارتباطها بالأحزاب والمجموعات التي ليست لها علاقة باتفاق جوبا… وبالقطع هذا يعني انهيار تحالف الكتلة الديمقراطية نفسه.

قبول الكتلة مبدئياً ــ كما قال مناوي ــ لواحد من مقترحات الآلية الثلاثية الذي ينص على (نسبة مشاركة الاطراف) التي ستوقع على الاعلان السياسي القادم بين 47% ــ 53%.. هذا القبول يعني تقدماً إيجابياً من الكتلة تجاه الاتفاق الاطاري.. رغم أنها كانت في السابق من اقوى المعارضين له.

أما تأكيدات مناوي بأن القبول مشروط بتوسعة المشاركة حتى تكون النسب متساوية وأن يتم التوقيع على الإعلان السياسي المعدل ليصبح الأساس لكل الإجراءات التي تليه… فأنا أعتقد أن هذا مجرد تكتيك سياسي..

قبول الكتلة وسعيها للتوقيع على اتفاق اياً كان هذا الاتفاق، يعني أنها تراجعت وقبلت بأمور كانت من أشد الرافضين لها، وايضاً هذا القبول يعني رضوخها لوسائل الضغط المختلفة من المجتمع الدولي.

الكتلة مطالبة أكثر بأن توضح للجماهير هذه الخطوة، علماً بأن تحالف الكتلة الديمقراطية يعتبر تحالفاً يجمع بين اقوى الاحزاب والقوى الحركات.. وهذا ما يجعل له قاعدة كبيرة.. هذه القاعدة تحتاج لشرح اسباب ودواعي اتخاذ هذه الخطوة.. وشرح الى أين تقودنا الموافقة بنسب المشاركة.

الكتلة مطالبة أكثر باقترابها من جماهيرها وشرح الابعاد الحقيقية للخطوة.. لأن ما قاله مناوي ليس بالضرورة أن يقول مثله جبريل ابراهيم.. ولن يكون تبرير جبريل بأي حال من الأحوال كتبرير مبارك اردول.

التماسك بين أطراف الكتلة وقدرتها في المحافظة على تحالفها يكسبها القوة اللازمة.. واول أهداف اعدائها السياسيين هو (خلق التباعد) بين اطرافها وهزيمة التحالف، ليسهل اصطيادها واحدة واحدة.. ولو تعلم الكتلة أن قوتها في تحالفها لخاضت حتى الانتخابات المتوقعة ــ في المستقبل ــ مع بعضها البعض ككتلة واحدة .. لذلك نقول لهم لا تستمعوا ولا تنجروا وراء محاولات (الوسيط)، فهو أكثر الأطراف يريد أن يراكم منقسمين.

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى