حوارات

والد الشهيد عبد السلام كشة: اللجنة الوطنية للتحقيق في فض الإعتصام (طلس ساي)

* لم تتم مناقشة رؤية منظمة أسر الشهداء للعدالة الانتقالية في اجتماع عام
* رفضنا الاتفاق الاطاري لأن العدالة الانتقالية لا تعني الافلات من العقاب
* تم توقيع مرسوم دستوري منح العسكر حصانة طول الفترة الانتقالية
* مشاركة الكتلة الحرجة ليست ضرورية لاسقاط النظام
* الاحزاب السياسية لن تقود الحراك مجددا وعليها أن توقع على ميثاق سلطة الشعب

أعلن والد الشهيد عبد السلام كشة لـ(الجريدة) رفضه لمشاركة منظمة أسر الشهداء في الورشة القومية للعدالة الانتقالية، واعتبر أنها تصب في اطار محاولات افلات المجرمين من العقاب، وجدد تمسكه بالقصاص، وكشف عن اعتزامهم عقد اجتماع جمعية عمومية لانتخاب لجنة تنفيذية جديدة للمنظمة، وبرر ذلك لأن اللجنة الحالية لا تمثل اسر الشهداء وابتعدت عن أهداف المنظمة.

* كيف تنظر لمشاركة منظمة أسر الشهداء في الورشة القومية للعدالة الانتقالية؟
ـ مقاومة الانقلاب مبنية على شعار (لا تفاوض، لا مساومة، لا شراكة) والوقوف خلف قيادة لجان المقاومة أي فعل يقوم به أي فرد من الشعب سواء من أسر الشهداء أو لجان المقاومة يعتبر رأيه الشخصي ووالد الشهيد عباس فرح يمثل نفسه.
* ولكن فرح شارك في الورشة باسم منظمة أسر الشهداء ؟
– هناك خطوات جادة لانتخاب لجنة تنفيذية جديدة، لأن اللجنة الحالية لا تمثل اسر الشهداء وتم طرح ذلك في قروبات أسر الشهداء، و الحق الخاص للشهيد عباس لا يعطي والده ان يتحدث باسم أسر شهداء آخرين. وكما ذكرت نتجه لعقد جمعية عمومية للمنظمة لاستردادها لأن اللجنة التنفيذية الحالية ابتعدت عن أهداف المنظمة.
* ولكن رئيس منظمة شهداء ديسمبر برر مشاركته في الورشة بأنه قدم رؤية المنظمة للعدالة الانتقالية؟
– لم يتم مناقشة تلك الرؤية في اجتماع عام لأسر الشهداء مما يعني أنها تمثل رؤية فرح الشخصية، والدليل على ذلك مشاركته في ورشة تسييرية نقابة المحامين فهو يستغل اسم المنظمة، أما بالنسبة لهذه الحجة فكان يجب تقديم رؤية المنظمة في بيان أو عبر صفحة المنظمة لذلك كان عليه أن يشارك برأيه الشخصي وليس باسم الشهداء .

 

* لماذا اعترضتم على الاتفاق الاطاري؟
– العدالة الانتقالية في مواثيق الأمم المتحدة لا تعني الافلات من العقاب، كما جاء في الاتفاق الاطاري هناك عدة أوراق قدمت حول مفهوم العدالة الانتقالية د.عشاري أحمد محمود، أوضح أنها لا تعني أن تفلت من العقاب وجريمة مجزرة فض الاعتصام جرائم ضد الانسانية كما نصت المادة 86، بعكس ما تدعو له قوى خيانة الثورة من اعادة إنتاج شراكة الدم في نسختها الثانية من الوثيقة الدستورية التي سميت بالاتفاق الإطاري. كما ذكرت فان مواثيق الامم المتحدة العدالة الانتقالية لا تعني الافلات من العقاب عكس ما أشار إليه د.عبد العظيم حسن الذي أورد في مقابلة اذاعية أن توقيع الوثيقة الدستورية تزامن مع انتاج 37 مرسوم دستوري منها مرسوم منح المكون العسكري حصانة كاملة، مما يعني أن تكوين اللجنة الوطنية للتحقيق في فض الإعتصام برئاسة المحامي نبيل أديب ( كانت طلس ساي)، وهذه الفضائح التي خرجت للعلن مؤخرا وهي المادة التي أعطت العسكر حصانة من المساءلة القانونية طوال الفترة الانتقالية لذلك نرى في كل مرة شكل جديد من اطالة الفترة الانتقالية، لأن إطالتها هي الضمانة الوحيدة يكونوا في وضع انتقالي في كل مرة تتجدد الشراكة لحماية أرواحهم ومصالحهم وهذا (كلام طلس)، الثورة مستمرة الى سدرة منتهاها حتى تحقق أهدافها رغم دعم محور الشر لقوى خيانة الثورة.

* ما تقييمك لموقف ملف الشهداء بعد انقلاب 25 أكتوبر وتوقف نشاط لجنة أديب؟
– الانقلاب نفسه أدى الى الإفلات من العقاب، وتحصين أنفسهم وحماية مصالحهم حتى لا تتم مساءلتهم، لكن المجزرة التي ارتكبت في القيادة جرائم ترقى لمستوى الجرائم ضد الانسانية، ما لم يتم تدويل القضية للمحكمة الجنائية بلاهاي لن تتحقق العدالة للشهداء
* هذا يعني أن القضاء السوداني عاجز؟
– القضاء السوداني فاقد الرغبة والقدرة والارادة قضاء مشلول وغير مستقل، القضاء عاجز لأن الوثيقة تنص على أن يقوم المكون العسكري بتعيين القاضي، والنائب العام، والشرطة (كيزانية) والمتهم يأتي المحكمة بموجب (شنو) نيابة تحقق وقاضي يحكم كيف تتحقق العدالة والعسكري هو الذي يعين المؤسسات العدلية، وهذا يؤكد أن القضاء فاقد الرغبة والقدرة والارادة، والقضاء مشلول .
* هل تم توجيه الدعوة لك لحضور ورشة العدالة الانتقالية ؟
– لم توجه لي دعوة.
* هل كنت ستشارك اذا قدمت لك الدعوة؟
– اطلاقا (لا تفاوض، لا شراكة، لا مساومة)، ما الذي يجلسني مع قوى خيانة الثورة أو أشارك في ورشة تكرس للإفلات من العقاب للقاتل؟ وكيف أذهب لأدعمهم، ومن أين جاءت قوى خيانة الثورة ؟
* هناك من يرى أن الحراك الثوري مازال حراكا شبابيا والكتلة الحرجة اللازمة لاسقاط النظام لم تنضم له ؟
ـ وهل الكتلة الحرجة هي التي أسقطت النظام؟ لجان المقاومة كللت جهدها بالتوقيع على الميثاق الثوري وتأسيس سلطة الشعب وبذلوا عصارة جهدهم واجتهدوا في انتاج الميثاق وتم التوقيع عليه من قبل المؤمنين بالقضية ومتمسكين بثورتهم وهذا لا يعني التخاذل أو الانتكاس.
* يعني ذلك أنك لا ترى أن مشاركة الكتلة الحرجة ضرورية ؟
– ليست ضرورية، وهل الكتلة الحرجة موجودة في الشارع؟ التغيير قام به الشباب وكما ذكر حسين خوجلي قال (هؤلاء ما تامين 70 شخص يذهبون الى بري، والعباسية ( 2 % والباقي بنتموا شهامة)، (والثورة نجحت بهؤلاء )، وما حدث ليلة الخميس الماضي خير شاهد على مقدرة المقاومة (وماذا تحكم اذا لم تكن مسيطرا على الشارع). والثورة الفرنسية استمرت لمدة عشرة سنوات، الثور ة بالغة سدرة منتهاها بعزم القابضين على جمر قضيتهم ومؤمنين بأهداف ثورتهم، ومستعدين للبذل والعطاء في سبيل تحقيق أهداف الثورة و بلوغها غايتها لا إفلات من العقاب والثورة مستمرة مهما تآمرت قوى الشر وقوى خيانة الثورة والواقع الاقتصادي المتردي الذي يعاني منه المواطن السوداني في ظروف أسوأ مما كانت اسباب اشتعال الثورة نعاني الآن من آثار اقتصادية طاحنة وسياسيات عرجاء لن تقود البلاد الى بر الأمان .
* كيف تنظر للانقسامات التي حدثت في وسط لجان المقاومة حيث صارت مقاومة جذرية أو مع الاتفاق الاطاري؟
– لجان المقاومة نجحت في الميثاق الثوري وتعمل على انزاله أرض الواقع شاء من شاء وأبى من أبى ننتظم كلنا في الحراك الثوري خلف قيادة لجان المقاومة التي انتجت لنا هذا الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب يقولون ( نسلما منو ؟) وهذه المقولة انتهت مع مطلقيها (الكيزان).
* هذا يعني أنك ترى أن دور الأحزاب التقليدية انتهى؟
– الاحزاب تكون تابعة خلف قيادة لجان المقاومة والميثاق مفتوح لهم ليوقعوا كقوى سياسية تقليدية لديها تاريخها الممعن في الرجعية والضلالة لن يقودوا الحراك مرة أخرى، كما ذكرت مريم الصادق (أن الشباب في الاعتصام اذا وصلوا بثورتهم حتى صناديق الاقتراع الاحزاب في السودان لن يكون لها مستقبل ) وهذه قراءة موفقة .
* هناك من يرى أن لجان المقاومة مجرد كرت ضغط فقط ؟
– من الذي يستخدمهم ككرت ضغط؟ وماهي القوى المؤثرة عليهم؟ والتي تفرض رغبتها وإرادتها عليهم من هي؟ لتعلن عن نفسها وتقول أنها تقف خلف لجان المقاومة، اذا كانت موجودة لا توجد قوى سياسية تستطيع أن تسيطر على المقاومة ذكر قيادي من قوى خيانة قوى الثورة يوم الانقلاب أن الشعب السوداني عندما اكتشف وقوع الانقلاب وقياداته الثورية وقيادتهم الثورية معتقلة هبوا بصورة عفوية واحتلوا القيادة وحاصروها، وكانوا يهتفون بسقوط الانقلاب متناسيا تحالفهم المخزي وخيانتهم لدماء الثورة وعقدهم لمجلس شركاء الدم مع القتلة الثورة بالغة أهدافها محققة أمانيها وتطلعاتها وأهدافها شهدائها .
* هل تعني أن مقاومة الثوار للانقلاب لم يكن المقصود منها قيادات قحت؟
– هذا ما ذكره زعيم كبير في الحرية والتغيير، قال هبوا بعفوية وهذا مصطلح كيزاني وأسعى للقاء هذا القيادي ويتجنب ذلك خشية مواجهتي.
* هل يعني ذلك أنه يتهرب من لقائك؟
– المواجهة حارة، مواجهة الرجال حناجر، وهذا القيادي يتزعم الاتفاق الاطاري رغم أن البرهان (نط منه ثلاثة مرات).
* هل رفضك للاطاري بسبب أنه أبقى على البرهان وحميدتي في السلطة؟
– العسكر للثكنات.. والعساكر ليسوا للحكم بأي حال من الأحوال، وهؤلاء قتلة ونحن لا نتحدث عن المؤسسة العسكرية والجيش جيش السودان وليس البرهان، والعسكر للثكنات وليس للحكم والشراكة مع قوى خيانة الثورة ويجب أن يذهبوا الى دورهم الطبيعي المناط بهم .
* ماهي رؤيتكم لتحقيق العدالة للشهداء؟
– نحن نتحدث عن القصاص للشهداء من القتلة، وذلك لن يتحقق الا في ظل وجود نيابة حرة و قضاء مستقل منتخب بواسطة مجلس الأعلى للقضاء، بعد اجراء اللازم من تطهير القضاء من منسوبي النظام البائد وخير دليل على عدم نزاهة القضاء الحالي فان قاضي محكمة مدبري انقلاب الانقاذ تم تغييره مرتين وتم تغييره في قضية الثوار توباك والننة مرة واحدة.

* كيف تنظر لتبرئة الثوار في قضية رقيب الاستخبارات؟
– هذا ديدندهم فلم تكن هناك قضية، وانما تم تلفيق التهمة للثوار ونبشر بقية الثوار المعتقلين بأنهم سيخرجون، وتم تلفيق تهمة اغتيال رقيب الاستخبارات للثوار لأنه أساسا لا يوجد قضاء والقضاء الحالي عاجز والشرطة الاعجز بدليل برءاة الثوار من التهم المنسوبة لهم، وقضية اغتيال العميد بريمة سيكون مصيرها نفس ذلك المصير، لأنها تهم مفبركة بواسطة أجهزة أمنية، وشرطة كيزانية، الجُناة لم يكتفوا بقتل الرقيب وانما تم اغتصابه وهذا في العرف السوداني لم نسمع به الا في عهد المؤتمر الوطني البائد وكما حدث للشهيد أحمد الخير .
الخرطوم: (صحيفة الجريدة)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى